تركيا ومرتزقتها يبثان الخوف والقلق في نفوس نساء المناطق المحتلة
تتعرض النساء في المناطق المحتلة من قبل تركيا ومرتزقتها لمختلف الانتهاكات، في ظل صمت دولي وعدم تطبيق القوانين الرادعة.
نورشان عبدي
كوباني ـ يمارس الاحتلال التركي ومرتزقته أبشع أشكال الانتهاك منها التعذيب والقتل والاختطاف والاغتصاب بحق نساء المناطق المحتلة في إقليم شمال وشرق سوريا بهدف عرقلة مسيرتهن في الوصول للحرية والديمقراطية.
يرتكب الاحتلال التركي ومرتزقته في عفرين وكري سبي/تل أبيض ورأس العين/سري كانيه انتهاكات وجرائم بحق المدنيين عموماً والنساء والأطفال خصوصاً، حيث تتعرض المرأة بشكل مستمر في المناطق المحتلة لجرائم التعذيب والاغتصاب والقتل أيضاً.
ومع اقتراب 20 كانون الثاني/يناير ذكرى احتلال مدينة عفرين من قبل تركيا عام 2018، أصدر الاحتلال التركي أحكام تعسفية في 11 كانون الثاني/يناير الجاري بحق عدد من نساء عفرين اللواتي تم اختطافهن منذ عدة أعوام ولم يرد أي خبر عن حالتهن الصحية أو مكان تواجدهن.
قالت الإدارية في دار المرأة بمدينة كوباني في مقاطعة الفرات سميرة محمد علي "منذ قرون عدة تنتهك تركيا حقوق النساء بهدف خلق فوضى في المجتمع وزعزعة أمنه فهي تتبع سياسة بث الخوف والقلق في نفوس النساء، فتواجد المرأة في المجال السياسي والحقوقي والفكري والاجتماعي يشكل خطر على مخططات تركيا في تحقيق أطماعها في المنطقة، فالمرأة تستطيع تغيير مسار المجتمع ومفاهيمه لذلك وضعت تركيا العديد من الخطط والمشاريع الرامية لكسر عزيمتها وإرادتها"، مؤكدة أن "المرأة قادرة على تحقيق مكتسبات كثيرة لها تأثير كبير على المجتمع، كما أنها قادرة على إنجاح ثورتها لذلك نراها من أبرز المستهدفين على لوائح الاحتلال التركي".
وأضافت "نشاهد ما يجري في المناطق المحتلة كعفرين وسري كانيه وكري سبي وما تعانيه النساء من انتهاكات وخرق للقوانين والمواثيق الدولية التي تنادي بحماية حقوق الإنسان، وبعد توثيق جرائم القتل والاغتصاب بحق النساء في المناطق المحتلة باتت نوايا تركيا ومرتزقتها واضحة"، مشيرة إلى أن هذا الفكر الرجعي الذي يستند إلى استهداف النساء هدفه الأبرز بث الفوضى والخوف والرعب في المجتمع.
وأكدت سميرة محمد علي أنه من خلال متابعة دار المرأة لوضع النساء في المناطق المحتلة تم تسليط الضوء على ما تعايشه النساء من خوف وقلق تبثه تركيا ومرتزقتها في نفوسهن "باتت النساء تعشن في بيئة أصبحت بؤرة للإرهاب والإرهابيين سلبوهن حريتهن وأمانهن وتتعرضن لأبشع أنواع الظلم والعبودية والتعذيب وينفذ بحقهن أحكام الإعدام بعد أن كان لهن دور بارز في المجتمع قبل الاحتلال، فقد كانت النساء مدركات لواقعهن وتعرفن دورهن وتعملن في كافة المجالات".
وأوضحت أنه "منذ بداية احتلال عفرين تم اختطاف العشرات من النساء تحت حجج وذرائع واهية، بهدف طلب فدية مقابل الإفراج عنهن تمثلت بمبالغ طائلة لا تقوى عوائلهن على توفيرها نظراً للأوضاع الاقتصادية المزرية التي تعيشها المناطق المحتلة، وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات توثق جرائم اغتصاب وقتل واختطاف وتعنيف ارتكبت بحق نساء من عفرين، هدف تركيا الأبرز تهجير المدنيين حتى تتمكن من تحقيق أطماعها ومصالحها في المنطقة، حالة الخوف والقلق التي يعيشها الأهالي تؤكد أن تركيا احتلت عفرين وغيرها ليس من أجل السلام كما قالت".
ونوهت إلى أنه في العديد من دول العالم ليس هنالك حكم إعدام في قوانينها إلا أن تركيا تدعم هذه الأحكام لفرض سياستها الرجعية والرأسمالية على النساء في المناطق المحتلة "مع اقتراب ذكرى احتلال عفرين أصدرت تركيا أحكام تعسفية بحق عشر نساء تعرضن للاختطاف منذ سنوات عدة، فحكمت على اثنين منهن بالإعدام بينما حكمت على الأخريات بالسجن لفترات تتراوح بين 7 و15 عاماً"، مذكرة أن السلطات الإيرانية أيضاً تنفذ أحكام الإعدام بحق النساء تحت عباءة الأخلاق والدين "هذا دليل واضح على تقارب الفكر العدائي لدى إيران وتركيا تجاه المرأة، هذه الأنظمة تحاول جاهدة فرض سياستها تجاه المرأة في كافة مناطق الشرق الأوسط للقضاء على نضال النساء وقوتهن".
وفي ختام حديثها قالت سميرة محمد علي "نساء إقليم شمال وشرق سوريا بنضالهن من أجل نيل كافة النساء حقوقهن وحريتهن ومعرفتهن التامة للقوانين والمواثيق الدولية، بتن تدركن أن النساء في المناطق المحتلة تكابدن أشد أنواع الاضطهاد والظلم، لذلك هن في كافة المؤتمرات والندوات والحملات تنددن بذلك وتطالبن المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بالخروج عن صمته ومحاسبة تركيا على جرائمها، أين الإنسانية عندما تلتزمون الصمت إزاء ما تتعرض له النساء والأطفال في المناطق المحتلة".