تدريب وتوعية المرأة يساهمان في تحقيق المساواة والديمقراطية

تساهم الأكاديميات الفكرية والإيديولوجية في إقليم شمال وشرق سوريا من خلال تدريباتها الفكرية الخاصة بالنساء في تطوير المرأة فكرياً وتعزيز دورها.

نورشان عبدي

كوباني ـ يعتبر التدريب الفكري ضمن المجتمعات أساس لفتح طريق الديمقراطية والمساواة والعدالة، فمن خلال الدورات التدريبة تستطيع النساء التعرف على حقيقتهن وهويتهن ومجتمعهن.

التوعية خطوة هامة وإيجابية وضرورية ومن أجل ذلك تم افتتاح أكاديميات ومراكز للبحوث والدراسات والتدريبات من أجل النساء، والتي تعتبر أساس لتطوير وتعزيز المستوى الفكري لدى المرأة.

وبعد ثورة التاسع عشر من تموز/يوليو 2012 تم افتتاح العديد من الأكاديميات على مستوى إقليم شمال وشرق سوريا، وفي مدينة كوباني بتاريخ 16 حزيران/يونيو عام 2018 تم افتتاح أكاديمية الشهيدة شيلان التابعة لمؤتمر ستار للتدريب الفكري.

والشعار الذي رفعته الأكاديمية هو أن تحرير المرأة سيساهم بتحرير المجتمع بأكمله، وبشكل مستمر تتفتح الأكاديمية دورات فكرية خاصة بالنساء بهدف تطوير فكر وذهنية المرأة لتستطيع كسر القيود المجتمعية التي تقيدها من قبل الذهنية الذكورية والنظام الأبوي تحت مسميات متعددة كالعادات والتقاليد والمجتمع العشائري.

وفي 20 نيسان/أبريل افتتحت في أكاديمية الشهيدة شيلان دورة تدريبية فكرية للنساء من الفئة الشابة تتضمن 30 شابة، وتعتبر الدروس في الدورة الفكرية توعوية وسياسية وعسكرية وتناقش مواضيع العنصرية الجنسية والأمة الديمقراطية والحياة الندية التشاركية، وحقيقة القائد عبد الله أوجلان وتاريخ كردستان وحقيقة المرأة وجنولوجي والمجتمع الطبيعي.

 

"التدريب يزيد الوعي في بناء مستقبل آمن للشباب والشابات"

وعن التغيرات التي طرأت على شخصية المنضمات، وطبيعية التدريبات قالت الإدارية في أكاديمية الشهيدة شيلان أنجمان علي "الأكاديمية خاصة لتدريب وتطوير وتوعية النساء وهي تابعة لمؤتمر ستار، والهدف الأساسي من العمل في الأكاديمية هو تعليم وتطوير وتدريب المرأة من أجل التعرف على هويتها وذاتها وحقيقتها، ولكي تستطيع كسر القيود ومن أجل تمكينها للاستمرار بالمقاومة حتى الوصول لهدفها فلا بد من التدريب الفكري".

وأضافت "قبل فترة افتتاحنا دورة فكرية تدريبية جديدة، وهناك شابات لسن عاملات في مؤسسات الإدارة الذاتية لكنهن طلبن من الكومين الانضمام، لتطوير فكرهن".

وأوضحت أنه "تم التركيز في هذه الدورة على الشابات لأن هذه الفئة هي الأكثر تأثراً بالتطورات والانترنت والحرب الخاصة"، لافتةً إلى أن التدريب يمنع "الانتحار والقتل والزواج المبكر وغيرها من الانتهاكات بحق هذه الفئة".

وأشارت إلى أن هناك العديد من الدروس في الدورة وذلك يحدد بحسب رغبة المجتمع لبعض من الدروس وهي عن "حقيقة القائد عبدالله أوجلان لأن بفضله المرأة وصلت لهذا المستوى من التطور وتاريخ كردستان من أجل التعرف على حقيقة قضيتنا الكردية وحقيقة المرأة وجنولوجي لكي تتعرف المرأة على هويتها وذاتها، والمجتمع الطبيعي من أجل إبعاد المرأة عن القوالب وإعادتها لمجتمعها الطبيعي، والعنصرية الجنسية والأمة الديمقراطية والحياة الندية التشاركية، وبعد الانتهاء من هذه الدروس يتم اعطاء دروس عسكرية لتستطيع النساء حماية أنفسهن".

