وديان محمد: الحكم العشائري في الأنبار انخفض نسبة 70%

ضمن برنامج تمكين المرأة التابع لمؤسسات حكومية ترتبط بعدة وزارات تلتقي ممثلات المحافظات العراقية في بغداد ومحافظات أخرى ضمن اجتماعات دورية تركز على حقيقة ما يقدمه البرنامج لتمكين المرأة في المجتمع

غفران الراضي 
بغداد ـ وما هي معوقات تحقيق الأهداف المنشودة، وتعد محافظة الأنبار من المحافظات التي تتمتع بحكم عشائري ذكوري، إلا أن المرأة في الآونة الأخيرة سعت لتخفيف وطأة الحكم العشائري لتكون أكثر حضوراً وتأثيراً في سير الحياة.
وفي خضم برنامج تمكين المرأة كان لوكالتنا لقاء مع مسؤولة تمكين المرأة في محافظة الأنبار الدكتورة وديان محمد (٣٠) عاماً.
تحدثت وديان محمد في البداية عن برنامج تمكين المرأة وأهدافه "البرنامج يتبلور حول فكرة دعم النساء معنوياً وتكثيف التدريب النفسي وبناء الشخصية ليصبحن أكثر قوة وشجاعة لمواجهة الحياة من جهة والتعبير عن آرائهن من جهة أخرى". 
وعن الورش والدورات التي تخضع لها النساء في الأنبار وباقي المحافظات تقول وديان محمد "أهم خطوة هي بناء مجتمع يهتم لرأي المرأة، لصناعة المرأة الواعية من خلال توجيه النساء للقراءة والمتابعة وضخ سبل التعامل مع المواقف المختلفة في الحياة ضمن دورات وورش توعوية". 
كما توضح لنا وديان محمد أهمية الندوات "ربما لا نستطيع أن نغير المرأة المستهدفة بالتمكين ١٠٠% لكننا نستطيع القول أن هناك ٩٠% من النساء أصبحن قادرات على تصحيح مسار حياتهن نحو الأفضل واتخاذ قرارات صحيحة في المستقبل". 
وتدير وديان محمد تجمع نسائي معروف باسم تجمع نساء الأنبار يضم أكثر من ٢٥٠٠ امرأة، تأسس التجمع عام ٢٠١٩، ويهتم بنشاطات مختلفة منها توعوية وإغاثية "لدينا الكثير من النشاطات أهمها الابتزاز الالكتروني الذي تتعرض له بعض الفتيات والنساء على حد سواء والذي يمثل خطر كبير على حياتهن، وكان لنا تعاون مع الجهات المختصة الحكومية، بالإضافة لذلك كان لنا برنامج خاص يهتم بتوعية الفتيات من خطر الاستغلال والتعرض للابتزاز الالكتروني وكيفية التعامل مع المبتز". 
وأكدت وديان محمد على أهمية متابعة الوضع الاقتصادي للنساء وخاصة الأرامل والمطلقات مع تدهور الوضع الاقتصادي العام للبلاد، "الضرورة القصوى دفعت بتجمع نساء الأنبار إلى افتتاح مشغل لتشغيل النساء للحصول على وارد مادي شهري يلبي حاجاتهن وحاجات أطفالهن". 
وتضيف "تم إنشاء المشغل عن طريق دعم الحكومة المحلية، لكن أهمل بسبب عدم وجود دعم مع أنه حقق نجاح وأصبح المنتج للألبسة والمفروشات ويجذب التجار والأكثر رواجاً في باقي المحافظات، ونحن نعمل على استعادة نشاطه". 
وفيما يخص وضع المرأة في العموم تقول وديان محمد "نستطيع القول أن حياة المرأة أصبحت وفق العادات العشائرية في المحافظة بنسبة 30% أي أن الحكم العشائري على المرأة انخفض بواقع 70%".
وعن نسبة تعليم المرأة في المحافظة تقول وديان محمد "هناك اهتمام كبير بتعليم المرأة في الفترة الأخيرة وخاصة المرأة الريفية التي أصبحت تهتم بالتعليم بمقدار يساوي المرأة في المدينة". 
وتؤكد في الوقت ذاته على حاجة المرأة لتمرير قانون العنف الأسري وأن يكون التطبيق فعلي من خلال مشاركة الحكومة المحلية بالمحافظة وعمل ندوات وورشات لتثبيت حقوق المرأة.
تقول (م. ن)  من محافظة الأنبار (٣٠) عاماً، أم لطفلين ومطلقة، مستفيدة من الدعم الإغاثي بتجمع نساء الأنبار "اللجوء إلى نساء لحل المشاكل وتقليل عبئ الحياة أسهل بكثير من اللجوء للرجل وهذا يعود لطبيعة المجتمع والخوف من استغلالنا لمآرب أخرى". 
وتضيف (م. ن) "تجمع نساء الأنبار كان له دور كبير في إغاثة عدد كبير من النساء وتأهيلهن لسوق العمل والسعي لإيجاد فرص عمل لهن وتوفير الاحتياجات الضرورية". 
وتؤكد أنها لم تفكر يوماً أن باستطاعتها أن تعمل وتعيل أولادها لولا تدخل تجمع النساء وتغيير نظرة المجتمع لعمل المرأة في المحافظة وهذا جعل النساء يتشجعن للعمل والانتاج. 
بينما وجدت (ف. ز) ٤٠ عاماً أرملة وأم لثلاث أولاد، سبيلها في المشغل الذي تأسس ضمن تجمع نساء الأنبار "الأهم من العمل والاغاثة النسوية هو ذلك الدعم المعنوي وتحفيزنا على أهمية العمل ومواصلة الحياة رغم كل المصاعب والخسارات، أستطيع القول أنني أصبحت أكثر قوة وأكثر تفاءل وأكثر إرادة لمواجهة الحياة وتربية أولادي".
 
من هي وديان محمد؟ 
دكتورة جامعية وممثلة قسم تمكين المرأة في الأنبار، حاصلة على دكتوراه في اللغة العربية، وهي سفيرة العراق لحقوق الانسان لعام ٢٠٢٠. 
كما أنها مثلت نساء الانبار والعراق في ندوات لدعم المرأة ضمن منظمات عراقية ودولية داخل وخارج العراق.