طالبات الصحافة يتحدين المناهج التقليدية ويطرحن مشاريع تخرج باستخدام الصحافة الرقمية

ابتسام اغفير
بنغازي ـ في سابقة هي الأولى من نوعها بقسم الصحافة، كلية الإعلام جامعة بنغازي، يحرر الطلبة محتوى مشاريع تخرجهم عبر منصات رقمية مختلفة، حيث ناقشت خمس طالبات الاثنين 16 آب/أغسطس الجاري، مشاريعهن وتنوعت ما بين صحافة البيانات والمدونات، والصحف الإلكترونية، أيضاً استخدام اليوتيوب، والبودكاست.
والمثير للاهتمام أن الطالبات تطرقن إلى طرح موضوعات حيوية تمس المرأة مباشرة من ناحية النوع الاجتماعي، وطرح قضايا العنف، واحقية المرأة في الميراث الذي أقره لها الشرع فيما حرمه منها المجتمع.
وتعد هذه المشاريع الرقمية بمثابة تحدي خاضته الطالبات من أجل الخروج من عباءة الصحافة التقليدية إلى الصحافة الرقمية، ومواكبة ما يحدث في العالم، ولم يخلو هذا التحدي من عدة صعوبات خاصة أن القسم لازال يدرس الصحافة التقليدية في مقرراته المنهجية.
 
"سأكون الصحافية المتخصصة في قضايا المرأة"
 
 
تقول إسراء عبد الحكيم الجهمي عن مشروعها "اخترت أن يكون مشروعي بودكاست متخصص في قضايا المرأة الليبية بعنوان "هي"، وكان سبب اختياري لهذه المنصة وسبب انتقالي من الصحافة التقليدية للصحافة الرقمية هو عدم وجود بودكاست في ليبيا متخصص في قضايا المرأة، ولأن المرأة الليبية تحتاج إلى أن تتحدث ويصل صوتها بشكل أو بآخر".
وتؤكد بأنها لن تتوقف عن إنتاج البودكاست، ولن تكتفي بكونه مشروع تخرج فقط، بل لطرح الموضوعات والقضايا التي تخص المرأة، وتشير إلى أنه "على الرغم من أن قسم الصحافة رفض الفكرة في البداية، ولكن مع إصراري وتمسكي بها، تمت الموافقة عليه".
وتوضح أن هناك جملة من الصعوبات التي واجهتها كان من بينها تحفظ المصادر من النساء في الحديث معها، "في معظم الأحيان يرفضن الحديث خاصة وأنني تناولت القضايا التي تمس المرأة مباشرة مثل العنف ضد المرأة، ونظرة المجتمع للمرأة المطلقة، وكذلك نظرة المجتمع للممثلات في ليبيا، فكانت بعض النساء ترفض الحديث خاصة في تلك القضايا الحساسة والتي حسب طبيعة المجتمع الليبي من الصعب طرحها والحديث عنها"، وتؤكد على أنها قامت بعدة محاولات من أجل اقناع بعض النساء للحديث معها، وأنه لن يتم ذكر اسمهن وانما يتم الحديث معهن صوت فقط، إلا أن محاولاتها باءت بالفشل حيث رفضن ذلك بشدة.
وبعد تجربتها وخوضها في قضايا المرأة تقول إسراء الجهمي أنها حددت مجال تخصصها في عالم الصحافة وهو الاهتمام بقضايا المرأة وقصصها في المجتمع، "سأكون الصحافية المتخصصة في قضايا المرأة الليبية".
 