النقاشات قبل وبعد التدريب أظهرت تغييرات مهمة في شخصية المنضمات "لاحظنا تغييرات واضحة بشخصية كل امرأة تنضم للدورة، فبعد تخرجهن من التدريب تصبحن شخصيات مختلفة صاحبات فكر ورأي وهوية أيضاً، ويلاحظ ذلك من خلال أسلوبهن في الحياة بعد التدريب".

وشددت على أهمية دور الأكاديميات التدريبية "من خلال التدريبات والأكاديميات ستكون النساء قادرات على حماية هويتهن وذواتهن والوقوف بوجه العنف والظلم والاعتداءات من قبل المجتمع والذهنية الذكورية، فبتدريب النساء سيتم تدريب المجتمع أيضاً، من أجل هذا على كل امرأة الانضمام للدورات الفكرية".

 

"حرية المرأة هي حرية المجتمع"

وعن هدفها من الانضمام للدورة التدريبية قالت عضوة لجنة الاقتصاد التابعة لمؤتمر ستار في مدينة كوباني روهان أوسو (22) عاماً "هدفي هو التعرف على ذاتي بشكل أفضل وتطوير نفسي من الناحية الفكرية، تلقينا العديد من الدروس منذ بداية الدورة في كل درس تعلمنا شيء جديد ولكل درس فائدة مختلفة وتعلمنا العديد من المصطلحات والمفردات التي سنستفيد منها في مستقبلنا".

وأوضحت أنه "خلال نحو عشرة أيام فقط من التدريب استطعنا فهم العديد من التناقضات عن المرأة وحقيقتها ولماذا المجتمع ينظر لنا تلك النظرة بأننا فقط من أجل المنزل والأطفال، ولكن بهذه الدورة أدركنا بأن المرأة ليست فقط أماً أو زوجة أو عاملة في المنزل بل هي صاحبة قرار ولها رؤية سياسية ورأي لتطوير المجتمع".

وأكدت أنه "بفضل هذا التدريب فهمنا بأننا كشابات لدينا القدرة على إبداء رأينا وحماية هويتنا والدفاع عن ذواتنا ومكاننا، يتضمن التدريب دروس عن كيفية استخدام السلاح وهذا شيء جيد لكل امرأة من أجل معرفة كيفية الدفاع عن نفسها من كافة الجوانب"، لافتةً إلى أن هذه الدورات مهمة لكل امرأة "بعد انتهاء التدريب ستصبح كل امرأة مدربة للمجتمع وستبدأ من منزلها وأطفالها، وبذلك سنكون قد أسسنا مجتمع ديمقراطي حر".

 

"بانضمام المرأة للتدريب ستستعيد تاريخها وهوتيها وذاتها"

فيما قالت جانا حسين (18) عاماً "قررت الانضمام لتطوير ذاتي ونفسي من الناحية الفكرية وبالتالي لكي نساهم بعد هذا التدريب بتوعية مجتمعنا ونشر الفكر الحر، حتى الوصول لمجتمع ديمقراطي حر يضمن حقوق النساء".

وترى أنه ليس من الضروري أن تنضم للتدريبات العاملات في مؤسسات الإدارة الذاتية فقط "لست عاملة لكنني رغبت بالانضمام لهذه الدورة لأنها خاصة بالنساء، ولأن الدروس مهمة لكل امرأة"، مشيرةً إلى أنه "تلقينا عدة دروس لكنني تأثرت كثيراً بدرس التعصب الجنسي والنظرة الجنسية التي ينظر بها المجتمع للمرأة، بأنهم يرون النساء فقط من الناحية الجنسية وخلال هذا الدرس تعملنا كيف نحمي ذواتنا، لكيلا نكون ضحايا للذهنية الرجعية الذكورية".

ولفتت إلى أنه "بفضل هذا التدريب أدركت بأن وجهة نظر الذهنية الذكورية والمجتمع خاطئة فالنساء قادرات أن تكن رياديات وسياسيات ومثقفات وعسكريات وقادرات على حماية أنفسهن ومجتمعهن وتوعيته من خلال فكرهن الحر الذي اكتسبنه بعد التعرف على فلسفة القائد عبد الله أوجلان عن المرأة، الذي قال في مرافعاته أن المرأة المتعلمة والواعية من الناحية الفكرية تستطيع أن تلعب دوراً ريادياً في بناء مجتمع ديمقراطي عادل وتشاركي".

واختتمت جانا حسين حديثها بالتأكيد على أن "التدريبات الفكرية ضرورية من أجل النساء لأنها ستستعيد المرأة إلى ذاتها وتعرفها بتاريخها وهويتها التي سلبت منها عبر التاريخ وإلى يومنا هذا".