تحاصرها الأمراض وتبقى متمسكة بالأمل

تواجه مصيرها المأساوي، بابتلاءات يكفي الواحد منها أن ينهي حياتها، من إعاقتها الدائمة إلى إصابتها بسرطان الثدي، وأخيراً تمكن فايروس كورونا من التغلغل في رئتها

زينب خليف   
دير الزور ـ .   
جميلة سليمان الحويجة من أهالي بلدة الباغوز تبلغ من العمر أربعون عاماً أنفاسها تأخذ بالانقطاع منذ مهاجمة الفيروس لرئتها، والسرطان بدأ يأكل من جسدها، تعيش مع عائلتها التي لا تملك حولاً ولا قوة إلا الدعاء لها.
حاولنا الحديث مع جميلة الحويجة إلا أن كلماتها المتقطعة بسبب ضيق نفسها جراء إصابتها بالفيروس حالت دون أن تستطيع سرد قصتها، واكتفت بأمنية واحدة وهي أن تشفى من كل تلك الأمراض.  
 
 
تقول والدتها مهدية نجم المسمار والتي تلازمها رغم احتمال إصابتها بالوباء أنها مستعدة أن تفني حياتها في سبيل أن تعيش ابنتها. وتؤكد أن العائلة لا تملك إمكانيات مادية تكفي للجلسات الكيميائية "أصيبت ابنتي بسرطان الثدي منذ حوالي السنة والنصف تقريباً، اكتشفنا المرض بعد أن بدأت تظهر على صدرها بقع داكنة اللون، فأخذناها إلى الطبيب الذي طلب عدة تحاليل وخزعة". 
وتضيف "بعد إجراء الفحوصات أخبرونا بأنها مصابة بسرطان الثدي، وبدئنا رحلة الجلسات الكيميائية إلى أن تم استئصال ثديها من جهة اليسار". 
تؤثر إعاقتها الدائمة بشكل كبير على علاجها كما يؤثر سوء أحوالهم المادية على الانتظام في الجلسات الكيميائية "قال الأطباء أن عليها الحركة دائماً خشية إصابتها بأكياس مائية في الرئة، وخوفاً من تفسخ جلدها إذا ما بقيت فترة طويلة في الفراش، لكنها تحتاج للمساعدة دائماً"، وتضيف "علاجها ضمن إمكانياتنا المحدودة يطيل فترة علاجها ومعاناتها".
وتوضح "تخضع للجلسات الكيميائية في دمشق وليس لدينا المال الكافي لمراجعة الطبيب والاطمئنان عليها بشكل دوري ومنتظم، ففي كل زيارة علينا إجراء تحاليل وصور أشعة جديدة إضافة لطبق محوري وأدوية وأجرة الطريق، وهو مكلف للغاية".
أما عن إصابتها بفيروس كورونا فتقول والدتها "قبل فترة بدأت جميلة تسعل وتشعر بالتعب والوهن، وبعد إجراء الاختبار تبينت إصابتها بكورونا لتزداد معاناتها".
وتشير الأم إلى تواصلهم مع فرق صحية خاصة في المنطقة "تواصلنا مع فريق مبادرون التطوعي في بلدة الباغوز المختص بمعالجة مرضى كورونا والذي لبى النداء بتقديم العلاج لها ضمن الإمكانيات المحدودة لعلاجها".
وأسست مجموعة من الشباب ذوي الخبرة في المجال الصحي والطبي في بلدة الباغوز بريف دير الزور الشرقي، فريق عمل تطوعي باسم "مبادرون"، ويهدفون من خلاله مساعدة الأشخاص المصابين بفيروس كورونا في ظل نقص الكادر الصحي في المراكز الصحية في البلدة.
واختتمت مهدية نجم المسمار حديثها بمناشدة الجهات المعنية لمد يد العون لهم ومساعدتهم من أجل أن تستطيع ابنتها جميلة الحويجة استكمال علاجها.