نفس جاویدان

طهران ـ وصل الوضع إلى حد أن المرأة كسرت الكثير من محرمات المجتمع ولم تعد تخاف من القمع حتى لو لم يدافع عنها المجتمع والحكومة.

ناديا شكوفا سائقة سيارة أجرة من طهران، وهي ربة أسرة وتعمل في مهنة القيادة منذ حوالي عشر سنوات. تقول عن المشاكل التي تواجه السائقات مقارنة بالسائقين "السائقون الذكور يزعجوننا كثيراً. يوقفون السيارة أو لا يسمحون لك بالركوب، بل ويستخدمون ألفاظ نابية. نحن منزعجون جداً من هذا الأمر، لأننا نعيل الأسرة ونتطلع للحصول على رزقنا لكن هؤلاء الرجال يزعجوننا كثيراً، ولا أعرف إذا لم يكن لديهم زوجات وأطفال أو أنهم لا يعرفون ماذا يعني الإنفاق! عندما تعمل المرأة، فإن عملها هو كسب لقمة العيش بكرامة".

وأضافت "سائقو سيارات الأجرة، رغم أنهم يعرفون أننا متعاونات معهم في العمل إلا أنهم ما زالوا يضايقوننا، حتى أنني اشتكيت ذات مرة على سائق سيارة أجرة استخدم ألفاظاً نابية وسيئة للغاية، وبدلاً من أن يدافع الشرطي عن حقي، قال بأي وثيقة تريد أن تثبت أن هذا الرجل أساء إليكي؟ قلت لماذا يجب على المرأة أن تقترب من سائق التاكسي بهذه الطريقة إلا إذا كانت قد تعرضت للإساءة اللفظية الشديدة. لكن الشرطي لم ينتبه على الإطلاق. على الرغم من أنهم أحضروا ذلك الرجل ليعطيهم تعهداً بعدم تكرار الإساءة إلا أنهم أخذوا مني أيضاً عهداً ألا أفعل شيئاً لأي شخص، على الرغم من أنني لم أفعل شيئاً، بل وتعرضت للإيذاء. وبعد بضعة أشهر من المتابعة، هددني أحد مسؤولي سيارات الأجرة هؤلاء بأنني إذا قلت أي شيء فسوف يرمي خطي على طريق كرج، على الرغم من أنني أعيش في طهران، وأخيراً أخذوا مني التزاماً. كان هذا على الرغم من أن الرجل كان لديه قيود وكان قد تشاجر بالفعل مع عدة أشخاص آخرين. لدينا العديد من هذه الحالات وقد حدث لي ذلك مرات عديدة، لكني لم أعد أجرؤ على الشكوى. لأنهم يأخذون التزاماً مني. من امرأة كافحت من أجل الحياة وربت أطفالها بعملها الجاد وهذا التمييز يكفي لطرد المرأة من وظيفتها".

واختتمت ناديا شكوفا حديثها بالقول "علاقتي بالركاب جيدة جداً. نضحك، ونستمع، وحتى إذا كان لديهم شيء ليشتروه، فأنا أنتظرهم، وحتى إذا كان بعض الناس لا يملكون المال لدفع أجرة التاكسي، فأنا لا آخذ منهم المال. أحب النساء أكثر لأنهن مضطهدات من قبل المجتمع وأعتقد أننا يجب أن نفكر أكثر في بعضنا البعض وندعم بعضنا البعض".