"سأخوض تجربة صحافة الحلول مستقبلاً"
من جانبها تقول الطالبة أصيلة الترهوني حول مشروعها "تقصي الأسرة الليبية"، "مشروعي عبارة عن مدونة رقمية متخصصة بقضايا الأسرة الليبية، وخصصتها للحديث عن العنف الذي يواجه الأسرة الليبية بمختلف اشكاله، ولولا الصعوبات التي واجهتني أثناء جمع المعلومات، والسعي وراء المصادر التي دائماً ما يكون الفشل في التواصل معهم، لخرجت المدونة بشكل أفضل ولكان المحتوى ثري بالتحقيقات، والتقارير، والحوارات".
وعن سبب اختيارها لموضوع العنف الأسري تقول "رأيت أن العنف الأسري منتشر بشكل كبير في المجتمع الليبي، فحتى بيت الجد أصبح يمارس العنف ضد الأحفاد فلم يعد يرغبون في حضورهم أو التواجد بقربهم، والتعنيف أصبح بطريقة سيئة جداً، لذلك كان الهدف الرئيس من إنشاء هذه المدونة هو الوصول إلى مرحلة إعداد الندوات أو حلقات النقاش وأتطرق إلى أي شكل لطرح محتوى العنف، وذلك من أجل الحد من تعنيف الأطفال، وقتلهم".
وتؤكد أصيلة الترهوني على استمراريتها في طرح موضوع العنف حتى تصل إلى حل والتفرغ للجانب العملي بعد تخرجها وطرح الموضوع من خلال صحافة الحلول، وتوضح أنه من أهم الموضوعات التي قامت بطرحها من خلال المدونة هو العنف الذي يتعرض له الأطفال وما يحدثه من صدمة في حياتهم حيث استضافت المرشدة النفسية آية الفضيل التي بدورها حدثتها عن كيفية معالجة الطفل ومحو الصدمة من ذاكرته بإرشادهم وإرشاد أهلهم، وتطرقت أصيلة أيضاً إلى العنف الأسري على الطفل وتأثيره الكبير على التحصيل العلمي لديه، وبأنه أحد الأسباب التي تؤدي إلى تأخر الطفل في الدراسة.
وحول نوع من أنواع العنف كانت تتمنى التطرق إليه في مدونتها ولكنها لم تفعل تقول "كنت أود أن أتطرق إلى العنف الجنسي بين الأزواج وأن هناك أزواج وصلوا إلى درجة من العنف بحيث أنهم يقومون بتصوير زوجاتهم في غرف النوم أو يطلبون منهن طلبات غريبة، ولكن لحساسية الموضوع، وكيف سيتم مناقشته قمت بإلغائه من المدونة".
 
"خضت التجربة دون سابق خبرة وأظن أنني نجحت"
أما الطالبة مروة بورقيعة تناول مشروع تخرجها الانفوجرافيك، وقالت حول خوض هذه التجربة "كان مشروع تخرجي حول صحافة البيانات بعنوان "انفوجرافيك بنغازي"، وهي منصة تنشر محتواها عبر الفيسبوك وتويتر، تحركت لدي الرغبة في تحريك المياه الراكدة حول صحافة البيانات في ليبيا، وقمت بخوض هذه التجربة على الرغم أنه لا توجد مقررات دراسية في كلية الإعلام، ودون سابق خبرة حولها، ولكن واجهت هذه الصعوبات وقمت بالاطلاع على أكبر قدر من المعلومات عبر شبكة المعلومات الدولية، وتدربت على تشغيل الأدوات الخاصة بصحافة البيانات وتكييفها مع محتوى المصادر".
وتشير إلى أنها واجهت صعوبة في الحصول على المعلومات من المصادر، "فعلى الرغم من وجود مصادر متعاونة هناك أخرى تمنع المعلومة عنا، ربما لتخوفهم أو عدم اهتمامهم بالصحافة"، وتؤكد على أن كلية الإعلام تشجع على خوض التجربة في عالم الصحافة الرقمية، لكنها في ذات الوقت تنبه على أن الصحافة الورقية لا غنى عنها.
وعن محتوى الانفوجرافيك الذي تناولته تقول "تناولت 16 محتوى متنوعاً للانفوجرافيك ما بين صحي وأمني ومواني ومطارات، كما تطرقت إلى عرض الجندرية في منظمات المجتمع المدني".
وحين سألناها عن سبب اختيارها لمصطلح الجندرية على الرغم أنه غير مستخدم بكثرة في المجتمع الليبي أجابت "نقصد بمصطلح الجندرية النوع من حيث ذكر وأنثى، وقد تناولت هنا موضوع الجندر في مؤسسات أو منظمات المجتمع المدني ونسب المشاركة للنساء، والقيادات بالمنظمات، واهتمامات المرأة في هذه المنظمات".