تزيد الهجمات التركية من معاناة النساء في القرى المحاصرة
يستمر الاحتلال التركي ومرتزقته بارتكاب الجرائم بحق أهالي ناحية شيراوا المحاصرة عبر الهجمات المستمرة.
روبارين بكر
الشهباء ـ يستهدف الاحتلال التركي ومرتزقته قرى ناحية شيراوا جنوبي مقاطعة عفرين المحتلة بشمال وشرق سوريا بشكل يومي منذ احتلال عفرين وتهجير سكانها في 18 آذار/مارس 2018، حيث يتسبب القصف المستمر وقطع الطرق على الأهالي من قبل عناصر النظام السوري على بلدتي نبل والزهراء بحياة معيشية قاسية.
6 قرى محاصرة تابعة لناحية شيراوا هي "كلوتيه، كوندي مازن، برج القاص، زرنعيتي، باشمره، مياسه مالي" يعاني سكانها والنازحين فيها من حصار جائر، وقطع الطرق من قبل النظام السوري على حواجز بلدتي نبل والزهراء.
حيال ما يتعرض له أهالي قرى شيراوا المحاصرة من هجمات وظروف معيشية قاسية تقول ألماسة علي من سكان قرية باشمره "تتعرض قريتنا بشكل شبه يومي للقصف من قبل الاحتلال التركي ومرتزقته، ويسعون لزرع الخوف والرعب في قلوينا لدفعنا نحو النزوح أو الهجرة واحتلال المنطقة".
ناحية شيراوا محاصرة من الجهة الغربية بمرتزقة الاحتلال التركي، ومن الجهة الشرقية بعناصر النظام السوري وترى ألماسة علي أن "لا اختلاف بين سياستهم فالاحتلال يحاربنا بالسلاح والنظام عبر تطبيق سياسة التجويع والتضييق على النازحين، وظروفنا تزيد صعوبة يوماً بعد يوم".
ولكن رغم كل ما يواجهونه إلا أن النزوح مرة أخرى خارج خيارات مهجري عفرين، وكذلك سكان القرى الأصليين كما تؤكد ألماسة علي "هجمات الاحتلال التركي لن تؤثر علينا ولن تكسر من إرادتنا ومعنوياتنا، إرادتنا قوية وإصرارنا أقوى من الهجمات وغيرها من المصاعب المعيشية، ولن نتخلى عن قريتنا ولن نتركها لتركيا ما دمنا على حق".
ليلى حسن من سكان كوندي مازن أكدت على حديث سابقتها في التمسك بالأرض وعدم تحقيق غايات الاحتلال التركي في النزوح، لكنها لا تخفي الصعوبات التي يواجهونها حيث قالت "الأوضاع المعيشية والصحية في القرية صعبة جداً فـ 6 قرى بناحية شيراوا تقع في الخطوط الأمامية للجبهة، تلك القرى تتعرض بشكل مستمر للقصف التركي، لهذا الحياة المعيشية سيئة للغاية من الناحيتين الاقتصادية والصحية خاصة أن هذه القرى تفتقر لوجود مراكز صحية".
وأضافت "قبل أن يتم قطع الطريق من قبل عناصر النظام السوري على حاجزي بلدتي نبل والزهراء كان يتم علاج الحالات المرضية الصعبة في مشفى مقاطعة الشهباء أو تل رفعت لكن الآن جميع الطرق مغلقة أمامنا، والحالات المرضية تزداد سوءاً في القرى المحاصرة".
وعن وضع المرأة بينت أن "النساء أكثر تضرراً بالظروف التي تعاني منها المنطقة سواء كان في المنزل أو في العمل، فتركيا تقصف بشكل عشوائي ولا تفرق بين بشر أو حجر، هدفها كسر إرادتنا لنتخلى عن مقاومتنا التي نعتبرها السلاح الأقوى ضد سياسات الاحتلال التركي العدوانية والفاشية".
وأشارت إلى أنه "لقد تعلمنا من دروسنا السابقة ولن نتخلى عن حقوقنا، فتركيا احتلت عفرين والآن تحاول احتلال القرى المتبقية لهذا لن نمكنها من ذلك وسنقدم تضحيات أكبر مما قدمنا عندما هاجمت عفرين، فمقاومتنا في شيراوا ستكون من أجل العودة إلى عفرين وطرد الاحتلال التركي ومرتزقته".
أما النازحة قديفة نبو من قرية كيمار بمقاطعة عفرين أشارت إلى أنه "نزحنا من عفرين بسبب القصف التركي المستمر علينا، وبعد نزوحنا وحتى الآن تركيا تستهدفنا في ناحية شيراوا، تركيا لن تصل إلى أهدافها الطامعة بأراضينا وخيرات بلادنا، وقربنا من عفرين يمنحنا الأمل بالعودة".
طالبت قديفة نبو في ختام حديثها المنظمات الإنسانية بإيجاد حل لهم ووضع حد لجرائم الاحتلال التركي وخروجهم من عفرين من أجل العودة الآمنة إليها.
أما فاطمة بكو من سكان قرية برج القاص نوهت إلى أوضاعهم الصعبة بالقول" كافة الدول تظلمنا، كل يوم نتعرض للقصف ونخسر أولادنا أمام أعيننا، منازلنا تدمرت من القصف لن نستطيع الذهاب إلى أراضينا لكيلا يتم استهدافنا، كل هذه الجرائم ترتكبها تركيا بحقنا، لا المنظمات الإنسانية ولا المجتمع الدولي يتدخل لوقف هذه الجرائم لذلك نحن ننتعرض للظلم من قبل كافة الدول".