سارة يعقوب: شغفي بالتدريس وخلق جيل مثقف كان البذرة الأولى لتكوين مؤسسة ريادة

ما بين فكرة مشروع وآخر ونجاح فرصة استثمارية وأخرى تبقى المرأة هي أساس الابتكار والنجاح خاصة في السنوات الأخيرة المليئة بقصص نجاح مشاريع صغيرة ومتوسطة مبتكرة ومشاريع اعتيادية النمط بفكر جديد

غفران الراضي 
بغداد ـ
عند ذلك النمط المعتاد قد يأتي الابتكار ويخلق النجاح خاصة إذا ما اعتمدت الفكرة على طموح التغيير المجتمعي هذا ما نجده لدى سارة يعقوب صاحبة مشروع مؤسسة ريادة التعليمي، وهو مشروع متكامل يحتضن الأطفال من أيام حياتهم الأولى وصولاً إلى مرحلة الدراسة الإعدادية والتخرج منها إلى الجامعة، بتفاصيل تعتمد على نظام تربية وتعليم ونشاطات حياتية وأخلاقية وعلمية. 
تقول سارة يعقوب يوسف لوكالتنا "البذرة الأولى لتكوين المشروع هي شغفي بالتدريس وحبي له ولخلق جيل مثقف واعي قادر على مواجهة المجتمع ثقافياً وعلمياً وألا يكون هدفه اجتياز مرحلة دراسية فقط".
 
"لا اعترف بوجود مجتمع ذكوري في العراق"  
وعن فكرة المجازفة برأس المال في مشروع أي كان نوعه تقول "بصورة عامة كل المشاريع صعبة في العراق ولكن لا أعترف بوجود مجتمع ذكوري والسبب أنه حتى الرجل يحتاج إلى كادر نسوي لإكمال العمل لما تمتلكه المرأة من نشاط ودقة والتزام". 
وتضيف "لا أقول إن الرجل لا يمتلك هذا الشيء، ولكنها بدافع الإبداع تكمل عملها بصورة أفضل لذا لا أواجه مشكلة إدارة المؤسسة المهم أن يتم العمل بصورة صحيحة". 
وعن المشروع تقول سارة يعقوب "إذا تكلمنا عن الاستثمار فالموضوع خرج عن هدفه الأسمى، اعترف أنه يجب أن يعود بمردود مالي ولكن لا يجب أن يكون هو الهدف ويجب أن يكون المردود يصب في تطوير الطالب والمؤسسة". 
وعن صعوبة التماسك في فترة كورونا تجد أن السبب فيما تصوره الدولة ووزارة التربية العراقية من أحكام، وتضيف "الذي يحدث وللأسف الشديد أن كل دول العالم قامت بمساندة القطاع الخاص وخصوصاً خلال فترة كورونا، إلا نحن فقد استنزفت الحكومة المتمثلة بوزارة التربية جميع مواردنا ولأسباب غير مبررة وغير مفهومة". 
 
إثبات الوجود في ساحة التعليم كلفني الكثير من الوقت والجهد 
تجد سارة يعقوب أن إثبات الوجود وزرع الثقة لدى المتلقي لأي مشروع وبضاعة يحتاج جهد ووقت فما بالك إذا كان المشروع تعليمي والمستهدف هنا هو طفل أو شاب يحتاج لتلقي التعليم لأنه سبيل مستقبله، وتضيف "كلفني إثبات الذات الكثير من الوقت والجهد وسنوات من العمل ليس من السهل إثبات وجود مثل حجم هكذا مؤسسة في ظل واقع تواجد العديد من المنافسين ولكن الأهل يفرزون في النهاية الذي فيه مصلحة أبنائهم". 
وعن ظروف كورونا وما سببته من أزمات تبين أن "العامين الماضيين كانا من اسوأ الأعوام والخسائر مستمرة لحد الآن والسبب عام وليس خاص، وهي مشكلة سكان الأرض جميعاً ولكن أحاول جاهدة أن أستمر بدعمي وإسنادي للطلاب والكادر خصوصاً في هذه المرحلة التي يعد التعليم الإلكتروني فيها لا جدوى منه لأننا لا نمتلك ثقافة الأونلاين، ولا أقصد جهل البعض به لكن أقصد عدم توفر الانترنت السريع أو الاجهزة الذكية إلى أخره من العقبات التي تقف بوجه العملية التربوية". 
 
