'طالبان تحاول إخافتنا ودفعنا للتخلي عن دراستنا'

تقول فاطمة سرورى، وهي طالبة في إحدى الجامعات وتعمل في القطاع الصحي "إذا تكاتفنا نحن النساء وأبدينا مقاومة مستمرة وشجاعة، فإن طالبان وأي قوة أخرى ستفشل أمامنا".

بهاران لهيب

باميان - باميان هي إحدى المقاطعات الوسطى في أفغانستان، خلال حكم طالبان الأول للبلاد تم قتل أكثر من 300 شخص في منطقة ياكاولانغ وتدمير أثارها التاريخية، وعلى الرغم من أنه في العشرين عاماً الماضية، تم إعلان سد أمير كمنتزه وطني، وتم إدراج باميان نفسها في رابطة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي ولكن يمكن القول أنها أفقر المحافظات ولديها مرافق قليلة ولا يوجد في معظم أحياءها طريق يصل إلى وسط المدينة.

خلال السنوات الثلاث من حكم طالبان، صدرت قوانين مختلفة لتهميش النساء ومن كابول إلى هذه المحافظة، وخاصة كلما اقتربت من عاصمة المحافظة، هناك نقاط تفتيش تابعة لطالبان، وجميعها من القطاع الأمني ​​ووحدة البدري (التي ينتمي أفرادها إلى الانتحاريين) يوقفون جميع السيارات ويفحصونها ويسألون عن علاقة النساء بركاب تلك السيارة من الرجال فإذا لم يكن لدى المرأة ما يسمى محرم، فإن سائق السيارة سوف يتعرض للإهانة وحتى التهديد.

وبعد اجتياز كل هذه الاستجوابات، ستدخل مدينة باميان، المدينة هادئة ونادراً ما ترى النساء والجميع يرتدون ملابس سوداء من الرأس إلى أخمص القدمين وقد نشأ هذا الوضع بسبب حكم طالبان وكان من الشائع في مدينة باميان وحتى مراكز المقاطعات أن تقوم الفتيات باستئجار غرف مشتركة لمتابعة دراستهن الجامعية.

الآن أقسام الجامعة الأخرى مغلقة ويحق للنساء فقط الدراسة في الأقسام الصحية، ولهذا الغرض، حضرت عدد كبير من النساء إلى قسم الصحة، ونساء باميان يعتبرن المجال مناسباً ويواصلن دراستهن ويستأجرن غرفة مشتركة كما كان من قبل.

فاطمة سرورى طالبة في إحدى الجامعات وتعمل في القطاع الصحي تقول عن تصرفات طالبان المعادية للنساء "أرسلتني عائلتي إلى هنا. إنها مسافة تزيد عن يوم واحد من وسط باميان إلى منطقتنا ولذلك فأنا أعيش في المدينة واستأجرت غرفة مع عدد من الفتيات الأخريات ولكن يحاول طالبان تخويفنا حتى نتخلى عن دراستنا ولقد لاحقنا عناصرها إلى غرفتنا عدة مرات"، لافتةً إلى أن "باميان مدينة صغيرة، ومنازلنا وهويتنا متاحة لهم بسهولة".

وأضافت "كان علينا أن نجد مكاناً لنعيش فيه بأمان ولذلك استأجرنا غرفة من امرأة لديها ابنتان وهكذا نحن نعيش مع الأخذ في الاعتبار الرابطة العائلية للبقاء آمنين ففي أحد الأيام، بعد أن حذروني من ملابسي، رغم أنني اتبعت تعليماتهم طاردوني، ولم أستطع العودة إلى المنزل إلا في وقت متأخر ودخلت البيت وكان عناصر طالبان يريدون اقتحام المنزل لكننا لم نسمح لهم بذلك".

ولفتت فاطمة سرورى إلى أن "الأم التي نعيش معها في المنزل وقفت أمامهم، وبصوت عالٍ وواضح، قالت لهم أنها لن تسمح لأحد بدخول المنزل، ورغم أن الخوف جعل يدي وقدمي ترتعشان إلا أنني عندما رأيت شجاعتها تشجعت وقمنا بإلقاء الحجارة والعصي حول منزلنا مع الفتيات الأخريات، حتى أننا طردنا طالبان بعيداً عن المنطقة وبعد ذلك اليوم لم أرى عناصر طالبان في المدينة وبعد رحيلهم، قلنا فيما بيننا أننا إذا تكاتفنا نحن النساء ووجهناهم بمقاومة مستمرة وشجاعة، فسوف تُهزم طالبان وأي قوة أخرى أمامنا".