تحديات تواجهها نساء غزة في افتتاح مشاريع خاصة بهن
واجهت النساء في قطاع غزة الكثير من الانتهاكات التي مازالت تعيقهن من تطوير مشاريع خاصة بهن، لكن قوة الإصرار والعزيمة التي تمتلكها النساء تزيدهن آمالاً نحو مستقبل مشرق.

رفيف اسليم
غزة ـ خسرت الكثير من النساء مشاريعهن الاقتصادية إثر الحرب على قطاع غزة، مما اضطرهن للبحث عن مصدر رزق آخر لهن، وفاء ضبان هي واحدة من تلك النساء اللواتي قررن تحدي نظرة المجتمع وفتح بسطة على الطريق العام، لتبيع بعض اللوازم التي تحصل من خلالها على مصدر تستطيع من خلالها إدارة شؤونها الحياتية طوال فترة الحرب وما بعده.
قالت وفاء ضبان أنه مع تدهور الوضع الاقتصادي في قطاع غزة جراء الحرب، وفقدانها لمشروعها الاقتصادي، سعت إلى عمل جديد لتستطيع من خلاله الحصول على مصدر رزق، فانتهى بها الحال لبيع بعض المواد التموينية والأغذية على الرغم من ارتفاع أسعارها بشكل باهظ، إلا أنها استطاعت تحقيق الربح.
خسائر كبدتها الحرب لنساء غزة
وعن مشروعها السابق، أوضحت وفاء ضبان أنها كانت تمتلك مكتبة صغيرة تبيع داخلها القرطاسيات المدرسية من أقلام وكراسات وخلافه، وبعض الكتب، كما تقوم بتصميم وتصوير وطباعة مختلف الأعمال الورقية والجلدية واستمرت بعملها لمدة سنتين، لافتة أن تلك المكتبة جرفتها الآليات الإسرائيلية بالكامل ولم تستطيع استخراج أي من محتوياتها التي تفتت إثر الدمار مما سبب خسارتها لآلاف الدولارات.
وأشارت إلى أنها قد تلقت الدعم من أخواتها للبدء في مشروعها الصغير، الذي يعتبر من أبرز صعوباته التنقل، فهي تسكن في حي الصناعة الذي أفرغ من السكان خلال الهجوم مما كان يضطرها إلى حمل كراتين البضائع والطاولة الحديدية إلى سوق المغربي وسط مدينة غزة، بالتالي المشي مسافة عدة كيلومترات تحت القصف.
معاناة النزوح في غزة
وبينت التحديات التي واجهتها في ظل النزوح "كانت تزداد معاناتي حينما كنت اضطر للنزوح لأنني كنت احمل معي حقيبة الطوارئ مع البضائع، كما أنه في غالبية الأحيان كنت اعود إلى المنزل وارى بأن البضائع قد انسرقت"، مما كان يجبرها إلى تجميع رأس المال من جديد، لكن ذلك الأمر لم ينال من عزيمتها ففي كل مرة تستعيد عزيمتها وتعود لتستأنف عملها.
ومن المشكلات التي لا تنتهي بالنسبة لوفاء ضبان، هي تذبذب الأسعار ما بين ساعة وأخرى فقد تشتري البضائع بسعر باهظ جداً وفجأة تصبح النصف، فتضطر لبيعها بذات السعر وتترك الأمر للزبون بأن يقبل أولاً، وأحياناً أخرى قد تستخدمها لتلبية حاجاتها المنزلية، مشيرة إلى أن "الأسعار الحالية تشكل عبئ على ساكني القطاع بسبب ارتفاعها بشكل باهظ والحاجة الماسة لشرائها".
العادات والتقاليد البالية... تحديات تواجهها النساء
وأشارت وفاء ضبان أن "النظرة السلبية للعادات والتقاليد البالية تزيد من الصعوبات التي تعانيها النساء في الأعمال وخاصة إذا ما كانت المرأة تعمل بنصف سوق شعبي بين الرجال، فكثيراً ما يسألونني أين أباك وأخاك وكأنني اقترف جرم بذلك العمل"، لكنها لا تبالي بتلك الانتقادات وتستكمل ما تقوم به، ويبقى ما يعجزها هي تلك النظرات من امرأة مثلها خاصة نظرات الشفقة أو العطف.
وترى أنه يجب أن يكون لكل امرأة مصدر دخل خاص بها لتستقل اقتصادياً بعيداً عن عائلتها، فهي ترفض أن تأخذ مصروفها من أبيها أو أخيها، بل تدعم النساء والفتيات في أي عمل يقمن به حتى ولو كان لا يتناسب مع مهارتهن فهي تحب ما تعمل كي تعمل ما تحب في يوماً ما.
تخرجت وفاء ضبان من كلية الدراسات العليا بدرجة الماجستير، لكنها لا تمانع أن تعمل كبائعة متجولة وسط السوق ما دام ذلك العمل يحفظ كرامتها ويساعدها في الاعتماد على نفسها كي تختار هي نوعية الحياة التي تريد أن تعيشها دون إملاء ما يجب عليها فعله، وتدعوا النساء والشابات القيام بالشيء ذاته للحفاظ على راحتهن النفسية.
أحلام تتراكم في قلوب النساء الفلسطينيات
تحلم وفاء ضبان، أن تعود لعملها في المكتبة كونها تحب ذلك العمل وتجد به الكثير من الراحة النفسية لكنها تحتاج لرأس مال مناسب كي تستطيع البدء من جديد، واختتمت حديثها بتوجيه رسالتها لجميع النساء قالت فيها "عليكن الاعتماد على أنفسكن، وعدم الالتفات للعبارات المحبطة التي قد توجه من الرجال مع أمنيتي بقاء مدينة غزة تنعم بالسلم والأمل وتوفير الدعم للنساء الفلسطينيات في مختلف المجالات".