سمسور... ضحايا الزلزال سيقضون شتاءً آخر في المخيمات

قضية ضحايا زلزال تركيا أصبحت طي النسيان بعد مرور ثمانية أشهر على الكارثة واقتراب الشتاء، في ظل غياب الحلول والمساعدات.

مدينة مامد أوغلو

سمسور - لقد مرت ثمانية أشهر منذ وقوع كارثة الزلزال في تركيا وشمال كردستان وما زال ضحاياه يعاندون الحياة بخيام قد لا تقيهم برد الشتاء وثلوجه وأمطاره، في ظل غياب الحكومة وحلولها.

لم يتم الانتهاء بعد من بناء المساكن الخاصة بالزلزال في مدينة سمسور شمال كردستان، حيث لا يزال ضحايا الزلزال صامدون من أجل البقاء على قيد الحياة، فبعضهم قطن في المنازل المتنقلة والبعض الآخر في الخيام، مع وجود صعوبات في الوصول إلى الاحتياجات المعيشية الأساسية وخاصة مياه الشرب، حيث يقول ضحايا الزلزال إنه تم نسيانهم لتركوا دون عوناً أو مساندة.

ناظيمة يالجن كايا هي واحدة من ضحايا الزلزال تستعد لقضاء هذا الشتاء أيضاً في خيمة كما هو الحال منذ ثمانية أشهر مضت، وأوضحت أنها اضطرت للبقاء داخل السيارة لمدة ١١ يوماً مع عائلتها بعد وقوع الزلزال الأول، وهي الآن تناضل من أجل البقاء مع عائلتها في الخيمة التي بنوها في أرض فارغة.

 

"هذه الخيمة أصبحت منزلي الآن"

تمكث ناظيمة يالجن كايا في خيمة منذ ٨ أشهر حيث تقوم بترتبها فهي منزلها الذي قد تطول إقامتها فيه في ظل صمت الحكومة، حيث يستحمون في الحمام الذي بنته بمواد بدائية، إلا أنهم يضطرون للذهاب إلى جيرانهم لقضاء حاجتهم حيث يوجد هناك مرحاض، "لا أريد حتى أن أتذكر الزلزال والمرحلة التي تلتها، بقينا لأيام عديدة بلا مأوى لوحدنا مع آلامنا، ثم أتينا إلى هنا وبنينا خيمة لأنفسنا أحضرت أمتعتي إلى هنا وصنعت باباً لها، ولكن مهما فعلت لن تصبح فعلاً كالمنزل المتعارف عليه كل أشيائنا في الخارج، ففي أشهر الصيف لم نتمكن من البقاء داخل الخيمة بسبب الحر الشديد، كنا نضطر للخروج والجلوس في ظل الأبنية".

 

كان طلبهم للكرفانة مشروطاً بـ "سوف تقيمون هنا"

نوهت أنها بقيت هي وأفراد عائلتها يبحثون عن كرفانة لعدة أشهر بعد وقوع الزلزال ومع ذلك لم يتمكنوا من الحصول ولو على واحدة، حيث أن فرق إدارة الكوارث والطوارئ أخبرتهم أنها ستمنحهم منزلاً متنقلاً ولكن بشرط إجبارهم على الإقامة في هذه المدينة، كما أنها لم تتمكن من الحصول على كرفانة خاصة بها نظراً لحالتها الصحية كونها لا تستطيع البقاء في مكان مزدحم بسبب إصابتها بمرض السرطان.

وتابعت "لم يتمكن أي أحد من الحصول على كرفانة لأشهر عديدة، عندما ذهبنا لطلب واحدة اشترطوا علينا وقالوا سنقدم لكم ولكن بشرط أنه "يتوجب عليكم الإقامة هنا تحديداً" شرحت لهم وضعي الصحي وأكدت لهم أنني لا أستطيع البقاء في مكان مزدحم ستؤذيني الجراثيم، لكن للأسف لم أتلقى أي استجابة على طلبي، إننا نعيش هنا الآن، ولم نتمكن بعد من الحصول على حاوية حتى".

 

"أعاني من تعب شديد أثناء العمل هنا"

وأشارت إلى أنها مع وضعها الصحي الحرج فإن أعباء المعيشة في خيمة تفاقم معاناتها "أستيقظ في الصباح وابدأ بالأعمال المنزلية، ولكنها لا تنتهي حتى المساء، أبقى دوماً خارج الخيمة لأن كل أغراضنا وأشيائنا نضعها خارجاً فأنا أغسل الملابس وانشرها على حبل في الشارع، إن المرء يعاني من هذه الأمور فقط عندما لا يملك منزلاً أو مكان للإقامة، لا نملك مرحاضاً والحمام بنيناه بأنفسنا والمياه أيضاً نحضرها من الخارج، لا أعلم ما الذي سأقوله بعد الآن، لقد اعتدنا على هذا الوضع، لا أحد يسأل عن حالنا، لقد نسينا الجميع وتركنا لوحدنا".

 

"سنقيم هنا هذا الشتاء أيضاً"

نوهت إلى أن الهواء المغبر والملوث في المدينة قد أثر بشكل خطير على مرضها لكنها لا تستطيع مساعدة نفسها، وأشارت إلى أن البلدية لم تقم باتخاذ الاحتياطات اللازمة في هذا الصدد "كنا نقيم هنا في الشتاء الماضي ونحن هنا الآن مرة أخرى، كل ما يمكننا فعله هو وضع غطاء الشادر المشمع فوق الخيمة في هذا الشتاء، وسنعمل على تفادي برودة الطقس بهذه الطريقة، إيجارات المنازل في المدينة مرتفعة للغاية، لذا لا يمكننا استئجار منزل، سنقضي هذا الشتاء على هذا النحو، ولا أعلم ماذا سيحدث بعد ذلك".