صباح الدليمي: المرأة قادرة على تحويل التحديات إلى فرص رغماً عن النزاعات
تعمل الإعلامية العراقية صباح الدليمي على مساعدة المهجرين العراقيين المتواجدين في الأردن، بتقديمها خدمات إنسانية.
سرى الضمور
الأردن ـ يشكل مكتب "صباح النيات الحسنة" الاجتماعي في الأردن المتخصص باستقبال الحالات الإنسانية والمهجرين من العراقيين داخل الأردن، جسر التواصل الاجتماعي والإنساني والساعي لخدمة الأسر المهجرة ويدعم الأسر العفيفة في الأردن.
قالت الإعلامية والناشطة العراقية صباح الدليمي، مشرفة مكتب "صباح النيات الحسنة الاجتماعي"، عن بداية نشاطها الإنساني والذي قارب الـ 20 عاماً، أنه عقب موقف صادفها لأحد الأشخاص العراقيين من المهجرين في الأردن وهو بحالة شديدة من العوز والفقر، الأمر الذي استوقف إنسانيتها لتتوسع بأحلامها وطموحها لخدمة كل شخص بحاجة في بلدها العراق وفي بلدها الثاني الأردن على حد وصفها.
لتتابع نشاطها الإنساني من مركبتها الخاصة التي أطلقت عليها اسم "مطعم العراقيين" عبر جمع الوجبات الغذائية من المطاعم وتوزيعها على الأسر العراقية لتوسع في خدماتها عبر جمع الأغطية والبطانيات وبعض الاحتياجات المنزلية من المتبرعين وتوزيعها على الأسر العفيفة.
لتنطلق على إثرها فكرة ترخيص المكتب كموقع رسمي من قبل الجهات الرسمية في الأردن في بادرة لاستقبال اللاجئين العراقيين القادمين من العراق ومتابعة أوضاعهم عند عملية التسجيل لمنظمة الأمم المتحدة للتوطين في دول أوروبا أو الولايات المتحدة الأمريكية أو غيرها من الدول المستقبلة للجنسيات العراقية.
وتتمثل المساعدات التي يقدمها المكتب والتي ترصد أموالها من قبل متبرعين سواء من المقيمين في العراق أو الأردن عبر تقديم طرود غذائية وتسجيل الأطفال في المدارس وتوزيع الأدوية للمرضى من المحتاجين أو سداد إيجار الشقق السكنية وغيرها من الاحتياجات الأساسية.
وشددت صباح الدليمي على أن عمل المكتب "تطوعي خدمي" لا يهدف إلى الربح بل يسعى إلى تقديم الخدمات الإنسانية للأسر الفقيرة والمهجرة عبر استثمار منصات التواصل الاجتماعي المختلفة لإطلاق الحملات التحفيزية للوصول إلى الأشخاص المتبرعين والخيرين.
صباح الدليمي كونها إعلامية شقت طريق الصعاب وعملت على تحدي الأزمات في ظل الصراعات الدائرة في العراق بعد عام 2003 لتستجمع كل قواها في سبيل دعم الفقراء والمحتاجين في الأردن بخاصة وأنها تعد من أكثر الدول استقبالاً لموجات اللجوء الإنساني في ظل النزاعات والحروب الإقليمية، وتؤمن أن المرأة تمثل المجتمع بأكمله وليست مكملة له وهي قادرة على تحويل التحديات إلى فرص لقدرتها على مجابهة الصعاب.
وتسعى من خلال عملها إلى ترسيخ نهج العمل الخيري والإنساني ضمن المجتمع العراقي والأردني في آن واحد عبر تنظيم زيارات لجمعيات الأيتام والجمعيات الخيرية، مشيرةً إلى أن المكتب يخرج سنوياً ما يقارب خمسون طالباً من الأيتام في الأردن، كما شاركت في عدد من الأنشطة والفعاليات الخيرية والداعمة لمرضى السرطان بالتعاون مع عدد من الجمعيات الخيرية.
وفي ختام حديثها وجهت صباح الدليمي رسالة إلى السلطات العراقية تطالب بدعم المرأة في قطاع الإعلام ومنحها دوراً بارزاً في سبيل نقل الرسالة الإعلامية الهادفة إلى دعم حقوق الأشخاص الفقراء في ظل الأحداث السياسية التي يمر بها منذ سنوات طويلة. داعيةً جميع وسائل الإعلام إلى تسليط الضوء على احتياجات الأسر العراقية المهجرة لإيصال صوتهم ومعاناتهم، مشيرةً إلى أن أثر التهجير على المرأة العراقية بالأخص حرمها من أبسط حقوقها في عيش كريم يليق بإنسانيتها وكرامتها التي تشدد عليها جميع الشرائع والأعراف والمواثيق الإنسانية العالمية.