وشم... أولى المراكز التي تهتم بالمرأة وقضايا النوع الاجتماعي في ليبيا
تأسس مركز وشم لدراسات المرأة بمدينة بنغازي عام 2019، وتم الإعلان عنه هذا العام ليصبح أول مركز من نوعه يهتم بالمرأة وقضايا النوع الاجتماعي "الجندر"
ابتسام اغفير
بنغازي ـ ، ويعد المكان الوحيد المتخصص في مجال الدراسات المتعلقة بالمرأة، وبيت الخبرة الذي تلجأ إليه النساء.
وللاطلاع عن كثب على عمل المركز، وسبب اختيار اسم وشم له، التقينا مع رئيس مركز وشم لدراسات المرأة وعضو هيئة التدريس بكلية الاقتصاد بجامعة بنغازي الدكتورة عبير امنينة.
تقول عبير امنينة "تم اختيار اسم وشم للمركز عن طريق آخذ آراء شباب من خارج المركز، فالاسم له معاني ودلالات متعددة فهي هوية ارتبطت بالنساء وبتاريخهن، ويدل على الشيء الراسخ والثابت، فالوشم نوع من أنواع الحكاية التي يتم روايتها عن طريق رسمه أو انطباع يتم تجسيده، وهو شكل من أشكال الجمال، والبعض يقول بأنه قديماً كان مرتبط بالنساء أما الآن فلم يعد كذلك، لكن ذلك غير صحيح فالنساء وحدهن من يتجرأن على رسم الوشم على وجهوهن".
وتضيف بأن "المجتمع المدني منذ القديم وحتى الآن يعمل على تأسيس منظمات ومؤسسات واتحادات تتعلق ببناء القدرات والكفاءات، لكن دائماً ما نواجه عقبة عدم جود مركز أو مؤسسة تهتم بقضايا النساء أو دراسات تخص المرأة، لذلك سعيت مع مجموعة من نساء أكاديميات إلى إنشاء مركز يهتم بقضايا المرأة، واجهتنا مصاعب كثيرة لكنها لم تقف عائقاً أمامنا".
وعن بدايات إنشاء المركز تقول عبير امنينة "بدأنا عملنا من خلال ثلاث مسارات وهي البحث العلمي والذي يتطلب الكثير من الجهد وإلى كادر بحثي مختص، ولا زالنا نعمل عليه، أما المسار الثاني فهو الجانب التوعوي، أما الجانب الثالث فيشمل الأنشطة التي تعمل على إثارة مكامن الخلل في القوانين وتحديدها وإيجاد الحلول لها، وحاولنا إرسال المشروع إلى مجلس النواب ليتم تعديل الكثير من القوانين، لكن ذلك لم يتم بسبب طبيعة عمل المجلس، لذلك تم تأجيل طرح الموضوع حتى الوقت المناسب".
وحول عمل المركز حالياً تقول "نقوم بالتدريب والتوعية فيما يتعلق بالانتخابات البلدية، كما قمنا بتدريب حول مكامن القوانين والتعامل مع المنظمات لتعريف المرشحات بعملهن، وتدريبهن على إدارة الوقت لتنمية القدرات الإدارية والكفاءات المهنية، حتى تتمكن المرأة من قيادة الانتخابات في المجالس البلدية بشكل فعال".
وعن تعاون المركز مع مؤسسة فريدريش ايبرت الألمانية تقول رئيس مركز وشم لدراسات المرأة الدكتورة عبير امنينة "أجرينا دراسة حول الضمان الاجتماعي من المنظور الجندري، وتم نشرها باللغتين العربية والإنكليزية، وتم توزيع العديد من النسخ منها، كما قمنا بنشاط حول دور المناهج الدراسية في التعامل مع المرأة وكيفية تناول صورتها في هذه المناهج، هل هي انعكاس لنموذج النمطي للنساء في المجتمع أم ما هو سائد في هذا المجتمع هو ناتج عن هذه المناهج وطبيعة العلاقة بينهما، لذلك سيتم العمل على دراسة منهجية لتحليل مضمون المناهج لنعرف مكامن الخلل في الصورة التي تقدمها هذه المناهج عن المرأة ودورها في الأسرة والمجتمع، ونعمل الآن على عدة مشروعات منها العمل النقابي، المرأة في السلك الإداري وصنع القرار، لكننا ما زلنا ننتظر الدعم لإكمال مشروعنا".