تأمين الخبز للمعيلات النازحات... الهدف الأسمى لحملة تطوعية في إدلب

أطلق مجموعة من المتطوعون في إدلب حملة تبرعات خيرية لتوزيع مادة الخبز على الأرامل النازحات والمعيلات

سهير الإدلبي
إدلب ـ ؛ بعد ارتفاع أسعار الخبز بشكل جنوني مؤخراً بالتزامن مع ارتفاع قيمة صرف الدولار والذي انعكس على كل مقومات الحياة.  
وتقلص وزن كيس الخبز من ١٢ رغيف بقيمة ليرتين ونصف إلى ستة أرغفة فقط بقيمة خمس ليرات تركية، وهو ما تسبب بعجز الكثير من العائلات الفقيرة عن تأمين احتياجاتها من تلك المادة الأساسية واتبعوا سبل تقشف وتقنين بتناول وجبة واحدة في اليوم بدل ثلاث وجبات، والاعتماد على الوجبات التي لا تحتاج للخبز كالأرز والبرغل بحسب ما قالته النازحات في إدلب.  
وانطلقت الحملة في الأول من كانون الثاني/يناير الماضي، وهي مستمرة حتى الآن وشملت عدد من المخيمات العشوائية والغير مدعومة في مناطق متفرقة من إدلب.  
وقالت سارة الصواف (٢٩) عاماً وهي إحدى المتطوعات في الحملة، أن الحملة تمت بالتعاون مع عدد من الناشطات والناشطين المدنيين الذين عمدوا لجمع التبرعات عبر صندوق خيري من متبرعين وأطباء ونشطاء في الداخل السوري وبلاد المغترب، ويتم شراء الخبز بشكل يومي ويتم توزيعه مجاناً على الفقراء والمحتاجين في المخيمات وخاصةً الأرامل والمعيلات؛ بغية مساعدتهن في تحمل بعض الأعباء الملقاة على عاتقهن في ظل الفقر وانعدام الفرص.
وأشارت إلى أن الحملة لا تتبع لأي جهة وإنما تمت بجهود فردية تطوعية بحتة، وبلغ عدد المستفيدات حتى اللحظة ٧٠٠ عائلة من الأرامل والمعيلات في مخيمات متفرقة، وتوزع عليهم مادة الخبز بحسب عدد أفراد العائلة، فالعائلات الكبيرة تحصل على أربع أكياس من الخبز المجاني والعائلات الصغيرة على كيسين فقط.  
وعن أبرز التحديات التي تواجه الحملة توضح سارة الصواف أنها تتلخص بعجزهم عن تلبية كافة الاحتياجات التي فاقت إمكانياتهم أضعافاً مضاعفة "الأعداد كبيرة والدعم غير كافٍ ومع ذلك نحاول الوصول للفئات الأكثر فقراً" كما تقول.
وتشعر سارة الصواف بالسعادة البالغة حين تسهم في إدخال البهجة لـنفوس "النساء المكافحات والمنسيات في مخيمات تفتقر لأدنى مقومات الحياة"، وتتمنى أن تستمر الحملة لأطول وقت ممكن كي يتسنى لهم مساعدة أكبر عدد ممكن من هذه العوائل.
ورحبت الكثير من العائلات بالحملة واعتبرتها "بصيص أمل" لمساعدتهم في تأمين لقمة العيش وسط الظروف المعيشية الصعبة التي يواجهونها. 
وقالت سمية برهوم (٤٠) عاماً وهي نازحة من قرية بلين بجبل الزاوية ومقيمة في مخيمات رأس الحصن أن الحملة وفرت لأبنائها الخمسة مادة الخبز التي احتارت في تأمينها بعد أن غدت المعيلة لهم بعد وفاة زوجها، "لم يسبق أن شهدت المنطقة ارتفاع بأسعار الخبز كما تشهده اليوم، وأرى تخبط النازحين وخوفهم من عدم القدرة على تأمين هذه المادة لأطفالهم"، مضيفةً "بتنا في وضع صعب للغاية وكأننا نواجه حرباً أخرى تفوق القصف والتهجير وهي الحرب الاقتصادية التي راحت تحاصرنا من كل النواحي"، تصمت قليلاً لتتابع "نحتاج للكثير من حملات الدعم والمناصرة، خاصةً أن الشتاء وقسوته ضاعف من معاناتنا وبات الكثيرين عاجزين عن تأمين وسائل التدفئة التي ارتفعت أسعارها هي الأخرى بالتزامن مع ارتفاع أسعار الغذاء بشكل غير مسبوق".   
من جهتها تثني مرام العلوش (٣٨) عاماً على عمل متطوعي الحملة الذين وفروا مادة الخبز المجاني للأسر الأفقر والأكثر احتياجاً بشكل يومي عبر مراكز متعددة، "من الجيد أن يرى المرء هذا التكافل الاجتماعي والشعور بالآخرين، لقد جاءت الحملة في وقتها المناسب وهو الغلاء والشتاء وزيادة الفقر والاحتياج، فكانت بمثابة إنقاذ للكثير من العائلات". 
مرام العلوش وهي نازحة من قرية الفطيرة ومقيمة في مخيم حربنوش تستفيد من الحملة بكيسين خبز يومياً منذ بداية شهر كانون الثاني/يناير الماضي حتى الآن، وترجو استمرار الحملة والعمل على دعمها فهي خففت من آلام الكثيرين وأشعرتهم أنهم ليسوا لوحدهم في مواجهة ظروفهم القاسية على حد تعبيرها.
وتشهد المنطقة بوادر "انهيار اقتصادي" أكبر، بالتزامن مع ارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية، وزيادة ملحوظة في معدلات التضخم وانخفاض القوة الشرائية للمدنيين.