تداعيات الحصار والهجمات تمتد إلى خدمات المهجرين

أكدت نساء مقاطعة عفرين ـ الشهباء بإقليم شمال وشرق سوريا، أن حصار حكومة دمشق وهجمات الاحتلال التركي على المنطقة يؤثران على تقديم الخدمات لمهجري عفرين وأهالي الشهباء.

روبارين بكر

الشهباء ـ مع اقتراب فصل الشتاء تعمل هيئة الإدارة المحلية على تأمين احتياجات أهالي مقاطعة الشهباء ومهجري عفرين كتأمين مياه الشرب، وتمديد خطوط الصرف الصحي بالإضافة إلى ترميم الطرق وغيرها الكثير من الخدمات.

تشهد مدينة الشهباء منذ ستة أعوام متواصلة حصاراً خانقاً من قبل حكومة دمشق، إلى جانب استمرار الاحتلال التركي بشن هجماته على المنطقة، الأمر الذي شكل عائق أمام سكان المنطقة ومهجري عفرين، الذين أجبروا على النزوح قسراً من مدينتهم.

ويسكن القسم الأكبر من مهجري عفرين في المخيمات، ويؤثر الحصار وهجمات الاحتلال التركي المستمرة على العديد من الجوانب الخدمية، والصحية، والتعليمية، وعلى الرغم من معاناتهم وبقرار مفاجئ، قامت منظمة اليونيسف بقطع المياه عن مخيمات مهجري عفرين والذي سيؤدي بدوره إلى انتشار الأمراض خاصةً في المخيمات.

ويؤثر الحصار والهجمات المستمرة من قبل الاحتلال التركي على الأعمال الخدمية التي تقدمها هيئة الإدارة المحلية لأهالي المقاطعة ومهجري عفرين، وحول ذلك قالت الرئاسة المشتركة في الهيئة أليف محمد أنه "بعد تهجير أهالي عفرين إلى مقاطعة الشهباء تعمل هيئة الإدارة المحلية على تقديم خدمات لسكان المنطقة ومهجري عفرين خاصة القاطنين تحت الخيام"، مشيرةً إلى أنهم يواجهون العديد من الصعوبات التي تحد من تنفيذ أعمالهم كالهجمات المستمرة والحصار المفروض من قبل حكومة دمشق ومنعها دخول المحروقات والمستلزمات الضرورية إلى المنطقة، بالإضافة إلى قطع المياه من قبل منظمة اليونيسف، والتي زادت من معاناة السكان.

وأكدت أنه "سنقاوم أمام هذه السياسات وسنقف إلى جانب الأهالي الذين يقاومون من أجل العودة إلى عفرين"، موضحةً أن "قطع المياه من قبل منظمة اليونيسف على مخيمات النزوح والمنطقة خلق أزمة حقيقية، مما تسبب بانتشار الأمراض الجلدية، لذلك قمنا بحفر الآبار وإنشاء المناهل لتأمين مياه الشرب للأهالي"، وأن "المياه التي نقدمها يتم تحليلها وفحصها إن كانت صالحة للشرب، لنستطيع منع انتشار الأمراض والحفاظ على سلامة الأهالي خاصة الأطفال في المنطقة".

ولفتت إلى أنه إلى "جانب حفر الآبار قمنا بإنشاء شبكات الصرف الصحي ضمن مخيمات النزوح خاصةً بعد أن كان الصرف الصحي من المشاكل الأساسية ضمن المخيم، وتم إنشاء هذه الشبكات بالتعاون مع الهلال الأحمر الكردي، وتأمين الكهرباء للأهالي كون هذه الخطط من ضمن استراتيجيتنا لهذا العام عن طريق تأمين مولدات وتزويد العوائل بالكهرباء".

وأضافت "سنستمر بتقديم الخدمات في المنطقة، خاصة بعد أن أصبحت الخيام مهترئة والعوائل بأمس الحاجة إلى خيم جديدة لهذا سنعمل على تقديم خيم جديدة للمهجرين قبل فصل الشتاء، إضافة لتعبيد الطرقات بالبحص كوننا لن نستطيع القيام بتزفيت الطرق، لأن حواجز حكومة دمشق تمنع دخول المواد الاسفلتية".

وناشدت كافة المنظمات الحقوقية والإنسانية "لوضع حد للسياسات التي تتبعها حكومة دمشق ضد المهجرين في الشهباء عبر فرضها للحصار، إضافة إلى الهجمات المستمرة من قبل الاحتلال التركي التي تسعى من خلالها لتوسيع مشروعها الاحتلالي على أراضي إقليم شمال وشرق سوريا وضرب مشروع الأمة الديمقراطية".

ومن جانبها قالت المهجرة فيدان عثمان القاطنة بمخيمات النزوح بمقاطعة الشهباء "ستة أعوام ونحن نعيش على هذه الأرض، نواجه كل الصعوبات التي تعترض طريقنا في سبيل الحفاظ على وجودنا وحقوقنا المشروعة"، لافتةً إلى أنه "بعد قطع المياه من قبل منظمة اليونيسف تفاقمت معانتنا أكثر لأن المياه من أساسيات الحياة التي نحتاجها"، موضحةً أنه "أمام هذه الأزمة قامت هيئة الإدارة المحلية بكل إمكانيتها بتقديم الخدمات التي يحتاجها المهجرين وعملت على حل المشكلة الأساسية ضمن المخيمات وهي تمديد شبكات الصرف الصحي "أخترنا طريق المقاومة، لذلك سنتحمل جميع الصعوبات لنعود إلى مدينتنا ونواجه بهذه المقاومة سياسات الاحتلال التي تمارس ضد إرادتنا".

بدورها أوضحت جيهان أصلان أن معاناة المهجرين في مخيمات النزوح تتفاقم خاصة مع صمت المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية عما يجري من هجمات وحصار وصولاً إلى قطع المياه "يجب على المنظمات حل مشكلة قطع المياه والعمل على إيقاف الهجمات التي نتعرض لها من سياسة الإبادة التي تمارس ضدنا من كافة الجهات إن كان عبر الهجمات المستمرة أو سياسة التجويع التي تتبعها حكومة دمشق ضدنا وهذه السياسات تؤثر على تقديم الخدمات لنا من قبل البلديات وغيرها".