"صناع التغيير" مشروع يحول أفكار الفئة الشابة إلى مشروعات تنموية مجتمعية

صناعة التغيير تستلزم تطوير في وعي الجمهور المستهدف من خلال نشر الوعي أو استخدام أدوات تفاعلية على أرض الواقع متمثلة في المشاريع والأفكار الابتكارية

أسماء فتحي
القاهرة ـ ، هو الأمر الذي وقفت عليه بمهارة منظمة "أشوكا الوطن العربي" في مشروع "Virtual young Changemakers" الذي كرم رواد الأعمال من الفئة الشابة.
للوهلة الأولى من النظر لمنصة تكريم رواد الأعمال من الفئة الشابة في مشروع "صناع التغيير"، نرى فتيات محملات بابتسامة الأمل وحالة من البهجة ترتسم على وجوه الحضور بل وهالة من الرغبة في صناعة الحلم وتحويله لأمر واقعي بعد أن لمس الشباب بيديهم بوادر تحقيق أفكارهم الابتكارية وخاضوا تجربة مليئة بالتعلم والتخطيط على مدار نحو 6 شهور، فتحت أمام الفائزين آفاق لمستقبل واعد مبني على أسس من الوعي الممنهج، وكذلك من لم يتسنى لهم عبور التصفيات بإتاحة فرصة للتعلم للخطو بشكل ثابت وفق رؤية بلورت شكل أفكارهم لخطوات يمكن تنفيذها على أرض الواقع.
 
تفاصيل مشروع "صناع التغيير"
تم العمل على مشروع "Virtual young Changemakers" بالتعاون مع مدرسة الابتكار خانة التي تعد الأولى من نوعها في مصر والوطن العربي، واشترك نحو 60 شاب وشابة من "لبنان، وفلسطين، ومصر، وسوريا، والأردن، وتونس"، تتراوح أعمارهم ما بين الـ 14 ـ 21 عاماً.
وتقدمت الفئة الشباب بمجموعة من الأفكار الابتكارية التي يرون أنها تساهم في صنع التغيير بمحيطهم ومن ثم خاضوا مع منظمة "أشوكا الوطن العربي" رحلة مليئة بالدعم بداية من تنمية الوعي من خلال الإرشاد وصولاً لمشاريع أكثر قرباً من الواقعية في التنفيذ على أرض الواقع، مروراً بتحسين المهارات من خلال التدريبات والدورات المرتبطة بسبل العمل على التغيير المجتمعي.
وخلال 6 أشهر من العمل على التدريب تم تقييم الأفكار وتقدميها، ووصل لمرحلة التقييم النهائي نحو 15 من إجمالي 60 مشتركاً، وأخيراً تمكن 6 مشتركين من الوصول لآخر تصفية من مبادرات رائدة وصانعة للتغيير وتم تكريمهم مادياً فضلاً عن دعمهم فنياً في تنفيذ أفكارهم الابتكارية.
 
"للتضامن الاجتماعي دور هام في دعم العمل المجتمعي" 
أشادت المديرة الإقليمية لمنظمة أشوكا الوطن العربي ونائبة رئيس مجلس إدارتها الدكتورة إيمان بيبرس، في كلمتها بالدور الذي قامت به وزارة التضامن الاجتماعي خلال أزمة كورونا والتي عانى خلالها الجميع وعلى رأسهم العمالة الغير منتظمة حيث تم توفير نحو 570 مليون جنيه (عملة مصر) لدعمهم في تمويل المشروعات وفرص العمل.
وأضافت أن وزارة التضامن أعطت أهمية لخلق فرص عمل للفئة الشابة وإتاحة مثل هذه الفرص واحد من الجوانب التي يحتاج الاقتصاد بشكل عام لمساهمة الجميع في توفيره وتسهيله على العاطلين عن العمل، معتبرةً أن تلك الجوانب تقترب من مجال اهتمام المنظمة، مشددةً على ضرورة الاهتمام بالجانب الاجتماعي في التغيير فضلاً عن دعم كل الخطوات التي تساهم في البناء.
 
