وسائل بدائية تعتمدها نساء ريف منبج بديلاً عن الغاز
بعد خروج معمل الغاز الوحيد في إقليم شمال وشرق سوريا عن الخدمة وارتفاع سعر اسطوانات الغاز المنزلي المستوردة من إقليم كردستان يلجئ أهالي الريف إلى الوسائل البدائية لتيسير أمور حياتهم.
سيلفا الإبراهيم
منبج ـ تلجأ نساء ريف مقاطعة منبج في إقليم شمال وشرق سوريا إلى استخدام الوسائل البدائية لتيسير أمور حياتهن مع ارتفاع سعر الغاز المنزلي، معتبرات أن العلاقة مع الطبيعة دائماً توفر الحلول البديلة لكافة الأزمات التي تواجه المجتمع.
ارتفع سعر أسطوانة الغاز المنزلي لـ 10 دولار وهي تكلفة استيراده من إقليم كردستان بعد خروج المعمل الوحيد للغاز في المنطقة عن الخدمة، نتيجة استهدافه من قبل الاحتلال التركي في 15 كانون الثاني/يناير الماضي خلال التصعيد الأخير على المنطقة.
النساء تتعاملن مع الطبيعة على أنها جزء من ديمومة الحياة، وتلجأن إليها لتلبي احتياجاتهن اليومية مهما وصل العالم من حداثة لترسخن في مفهوم الأجيال أن العلاقة مع الطبيعة هي الشيء الدائم.
وتستخدم ريما السليمان وهي في العقد التاسع من عمرها من قرية قرعة الصغير، التفية وهو موقد لنار كانت تستخدم في العقود الماضية قبل توفر الغاز والببور، لإعداد الطعام والشاي وحتى الخبز، ومع ظهور أزمة الغاز مؤخراً باتت الحل الذي يلجئ له جل أهالي الريف، وتقول "الاعتماد على الذات هو الوسيلة الوحيدة لمقاومة الظروف الصعبة، وتراثنا القديم هو أحد الوسائل التي نعتمدها".
وبينما تصنع الشاي بينت أن التفية "ثقافة منتشرة بين شعوب المنطقة ونصنعها بالطين المضاف عليه التبن، ويتم صنعها على شكل مخروط نصف دائري وتترك فيها بعض الثقوب لمنع احتباس الدخان".
صديقتها شاها الكسمو ذات الـ 80 عاماً قالت إنهن لطالما استخدمنها في صباهن "في كل خريف كنا نجمع الحطب لنستخدمه لمدافئ الحطب، والتفيات، التي كانت إحدى أهم الوسائل التي نعتمد عليها لتيسير أمورنا اليومية من مأكل ومشرب"، مشيرةً إلى أنه "بعد ظهور أزمة الغاز مؤخراً لم نقف مكتوفات الأيدي بل لجئنا إلى الطرق التي كنا نعتمدها سابقاً، وهذه التفيات ومدافئ الحطب متوفرة في كل منزل في الريف كحلول بديلة موجودة دائماً".
وتحصل النساء على الحطب بعد جني موسم الزيتون "نجلب الحطب بعد انتهاء جني محصول الزيتون من الأغصان التي تتكسر، وكذلك الأراضي الزراعية بعد انتهاء مواسم الزراعة كالذرة وعباد الشمس فجميع جذورها تغدوا جافة قابلة للاشتعال".
وأكدت أن "هذه الوسائل تبقى من تراثنا القديم ونعتز بها، فهي صديقة الظروف الصعبة وليست مكلفة"، معتبرةً أن "هذا ما يفتقده أهالي المدينة فلا يمكنهم توفير الحلول البديلة دائماً والاستفادة من الطبيعة بقدر ما يستفاد منها أهالي الريف".
والجدير بالذكر بأن تسعيرة الغاز المنزلي مؤقتة لحين إصلاح منشأة غاز السويدية بريف ديرك بإقليم شمال وشرق سوريا.