شاهدة على الانتهاكات تتحدث عن واقع المناطق المحتلة

بعد احتلال تركيا الشمال السوري بحجة إنشاء منطقة آمنة ارتكبت الفصائل التابعة لها انتهاكات بحق الأهالي تجاوزت فيها حقوق الإنسان على مرأى العالم.

سيلفا الإبراهيم

منبج ـ يعيش الأهالي في الشمال السوري المحتل من قبل تركيا ظروفاً إنسانية صعبة نتيجة الانتهاكات والتجاوزات التي ترتكبها الفصائل التابعة لتركيا دون محاسبة، والذي يدفع الأهالي إلى قصد إقليم شمال وشرق سوريا بحثاً عن الأمان والاستقرار.

تقول (ن، أ) التي فضلت عدم الكشف عن هويتها لأسباب أمنية، وهي نازحة من بلدة اخترين التابعة لمنطقة أعزاز المحتلة في الشمال السوري إنه مع سيطرة داعش على مناطق واسعة من الشمال السوري لجأت مع عائلتها إلى تركيا، وفي عام 2016 سيطر الاحتلال التركي على العديد من المناطق، ومؤخراً مع ازدياد التمييز العنصرية تجاه السوريين القاطنين في تركيا، قررت عائلتها العودة إلى بلدة اخترين.

وأوضحت أنهم عانوا كثيراً في تركيا من تميز وعنصرية وسوء المعاملة "بعد عودتنا إلى سوريا رأينا أن المناطق التي تسيطر عليها تركيا تفتقر إلى الأمن والأمان، فضلاً عما ترتكبه الفصائل التابعة لها من انتهاكات بحق الأهالي، لذلك لم نحتمل وقررنا الخروج والتوجه نحو مناطق إقليم شمال شرق سوريا".

وبينت أنه "لا يمكن لأحد الخروج من منزله لأنه أذا أعترض أحد من المرتزقة التابعين لتركيا طريقك ستتعرض للتشليح أو الخطف أو القتل، كل ذلك ليس في ساعات الليل فقط بل حتى في ساعات النهار".

وعن واقع الفصائل في تلك المناطق قالت "في المناطق المحتلة توجد الكثير من الفصائل وكل فصيلة لا يعترف بالأخر وجميعهم يرتكبون انتهاكات، وعندما يتم خطف أحد بعد دفع الفدية لفصيل ما، يأتي الفصيل الأخر ليخطفه مرة أخرى ويطالب بالفدية، وتوجد منظمة تسمى منظمة رد المظالم تتدعي بأنها تساعد المظلومين لاستعادة حقوقهم ولكن بعد استعادة الحق من الفصيل الذي يعترض للأهالي، يأتي مرة أخرى ويرتكب جريمة أكبر كي لا يلجئ الأهالي للمطالبة بحقوقهم ويرجح أن هناك تنسيق بين الطرفين".

وحول تقاسم تلك الفصائل لأرزاقهم، قالت إنهم يتقاسمون المواسم الزراعية الخاصة بالأهالي فمع حلول موسم حصاد القمح يأخذون أجزاء كبيرة من المحصول وكذلك الشعير والزيتون، وهذا عدا قطع أشجار الزيتون قبل موعد حصاده لبيع الخشب.

وفيما يخص واقع النساء في تلك المناطق لفتت إلى أنه "ناهيك عن خطف النساء، في الكثير من الأحيان يقدم قادة الفصائل باختيار الفتاة التي تعجبه ليخطفها بحجج وذرائع واهية لإشباع غريزته ليعيدها إلى أهالها بعد الاعتداء عليها، وكل ذلك يكون أمام مرأى الاحتلال التركي الذي يدعي بأنه دخل تلك المنطقة لإنشاء منطقة آمنة ولكن على العكس باتت تلك المناطق بؤرة للفصائل التي ترتكب جرائم دون محاسبة، وهذه الفصائل بذاتها تأخذ الأوامر من الاحتلال التركي".