250طفل تقدم من أجل مسابقة صناع التغيير 
وقالت إيمان بيبرس، أن هناك نحو 250 طفل تقدم لمسابقة مشروع "صناع التغيير"، وأنهم جميعاً براعم وعظماء بالفعل لكن التقييم والاختيار ارتبط بمجموعة من المعايير التي اقتضت الاختيار الدقيق فضلاً عن محدودية العدد المرغوب في العمل معه كنتاج لهذا المشروع.
وأضافت أن الرغبة في العمل الاجتماعي جاء على رأس المعايير التي ساهمت في اختيار "صناع التغيير"، وكذلك العمل ضمن فريق، والتدريب لنحو 5 شهر مستمرة، فضلاً عن وجود فكرة سهلة التنفيذ، فكثيراً ما تأتي أفكار واسعة ربما يصعب تنفيذها على أرض الواقع في النطاق المعلن عنه كالقضاء على الأمية في مصر على سبيل المثال.
وأكدت على أن المشروع كان الهدف منه إيجاد مبادرة مجتمعية تظهر حجم اهتمام الراغب في الاشتراك بـ "صناع التغيير" بالبيئة المحيطة والتأثر بأزماتها، بل أن الأفكار مع صغار السن قد لا تكون جديدة تماماً بقدر الرغبة في التغيير وتطوير البيئة المحيطة في حد ذاتها.
وقالت وزيرة التضامن الاجتماعي الدكتورة نيفين القباج، أن القيادة السياسية تدرك الدور الوطني القوي الذي يلعبه المجتمع المدني، مؤكدةً أنهم على وشك الانتهاء من المنظومة الإلكترونية التي سيتم من خلالها توثيق كل انجاز يحققه المجتمع المدني على أرض الواقع.
وأوضحت أن سمة هذا العصر هي العمل في تكتلات، فالمجتمع المدني تمكن إلى جانب الحكومة من التصدي للكثير من التحديات التي تواجه المجتمع المصري، مشيرةً إلى أن اللائحة التنفيذية لقانون تنظيم ممارسة العمل الأهلي تعامل المجتمع المدني بعيداً عن التحكم وتضع أطر تنظيمية، لافتةً إلى أن القانون له العديد من المزايا التي منحت للجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني وأجزاء كثيرة منها مبنية على التطوع.
 
الريادة والربط بين البعد الاجتماعي والاقتصادي 
وزيرة التضامن الاجتماعي نيفين القباج اعتبرت أن الرائد الاجتماعي ينظر لتحديات المجتمع برؤية استثمارية ويتعاطى معه بفاعلية في مواجهة التحديات وتقديم خدمات تهدف لإرساء دعائم المجتمع.
وأكدت على أنه لا مجال للحديث عن الجانب الاجتماعي بدون الاقتصادي وإلا تحول الأمر إلى عدم تحقيق الطموحات التنموية المرجوة على أرض الواقع، مشيرةً إلى أن العمل التنموي يحتاج لأفكار القطاع الخاص كي يرسخ قواعده ويحقق المأمول ومنها تقدير قيمة الوقت وكفاءة الأداء، وأهمية إرضاء العملاء والحفاظ على الفوائد والمكتسبات ورفض ما يعطل العمل أو يعود به للخلف.
وقالت إن الوزارة تركز في مجال الريادة المجتمعية على البطالة ونسب الفقر في بعض المناطق ويضاف لها العمل الجماعي والتغيير المجتمعي، وللريادة المجتمعية بحسب وزيرة التضامن الاجتماعي نيفين القباج، أشكال متعددة منها تعزيز الوعي والفكر الاستثماري والتكاملي تجاه المشكلة المجتمعية أو المشروعات الربحية لكن الرابط بينها جميعاً أنها تخدم مجتمع عادل.
 
 
مبادرة "EDent" نموذجاً
وفي حديثها عن تفاصيل مشروعها، أوضحت إيناس سعد، التي أصبحت من الخمس الفائزين في مشروع "صناع التغيير"، على أنه في مجال دراستها في كلية طب الأسنان ومنذ فترة قررت أن تقوم بحملة توعية على نطاق أسرتها في المقام الأول ومنها للمحيطين إلى أن قررت أن تشارك مع أشوكا الوطن العربي بمبادرة EDent.
وأضافت أنها تعمل على التوعية من خلال منهاج مصمم لكل فئة على حدى بحسب احتياجاتهم وسبل إيصال المعلومة لهم وهناك مجموعة من الأدوات التي تستخدم في التعاطي مع الشرائح المستهدفة ومنها الكتيبات الإرشادية لكبار السن والنساء في فترة الحمل، ورسم وتلوين للأطفال حتى يتمكنوا من تبسيط المعلومات لهم، والتسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومستقبلاً سنضيف تطور جديد للمشروع.
وقالت إيناس سعد أنها تعلمت كثيراً في تدريبها مع منظمة أشوكا وأهم ما أتقنته أن التوعية وحدها لا تكفي وهو الأمر الذي دفعها للبحث في منتجات العناية بالأسنان فوجدت أن هناك منتج لا يتوفر في السوق المصري ممثل في فرشاة أسنان جديدة وهي متوفرة في عدد من الدول، لافتةً إلى أنها بإشراف أشوكا ستستورد الشعيرات الخاصة بالفرشاة من الصين وتقوم بتصنيعهم في مصنعين محتملين لتوافر خط إنتاج خاص بفرش الأسنان لديهم، ومن ثم سيتطور مشروعها ويخطو للأمام.
والجدير بالذكر أن منظمة "أشوكا الوطن العربي" التي تأسست عام 1980، تعمل في نحو 93 دولة حول العالم، وتعتبر المؤسسة الأكبر في دعم المبدعين حيث تضم نحو 3600 مبدع ومبدعة اجتماعيين بينهم 115 في الوطن العربي من 11 دولة.