ثورة 19 تموز... ثورة ملهمة لتنظيم النساء وتعزيز دورهن في المجتمع

أكدت عضوة منسقية مؤتمر ستار ناهد سليمان أن ثورة روج آفا كانت ثورة ملهمة لتنظيم النساء أنفسهن وتعزيز دورهن في المجتمع، فبعد 12 عاماً من الثورة حققن إنجازات كثيرة بالرغم من الصعوبات والتحديات.

دلال رمضان

الحسكة ـ عززت التنظيمات والحركات النسائية في إقليم شمال وشرق سوريا وفعلت دور المرأة في المجتمع وعرفتها بحقوقها التي سلبت منها منذ آلاف السنين، بعد تأسيسها وظهور بقوة مع انطلاقة ثورة 19 تموز/يوليو.

لم يكن العقد الماضي أفضل سنوات الشّعب السّوري الذي عانى من الصّراع المتأجج في المنطقة والتّدخلات الخارجية، وعلى الرّغم من هذا كان هناك تغييرات إيجابية في العديد من المدن بإقليم شمال وشرق سوريا التي يّطبق فيها مشروع جديد هادف لوحدة الشّعوب، كانت المرأة وما زالت أساساً لهذا المشروع فالنساء في إقليم شمال وشرق سوريا كسرنَّ القوقعة التي سجنَّ فيها لعقود عبر الثورة، وتعرفنَّ على حقيقتهنَّ، لتنخرطنَّ في العمل وبكافة المجالات، بعد عقود من التهميش، كن يتحركنَّ فيها كدّمى مربوطة بخيوط العادات والتّقاليد.

فمع اندلاع ثورة روج آفا عملت النساء على تنظيم أنفسهنَّ من خلال انخراطهنَّ في كافة المجالات، وشكلنَّ مجالس وكومينات ومؤسسات خاصة بهنَّ. ونشط اتحاد ستار والذي كان قد تأسس عام 2005، وتغير اسمه في عام 2016 لمؤتمر ستار، كذلك تأسست العديد من المراكز النّسوية منها دار المرأة، ومنظمة سارا لمناهضة العنف ضد المرأة، ومؤسسات الفكر الإيديولوجي، ومجلس المرأة السورية ومجلس تجمع زنوبيا وأخذت المرأة مكانها في لجنة التّربيّة والتّعليم ومؤسسة عوائل الشّهداء، وحركة المجتمع الدّيمقراطي، والشّبيبة الدّيمقراطيّة.

وحول وضع التنظيمات والحركات النسائية في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا بعد مرور 12 عاماً من انطلاق ثورة 19 تموز/يوليو، قالت عضوة منسقية مؤتمر ستار في مدينة الحسكة بمقاطعة الجزيرة ناهد سليمان "انخرطت النساء في إقليم شمال وشرق سوريا وبقوة في كافة مجالات الحياة منذ انطلاق ثورة 19 تموز، وأثبتن وجودهن، حيث عرفت هذه الثورة بثورة المرأة التي افتتحت آفاق كثيرة وجديدة أمامها، ولعبت دوراً كبيراً في تطور فكرها وفلسفتها، حيث نظمت النساء أنفسهن على مبدأ فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان".

وأوضحت أنه بعد خضوع المرأة للتدريب والتوعية بحقوقها، ساهمت في تأسيس العديد من المؤسسات المدنية والاجتماعية وتأسيس الحركات والتنظيمات الخاصة بها، ومن هذه التنظيمات التي أصبحت مظلة تحميهن هي مؤتمر ستار وهي حركة خاصة بالمرأة وتمثل هوية كافة النساء، وتضم العديد من اللجان الخاصة بها ومنها اللجنة الاجتماعية، الاقتصادية، الصحية، أكاديميات خاصة بالتدريب والتعليم، وجميع هذه اللجان هي لمساعدة النساء وتوعيتهن وتقديم الدعم المعنوي والنفسي لهن ولمناهضة العنف الممارس بحقهن.

وأكدت أن التنظيمات النسائية طورت من نفسها وباتت مرجعية لكافة النساء ومثالاً تحتذى بها "منذ انطلاقة الثورة ومع تفعيل دور المنظمات والحركات النسائية، طورت هذه المؤسسات من نفسها وعملت على دعم النساء ومساندتهن في كافة المجالات وعرفت المرأة بحقوقها المشروعة، وعززت ثقتهن بأنفسهن وأصبحن قياديات وإداريات، وتستطعن من خلال هذه التنظيمات والحركات أن تقدن مجتمعاتهن نحو التطور والتقدم وبناء مجتمع تسوده العدالة الاجتماعية والحرية".

ودعت ناهد سليمان جميع النساء للانضمام إلى الحركات والتنظيمات النسائية كونها ضمان لحقوقهن "اليوم وبعد 12 عاماً من انطلاق ثورة 19 تموز حاولنا الوصول إلى جميع النساء لتطوير ذواتهن وشخصيتهن والتخلص من الذهنية التي تحكمهن وتحد من حقوقهن ومشاركتهن".

وفي ختامها حديثها أكدت على ضرورة الاستمرار في النضال للوصول إلى كافة النساء ودعمهن "سوف نجتاز كافة العقبات التي تواجهنا لنصل إلى النساء في جميع أنحاء العالم، كما يجب على النساء التمسك بهويتهن والدفاع عن كل امرأة والتضامن مع بعضهن البعض، فليس هناك شيء اسمه مستحيل أمام قوة المرأة وقدرتها".