تحرير كوباني كانت نقطة فاصلة في حياة النساء وبوابة لتحرير كافة المناطق

أكدت الرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطية في منبج ريم درويش، أن حمل النساء للسلاح ومحاربة أكبر تنظيم إرهابي كان يهدد العالم بأسره في سبيل الدفاع عن الأرض وتحرير النساء من الإرهاب جعل نساء كافة المناطق والعالم يقتدين بالمقاتلات الكرديات

سيبيلييا الإبراهيم
منبج ـ خلال مقاومة كوباني.
شن مرتزقة داعش في 13 أيلول/سبتمبر من عام 2014 هجوماً على مدينة كوباني، وبحلول الثاني من تشرين الأول/أكتوبر من نفس العام، سيطر المرتزقة على 350 من القرى والبلدات مما دفع بأهالي المدينة للدفاع عنها وفي مقدمته نساء المدينة.
حصلت معركة تحرير مدينة كوباني التي كان لها أهمية كبيرة على كافة مناطق شمال وشرق سوريا، على تضامن العالم أجمع، فبعد أن تحررت كوباني في 26 كانون الثاني/يناير من عام 2015 بعد معارك دامت لمدة 134 يوماً، بدأت حملات التحرير تطال كافة المناطق بدءاً من منبج والرقة والطبقة حتى تحرير الباغوز التي كانت آخر معاقل.
وقد شكلت المعركة النقطة الفاصلة في حياة النساء في شمال وشرق سوريا، فقد اقتدت النساء في المناطق التي تحررت لاحقاً بنساء مدينة كوباني اللواتي حملن السلاح دفاعاً عن مدينهم، بالإضافة إلى انخراطه ضمن كافة المؤسسات وأخذ دورهن البارز لتصبحن قدوة تحتذي بهن كافة نساء العالم. 
تقول الرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطية في منبج ريم درويش لوكالتنا أنه "بمقاومة أهالي مدينة كوباني تحررت المدينة من سيطرة مرتزقة داعش، وأصبحت بوابة لتحرير كافة مناطق شمال وشرق سوريا، فالهجوم على الذي نفذه المرتزقة في أيلول/سبتمبر عام 2014 على كوباني، جوبه بمقاومة باسلة من قبل أبناء المدينة وعلى وجه الخصوص النساء اللواتي حملن السلاح، كان هناك دافع من داخلهن شجعهن على الاستمرار وحمل السلاح لمحاربة المرتزقة". 
وتابعت "المقاومة التي ابدتها النساء في مقاومة كوباني كانت نتيجة النضال عبر التاريخ، فمنذ الأزل نشاهد أن المرأة الكردية تقاوم كالشهيدات بريتان وزيلان وغيرهن الكثير، وقد منحت مقاومة الشهيدة آرين ميركان الدافع والقوة لكافة النساء بأن يكن قياديات ورياديات في تلك المرحلة، ومنحت مقاومة نساء كوباني نساء باقي مناطق شمال وشرق سوريا التي كان يسيطر عليها المرتزقة داعش بأن يتحلين بالقوة ويقاومن بالاقتداء بنضال المقاتلات الكرديات من أجل الحق في الدفاع عن الأرض والشعب والمرأة".
وكانت القيادية في وحدات حماية المرأة آرين ميركان وهي من مواليد عام 1992 من مدينة عفرين، قامت بعملية فدائية بتفجير نفسها بين مرتزقة داعش في الخامس من تشرين الأول/أكتوبر عام 2014 بعد تعرض مدينة كوباني للحصار.
 
تحرير كوباني كانت بوابة لتحرير كافة المناطق 
وأوضحت ريم درويش أن "مقاومة كوباني وتحريرها من داعش كانت الشرارة الأولى لتحرير كافة المناطق من المرتزقة، لقد كان هنالك تضامن من قبل كافة شعوب العالم والنساء مع مقاومة كوباني التي بدأت حملات تحرير مناطق شمال وشرق سوريا من تحريرها، اقتدت النساء في منبج والرقة والطبقة ودير الزور بالمقاتلات الكرديات اللواتي حاربن داعش"، لافتةً إلى أن "النساء في تلك المناطق أصبحن رياديات وقياديات وأخذن دورهن البارز في كافة المجالات سواء الاجتماعي أو السياسي أو الاقتصادي وحتى العسكري".
وعن الصدى الذي أحدثته مقاومة كوباني تقول "وجود النساء لأول مرة مع الرجال في جبهات القتال جعل لمقاومة كوباني صدى دوى في كافة أنحاء العالم، فحمل النساء للسلاح والوقوف في وجه الإرهاب كان انتصار عظيم فأثناء المقاومة التي كانت تبديها النساء والزغاريد على جبهات القتال للإعلان عن الانتصار كانت تسبب الخوف لداعش وتجعلهم يتراجعون"، مشيرةً إلى أن "مرتزقة داعش كان يلقي الخطابات في الجوامع اثناء معركة كوباني ويتحدث عن المقاومة التي تبديها النساء في الوقت الذي كان يخشى فيه الرجال حمل السلاح بوجههن، أصبحت المرأة الكردية في كوباني مثالاً للمقاومة العظيمة وارعبت المرتزقة".
وحول تضامن العالم مع مقاومة كوباني أوضحت "خروج النساء من القوالب التي وضعهن فيها المجتمع  ومحاربة داعش وسط إمكانيات ضعيفة في سبيل الدفاع عن الأرض ومحاربة الإرهاب جعل العالم كافة يتضامنون مع مقاومة كوباني".
 
تعرضهن للانتهاكات دفعهن للنهوض من تحت الركام للمقاومة
ولفتت إلى أنه نتيجة للانتهاكات التي تعرضت لها النساء من قبل المرتزقة دفعهن للنهوض من تحت الركام والتحلي بالقوة والإرادة، كانت المرأة أولى ضحايا الأزمة السورية، "استطاعت النساء في مناطق شمال وشرق سوريا بعد تحليهن بفكر القائد عبد الله اوجلان الذي نادى بمشروع الامة الديمقراطية وقضية المرأة الحرة، القتال والنضال ضد المرتزقة".
وتابعت "بفكر المرأة الحر والمقاومة التي أبدتها في معركة كوباني أصبحت النساء في شمال وشرق سوريا، مثالاً تحتذي به كافة نساء العالم، نسعى للوصول لكافة النساء وتحريرهن، بدأنا من المنزل وصولاً لكافة النساء اللواتي تعانين من ظلم المجتمع".
باركت ريم درويش في ختام حديثها الذكرى السنوية السابعة لتحرير كوباني من داعش، والتي صادفت الـ 26 من كانون الثاني/يناير الجاري.