زلوخ بكر: احتلال عفرين رسالة واضحة لعرقلة مشروع الأمة الديمقراطية
مرت 6 سنوات على الاجتياح التركي لمدينة عفرين بإقليم شمال وشرق سوريا، تعرض فيها الأهالي عموماً والمرأة خصوصاً لانتهاكات ترقى لجرائم ضد الإنسانية.
روبارين بكر
الشهباء ـ بالتزامن مع اقتراب ذكرى الهجوم على مدينة عفرين طالبت الرئيسة المشتركة لهيئة التربية والتعليم بمقاطعة عفرين ـ الشهباء بإقليم شمال وشرق سوريا زلوخ بكر المجتمع الدولي بالتدخل وإنهاء الاحتلال وعودة المهجرين.
في 20 كانون الثاني/يناير عام 2018 قامت تركيا بقصف العديد من قرى ونواحي مقاطعة عفرين باستخدام 72 طائرة حربية، حيث وقفت وحدات حماية المرأة والشعب ومئات الآلاف من أهالي المدينة لصد الهجمات وأبدوا مقاومة عظيمة بوجه ثاني أقوى جيش في حلف الناتو.
قالت الرئيسة المشتركة لهيئة التربية والتعليم بمقاطعة عفرين ـ الشهباء زلوخ بكر "منذ ستة أعوام هجر الاحتلال التركي ومرتزقته أهالي مدينة عفرين واتبع بحقهم سياسة القمع والإذلال، ولكن رغم ذلك صمد الكثير منهم في وجه هذا البطش بينما تم تهجير العديد من العوائل وهم يقطنون حالياً في مخيمات النزوح بمقاطعة الشهباء ويكابدون ظروف معيشية صعبة مع شح المياه وانتشار الأوبئة والبرد القارص، وحصار حكومة دمشق"، مبينة أن "الهجمات التي بدأتها الدولة التركية أتت بعد انسحاب القوات الروسية من المدينة وكان ذلك بمثابة الضوء الأخضر لبدئها واحتلال عفرين".
وأضافت "من خلال هذا السيناريو نرى مدى توافق مصالح الدول الرأسمالية في الشرق الأوسط وتحديداً في سوريا، وإذا قيمنا الوضع أكثر على مستوى إقليم شمال وشرق سوريا فأن الهدف هو عرقلة مشروع الأمة الديمقراطية، فالسياسة العدائية واضحة لإنكار وجود مكونات المنطقة وعلى رأسها المكون الكردي"، مبينة أن "الهدف من الهجمات على عفرين هو تهجير سكانها الأصليين وإجراء التغيير الديموغرافي التي تطمح تركيا إلى تحقيقه منذ زمن بعيد عن طريق الجرائم التي ترتكبها بشكل مستمر على أرض عفرين وأهلها، بدأ هذا التغيير من خلال احتلال العديد من مناطق إقليم شمال وشرق سوريا ولن تقف عند هذا الحد، فهدف الأنظمة الرأسمالية سواء الإقليمية أو الدولية هو السيطرة على منطقة الشرق الأوسط وفرض أنظمة حكم جديدة تساعدها على تحقيق أطماعها في المنطقة والقضاء على الأقليات".
وعن المقاومة التي أبداها أهالي عفرين في وجه تركيا ومرتزقتها قالت "لم يستسلم أهالي عفرين للمؤامرة التي قامت بها روسيا بالتعاون مع تركيا بل أبدوا مقاومة أسطورية وتاريخية انهكوا بها أعداء الديمقراطية وعرقلوا مساعيهم، وتابعوا طريق النضال حتى وهم في مخيمات النزوح على الرغم من الحصار الخانق، فالأهالي بمقاومتهم وتمسكهم بقضيتهم يفشلون جميع السياسات القمعية التي حاكتها الأنظمة الرأسمالية المعادية للديمقراطية"، مؤكدة أن "بالمقاومة والنضال أفشلنا هذه السياسات على الرغم من الصمت الدولي الخانق خاصة تلك الدول التي تتواجد على أرضنا وترى ما يتعرض له المدنيين".
وعن الهجمات الأخيرة التي تعرض لها إقليم شمال شرق سوريا قالت زلوخ بكر إن "تركيا لم تكتفي باحتلال عفرين، فسياستها العدائية نلتمسها أيضاً في الهجمات المتواصلة على إقليم شمال شرق سوريا بدءاً من ديريك وحتى مقاطعة الشهباء وعفرين، الدولة التركية تستند على الدول التي تتشارك معها في المصالح منها روسيا وحكومة دمشق والتحالف الدولي".
وفي ختام حديثها نوهت زلوخ بكر إلى أن "الدول التي وقعت فيها الاحتجاجات المطالبة بالحرية والديمقراطية والتي سميت بربيع الشعوب أُجهضت طموحات شعوبها بسبب تآمر الدول الخارجية وألحقت ببلدانهم الدمار والتهجير والتخلف"، وحثت شعوب الدول العربية للتكاتف ضد السياسة العنصرية التي تنتهجها تركيا وغيرها من الدول بحق شعوب الشرق الأوسط عموماً وإقليم شمال وشرق سوريا خصوصاً "أطماع الدولة التركية لا تقتصر على مناطقنا بل ستطال مناطق أخرى بهدف إحياء الإمبراطورية العثمانية التي لم ينسى تاريخها المشبع بالجرائم والانتهاكات"، مؤكدة أن أهالي إقليم شمال وشرق سوريا يسيرون على طريق النضال والمقاومة لتحرير المناطق المحتلة وكسر شوكة الدولة التركية وبناء سوريا ديمقراطية لا مركزية.