'تقرير المصير أساس تطور وصنع القرار بالنسبة للمرأة'

إن قوة الاعتماد على الذات وتقرير المصير وصنع القرار لدى المرأة هي قضية يتم ذكرها دائماً من قبل المنظمات النسائية والناشطات في وسائل الإعلام فقط

تقرير المصير هو أساس فكر المرأة، ويجب أن يكون تقرير المصير واتخاذ القرار بروح المرأة. تلك الروح التي انتفضت نتيجة لإدراك الذات وتنفيذ إيديولوجية تحرير المرأة.

ترزا طه

السليمانية ـ إن قوة الاعتماد على الذات وتقرير المصير وصنع القرار لدى المرأة هي قضية يتم ذكرها دائماً من قبل المنظمات النسائية والناشطات في وسائل الإعلام فقط. لذلك وُجهت انتقادات إلى النساء العاملات في مختلف القطاعات. وعلى وجه الخصوص النساء العاملات في السياسة والحكومة معرضات بشكل خاص لهذه الانتقادات. السبب الرئيسي لقيام المرأة باتخاذ القرار والاعتماد على الذات هو أن حق تقرير المصير أصبح وسيلة لوصول المرأة إلى حقيقتها وجوهرها. والطريقة الوحيدة للوصول إلى الجمال والواقع وإلى حق تقرير المصير هي الحرية. فعندما لا تكون هناك حرية، لن يكون هناك تقرير للمصير أيضاً، لذلك تم اتخاذ خطوة لتنفيذ إيديولوجية حرية المرأة. أدلت عضوة أكاديمية جنولوجي ناكيهان أكارسال بتقييمات مهمة حول تعريف تقرير مصير المرأة.

 

"حق تقرير المصير هو إدراك للذات"

أكدت ناكيهان أكارسال أن تقرير المصير يشمل الهوية والتاريخ والمجتمع والطبيعة والبيئة، بالإضافة إلى تحقيق مبدأ تحرير المرأة الذي يتكون من خمس نقاط أساسية "النقاط الخمس التي ذكرناها هي؛ الأولى الفكر الحر، والثانية العمل من أجل الحرية الفكرية، والثالثة هو الخطوة العملية الأولى نحو أيديولوجية حرية المرأة، وتنظيم وتنسيق عمل تلك الأيديولوجية، والرابعة هي النضال، فبعد الخطوات الثلاث الأولى يجب أن يكون هناك نضال من أجل تطوير الفكر الحر. والنقطة الخامسة والأخيرة هي التنظيم والعمل على تصحيح الإرادة الحرة للمرأة وتحقيق الحرية العقلية والروحية والجسدية".

 

"من المهم أن تتخذ قراراتك الخاصة بشأن حياتك"

تحدثت ناكيهان أكارسال عن أهمية حرية المرأة وقالت "إذا كانت المرأة ذات فكر وعقل حر، يمكنها بهويتها الأنثوية أن تتخذ قرارات لصالح المجتمع والمستقبل. وإذا قامت امرأة بالتعلم، ستتمكن تلك المرأة من إدارة نفسها، وقيادة المجتمع وحل المشكلات الاجتماعية. أيضاً عندما تمتلك المرأة عقلاً وفكراً حراً، تبقى بحاجة إلى طريقة لتحقيق أهدافها وتنظيم عملها وخططها. ولكي تتمتع المرأة بحق تقرير المصير واتخاذ القرار، يجب أن يتم العمل على نقطتين. الأولى هي تقرير المصير والاكتفاء الذاتي للمرأة، والثانية هو نظام تدار فيه هذه الأمور على قدم المساواة وبسرعة. أما على المستوى الفردي، فإن المرأة بحاجة إلى التفكير والتفاني والعمل الجاد والتنظيم والمساعدة المتبادلة وتغيير المعرفة. فمشكلة المرأة تتمثل في عدم التعلم ونقص الوعي الذاتي، وعدم الاهتمام بالفكر الفني مثل الكتب والموسيقى والأفلام والفنون والتي هي أسباب مهمة للنهوض بالمرأة".

 

"ينبغي توفير تعليم قائم على أساس المساواة بين الجنسين منذ الطفولة"

 تحدثت ناكيهان أكارسال أيضاً عن التدريب التنظيمي وقالت "المنظمات النسائية ونظام التعليم والتعليم الأسري هي المراكز الثلاثة التي يمكن للمرأة أن تتلقى التعليم منها. يجب ألا يكون هناك تمييز بين الجنسين في الأسرة وترسيخ ذلك في أدمغة الأطفال. على سبيل المثال، عند ولادة ابنة في العائلة يعطونها دمية بلاستيكية، وعند ولادة ذكر يعطونه سلاحاً. على المستوى التنظيمي، تحتاج المنظمات إلى معرفة ما المطلوب منها وما يجب القيام به. يجب عليها أن تسأل نفسها هذا السؤال، ما الموقف الذي يجب اتخاذه ضد هذه السلطة التي تقتل المرأة، وخاصة في وسائل الإعلام يجب أن تقطع الطريق ضد التمييز على أساس الجنس. فالتدريب التنظيمي والتنسيق مهمان للغاية، أما النضال فله طريقة وحلول خاصة. يجب أن تعمل المنظمات، ويجب أن تكون الخطوة الرئيسية تثقيف وتعليم النساء، كما يجب على النساء أولاً تحديد هويتهن ومن ثم تعليم الرجال. ولكي تصبح المرأة صاحبة إرادة في كل المجالات تحتاج إلى تلقي التعليم والتدريب الروحي والفكري الحر والشجاعة والجرأة".

 

"أهمية تقرير مصير المرأة في قرارتها"

وعن أهمية تقرير مصير المرأة قالت ناكيهان أكارسال "يجب أن يكون للمرأة دائماً هويتها الخاصة ويجب أن تكون كل القرارات في أيدي النساء. لا يجب أن يكون القرار فقط في مصلحة الحزب والسياسة والاقتصاد وأي جهة أخرى، بل يجب أن يكون القرار في مصلحة المواطن والمجتمع. فعندما تكون المرأة صاحبة قرار فإنها تتخذ قراراً قائماً على أساس المجتمع ومختلف عن مصالح الذهنية الذكورية وتتخذ قرارات لصالح المجتمع والناس والديمقراطية والطبيعة والحياة. إن الذهنية الذكورية الأبوية تتخذ قرارات تستند فقط إلى مصالح الفرد والمكاسب المادية".

 

https://youtu.be/rHcbVIVlHuk