'تعيين أبو شقرا قيادي خطوة معادية للديمقراطية والسلام في سوريا'

سقوط النظام في الأيام الأخيرة من العام 2024 بدل أن يكون بوابة للأمل كما اعتقد السوريون فتح باب الانتهاكات على مصراعيه.

نورشان عبدي

كوباني ـ عندما هاجم الاحتلال التركي ومرتزقته مدينة سري كانيه/رأس العين عام 2019 قتل المرتزق حاتم أبو شقرا السياسية هفرين خلف التي كانت تشغل آنذاك منصب الأمينة العامة لحزب سوريا المستقبل، ومثل بجثمانها وبدلاً من محاسبته والاقتصاص لضحايا جرائم هذه الفصائل بعد سقوط النظام تم تعيينه كقيادي في ما يجب أن يكون "جيش سوريا الجديد".

منذ صدور القرار انتفضت شعوب إقليم شمال وشرق سوريا رافضةً لمبدأين في هذا التعيين أولوهما أن هذا الشخص مجرم حرب والثاني أن قوات سوريا الديمقراطية مسؤولة أمنياً وعسكرياً عن الإقليم فما الرسالة التي تريد إيصالها جهاديي هيئة تحرير الشام من خلال تعيين حاتم أبو شقرا قيادياً للفرقة 86؟

الحقوقية وعضوة مجلس العدالة في مدينة كوباني بمقاطعة الفرات زركة طيار لفتت إلى أن سقوط النظام في الأيام الأخيرة من العام 2024 لم يكن بوابة للأمل كما اعتقد السوريون، لعدة أسباب كل منها له تشعباته وعلى رأسها الجهة التي تسلمت الحكم في سوريا.

وأشارت إلى الانتهاكات التي ارتكبت بحق العلويين والدروز "بعد فترةً وجيزة من تولي الحكومة السورية المؤقتة زمام الأمور في البلاد حدثت الكثير من الشروخ والفوضى المفتعلة بين أبناء الشعب السوري، لأننا كشعب سوري لم نكن نعيش بهذا النوع من الشروخ وهذا يؤكد بأن ما يحدث في سوريا مفتعل ومبرمج لأهداف ومصالح بعض الدول".

وأثنت على قوة وصبر الشعب السوري الذي رغم كل شيء ما يزال متماسكاً "لو لم يكن هذا الشعب متماسكاً لما دامت هذه الثورة لأكثر من 14 عاماً، وبعد كل ما عاشه الشعب السوري أمل أن تكن سوريا متجه نحو الأفضل كنظام حكم ودستور وآلية التعامل مع جميع المكونات والطوائف في سوريا، ولكن ما تعيشه سوريا من مجازر خيبت الآمال".

وأكدت "لو لم تكن قوات سوريا الديمقراطية متواجدة لكنا كشعب كردي عشنا ما تعيشه اليوم الطائفتين العلوية والدرزية على يد الأجندة التي تعمل لصالح بعض الدول في سوريا".

وانتقدت المجتمع الدولي الذي "لا يحرك أي ساكن اتجاه الخروقات التي تحصل في سوريا، والتي هي بالأساس منافية للقيم الإنسانية والدولية واختراقاً مباشراً لقوانين الدولية"، مضيفةً "لكي تكتمل الصورة التي تتعارض مع متطلبات الشعب السوري قامت الحكومة المؤقتة في سوريا بتعين بعض القادة في الجيش السوري الجديد وأيديهم ملطخة بدماء السوريين".

 

"الدستور السوري الجديد لا يمثل الشعب السوري"

وترى أن ما تفعله جهاديي هيئة تحرير الشام وبشكل خاص تعيين حاتم أبو شقرا مخالف لتطلعات شعوب إقليم شمال وشرق سوريا "بالنسبة لنا نحن شعوب هذه المنطقة وبشكل خاص النساء تعيين أبو شقرا مرفوض وهذا التعيين يؤكد بأن سوريا ستتجه إلى استمرار الفوضى والظلم والاعتداءات، لأن أول خطوة صحيحة تدلك إلى الطريق الصحيح، ولكن كانت الخطوة الأولى في سوريا هي خاطئة وأدت إلى كل هذه النتائج وهذا واضح في عملية استلام وتسليم الحكم في سوريا إلى الحكومة المؤقتة، وكتابة الدستور وفرضه على الشعب دون توافقات"، مؤكدةً أن "الدستور لا يلبي أي من تطلعات السوريين وليس لنا نحن كحقوقيين أي حق لكي نحمي وندافع من خلاله عن حقوق الشعب ونحقق العدالة".

وبينت أن اختيار مناطق إقليم شمال وشرق سوريا ليكون حاتم أبو شقرا قيادياً فيها غير منطقي لأن قوات سوريا الديمقراطية هي المسؤولة عنها معتبرةً أن التعيين "خطوة استفزازية"، وأن "استمرار الخروقات من قبل الحكومة المؤقتة تخريب للوحدة السورية وتزعزع الثقة بين أبناء الشعب السوري".

واختتمت الحقوقية وعضوة مجلس العدالة في مدينة كوباني بمقاطعة الفرات زركة طيار حديثها بالتأكيد على أنه "في هذه المرحلة وهذا الوقت كنا ننتظر إعلان محاكمته مع وجود الأدلة التي تثبت ارتكابه جرائم حرب من قبل منظمات دولية ومحاكم محلية وعسكرية، ولكن على العكس تم تعيينه كقيادي في سوريا وذلك اختراق مباشر للقوانين والمواثيق الدولية، ونحن كحقوقيين ومحاميين في إقليم شمال وشرق سوريا نرفض وبشدة هذه الخطوة".