شباب السودان... مساعي حثيثة من أجل إنهاء الحرب

خلال النزاع السوداني الذي اندلع منذ عام ونصف كان هناك حراك دؤوب في الأوساط الشبابية في السودان نتج عن تنظيمها ولادة الشبكة الشبابية السودانية لوقف الحرب والتأسيس للتحول المدني الديموقراطي.

ميساء القاضي

السودان ـ بعد أن ثاروا على نظام ديكتاتوري حكم السودان على مدار ثلاثة عقود، يتطلع الشباب السوداني للتغيير ولغد أفضل لهم وللأجيال القادمة، إلا أن اندلاع حرب الخامس عشر من نيسان/أبريل 2023 لتضرب بأحلامهم وتطلعاتهم عرض الحائط وتتركها في مهب الريح.

يعتبر الشباب في السودان من أكثر الفئات تضرراً من الحرب التي نسفت أحلامهم ومستقبلهم وتطلعاتهم وشتتهم في أقاصي الأرض بحثاً عن الأمان بعد أن ثاروا على نظام ديكتاتوري قمعي يعد من أعتى الديكتاتوريات في إفريقيا، لكن عزيمتهم لم تلين وانطلقوا يعدون أنفسهم وينظمون صفوفهم من أجل وقف الحرب في بلادهم والتأسيس للتحول المدني الذي يحلمون به.

فاطمة أحمد طبيبة وباحثة في الوضع الإنساني والصحي وعضو في الشبكة الشبابية لإنهاء الحرب والتأسيس للتحول المدني الديمقراطي وعضو مكتب البحوث بنيروبي قالت "الشبكة أطلقتها مجموعة من الشباب عام 2023 أنشأوا منصة يمكن للشباب من خلالها تنظيم أنفسهم للمساهمة بإنهاء الحرب، والآن للشبكة فروع كثيرة في السودان ويوغندا وإثيوبيا وتشاد وجنوب السودان ومصر، ينتمي أعضاء الشبكة إلى مناطق مختلفة في السودان وذوي خلفيات اقتصادية واجتماعية وثقافية وسياسية متنوعة".

وأوضحت أن أبرز أهداف الشبكة تعزيز دور الشباب والشابات في إنهاء الحرب والمساهمة الفعالة في إنشاء دولة مدنية ديموقراطية "الشبكة ليست منحازة سياسياً لأي حزب أو مدرسة فكرية لكنها تسعى لتوحيد صفوف الشباب من أجل الضغط لإنهاء الحرب ووضع أجندة شبابية"، مضيفةً "تضم الشبكة أكثر من 200 عضو بما فيهم الأعضاء النشطاء والمؤثرين وأعضاء لجان المقاومة والمجتمع المدني والشباب من الأحزاب السياسية والصحفيين والمحامين والمدافعين عن حقوق الإنسان".

وعن الأنشطة التي قامت بها الشبكة قالت فاطمة أحمد "حملة نوقفها" وحملة "خسرنا قدر شنو" من أولى الحملات التي قامت بها الشبكة وكانت مصاحبة للمؤتمر التأسيس في عينتبي الأوغندية في آذار الماضي الذي شهد مناقشة العديد من الأوراق حول الأجندة الشبابية وتنظيم أعمال الشبكة، بعدها أطلقت الشبكة حملة "ممر بينقذ روح" وكان الهدف منها إيصال المساعدات الإنسانية لمحاربة شبح المجاعة ثم بدأت الشبكة في تنظيم سلسلة "أصوات التغيير" وهي سلسلة من النقاشات بدأت في نيروبي ثم أطلقت الشبكة حملة "السودان بيستحق السلام" وكانت عبارة عن فيديوهات قصيرة تحمل آمال وأحلام السودانيين".

كما لفتت إلى أن الشبكة التقت بالعديد من الوفود من المجتمع الدولي كوفد الاتحاد الإفريقي والإيقاد للتباحث حول قضايا الحرب والمبعوث الأمريكي الخاص، مضيفةً أن الشبكة شاركت بدعوى من تنسيقية القوى الديموقراطية والمدنية "تقدم" في المؤتمر التأسيسي لتقدم في أديس أبابا، ففي هذا المؤتمر التقت الشبكة بالعديد من الشخصيات على هامش المؤتمر منهم مبعوث الإيقاد الخاص لورانس كوباندي وعلى الهامش التقى وفد الشبكة برئيس تنسيقية القوى المدنية والديموقراطية وتناول اللقاء جهود "تقدم" للمشاركة الفعالة للشباب والشابات وأيضاً ألتقت بالسفير النرويجي والعديد من الشخصيات الأخرى المهمة للحديث حول الشباب ودورهم ومشاركتهم الفعالة، كما أطلقت الشبكة حملة المعلمين الكبرى لإيقاف الحرب وتحت شعار نعم للسلام لا للحرب أطلقت الشبكة حملة وقف إطلاق النار في اليوم العالمي للشباب، وتضمنت جلسات نقاش معمقة حول دور الشباب السوداني في إنهاء الحرب وبناء السلام وإعادة إعمار السودان في مرحلة ما بعد الصراع، وتم إطلاق حوار عبر منصة إكس من أجل الضغط لوقف فوري لإطلاق النار في السودان".

وأشارت فاطمة أحمد إلى أنهم احتفلوا باليوم العالمي للسلام تحت حملة وقف إطلاق النار وحملة لا للحرب في السودان، "في ظل تعثر الوصول إلى اتفاق وإقناع الطرفين المتحاربة للجلوس حول طاولة التفاوض نرى في الشبكة الشبابية ضرورة لخلق جبهة شعبية رافضة للحرب في السودان تسعى لإنهاء الحروب والتأسيس للتحول المدني الديموقراطي، والشبكة من خلال حملتها الأخيرة حملة "وقف إطلاق النار" عملت على خلق تفاعلات بين المؤسسات الشبابية ومنظمات المجتمع المدني ونعتقد أن الجبهة هي مصدر أساسي للضغط على المجتمع الدولي من أجل أن يعمل على أمرين في حالة تعثر عمليات التفاوض، أولهما القيام بحملة كبيرة ضد التسليح في السودان وتوجيه المجتمع الدولي لمنع الدول التي تدعم السودان بالأسلحة وأن توقف تصدير السلاح للسودان، وهي خطوة أساسية لوقف الحرب، ثانيهما هو أن الشبكة الشبابية دعمت القرار والتوصية التي قامت بها لجنة تقصي الحقائق في التدخل الأممي في حالة تعثر المفاوضات لحماية المدنيين في السودان، كما أن الشبكة الشبابية تعمل مع كافة الجهات الدولية من أجل توزيع الإغاثات عن طريق المؤسسات الشبابية تحت رعاية أممية حتى لا يتم استغلالها من قبل أي طرف كوسيلة ضغط على المدنيين".