رحلة الانتقال هي مرحلة تغير جذري في سلوك وطباع الطفل وأفكاره
أكدت سارة يعقوب على ضرورة احتواء الطفل في مرحلة التحول من المرحلة الابتدائية إلى المتوسطة "رحلة الانتقال من الابتدائي إلى الثانوية هي مرحلة تغير جذري في سلوك وطباع الطفل وأفكاره واتجاهاته فيجب عند التعامل معه في هذه المرحلة الانتقال من الإجبار والالتزام إلى مرحلة الصداقة والاستماع وهذا ما يحدث معي ومع طلابي حقيقة إلى الحد الذي وصلت فيه لاستشارتهم فيما يخص حياتهم الخاصة والعائلية".
وعن ضرورة ربط التفاهمات بين المدرسة والطالب والأهل تقول سارة يعقوب "في مؤسستنا نعمل على ترابط وتقوية العلاقة بين أفراد الأسرة لأنه أذا فهمنا الأسرة فهمنا الطالب أو الطفل لذا نعمل باتجاهين على الأهل والطالب بحيث نتعرف من خلال الأهل على ميول ورغبات الطفل ومدى حبه للتعليم من عدمه". 
وتضيف عن أهمية مساندة المؤسسة التعليمية للأهل "نساند الأهل لتوجيه الطالب وكذلك نقوم بتعليم الأهالي آلية جعل الطفل ينصاع إليهم، وكلما تعمقت العلاقة بيننا وبين الطفل والأهل حصلت الفائدة المرجوة من توجيهه نحو مستقبل يكون فيه أفضل". 
وعن مدى تعلق الطفل بالمؤسسة التعليمية أو الحضانة والمسؤولين عن رعايته تتذكر لنا سارة يعقوب حالة وموقف لأحد الأطفال "كان عندي طفل حساس جداً عمره ٤ سنوات، نبقى طوال الوقت نتكلم ونلعب ونأكل معاً في أحد الأيام رفض الذهاب مع والده وقال لي أريد أن أبقى معك وفي اليوم التالي من الصباح رأيته وقال لي (سارة أريد أروح وياج للبيت تقبلين تصيرين أمي؟) انصدمت من كلام طفل صغير جداً يقول هذا، وبعدها عرفت السبب وبالفعل أخذته معي إلى البيت وبقي عندي أسبوع بسبب سفر والدته وافتقاده لها". 
 
الطفل العراقي من أذكى الأطفال وأكثرهم حباً للابتكار 
وعما تقدمه المؤسسة من نشاطات ومحاولة دمج التجارب العلمية تحدثت سارة يعقوب عن مدى ذكاء الطفل العراقي قائلةً "الطفل العراقي من أذكى الأطفال وأكثرهم حباً للابتكار هذا ما لاحظته عند أخذي لهم لبريطانيا وتم عمل مسابقات وفعاليات مع أبناء الجالية العراقية والعربية المقيمة في بريطانيا وكان للطالب العراقي حضور متميز وفعال".
وتشير إلى أن المشكلة في تعلم الطلاب في المدارس هي "أن الطالب العراقي يقرأ ليجتاز مرحلة دراسية فقط وليس ليتعلم ويتثقف لكن على الرغم من هذا فهو يمتلك خزين ومستوى هائل من المعلومات التي تحتاج إلى توجيه ورعاية ليستفيد منها علمياً وعملياً". 
وفي الختام تؤكد سارة يعقوب على استعانة المؤسسة بنظام يجعل من الطالب يركز على ما يتعلمه للاستيعاب والإنجاز وتغيير نظريات لا اجتياز مرحلة دراسية فقط.