"رحلة روح" مبادرة لدعم مريضات السرطان بغزة

تعمل مبادرة "رحلة روح" على دعم مريضات السرطان في قطاع غزة نفسياً وتقديم الدعم لهن والذي له تأثير مباشر على العلاج.

رفيف اسليم

غزة ـ تعاني مريضات السرطان في قطاع غزة من غياب الدعم سواء على الصعيد الطبي في توافر الأدوية والجرعات، أو النفسي المتمثل في تهيئة المريضة بدءاً من استقبالها خبر المرض وحتى تلقي الجلسات، لذلك قررت مجموعة من النساء المريضات بالسرطان في قطاع غزة بإطلاق حملة تسمى "رحلة روح" تهدف إلى تقديم الدعم المناسب.

حول مبادرة "رحلة روح" قالت منسقة المبادرة منى الشرافي أن الفكرة جاءت بعد زياراتها لمدينة القدس للمرة الأولى وهي تحمل معها عبئ تلقي جلسات الكيماوي وحدها، مشيرة أنها في الوقت الذي كانت تشاهد الوفود السياحية تستمتع بجمال المسجد الأقصى لم تستطع هي زيارته أو التجول بالمدينة التي تعتبر زيارتها حلم لسكان قطاع غزة بسبب الاحتلال.

وبعد عدة زيارات أدركت منى الشرافي، دور الدعم النفسي وتأثيره على العلاج فبدأت بتجميع المريضات بالسرطان من خلال حلقات في أحد مقاهي المدينة المحاصرة بعدد تجاوز 37 امرأة، لتبادل الحديث والتجارب وسعت أن تكون بينهن ناجيات أنهين فترة العلاج وأخريات لم تبدأن علاجهن بعد، لتساعدهن على تقوية الجانب النفسي وتحضيرهن لرحلة العلاج وكأنها رحلة سفر عادية.

وعن العلاج بينت أن علاج مرض السرطان في قطاع غزة يكاد يكون غير متوافر فعندما تلقت النتيجة أمر الطبيب بتلقيها ثلاث جرعات كل 21 يوم لتنهي جرعتها الأولى وتتفاجأ بعدم وجود البقية في مستشفيات وزارة الصحة الأمر الذي تسبب في انتشار الورم بمناطق أخرى، لافتة أن استخراج التحويلة الطبية قد استغرق 4 أشهر ليتم نقلها وعلاجها في مشافي الضفة الغربية بفلسطين.

ولم تكن المشكلة فقط بالعلاج، فبحسب منى الشرافي أن الأجهزة بالمختبرات لم تعطي التوصيف الصحيح لحالتها بالتالي لم يتم التشخيص بالشكل الصحيح ووصف العلاج المناسب وهذا ما كشفه تقرير المشفى بالداخل الفلسطيني، الأمر الذي عرضها لعملية جراحية كي يتم استئصال الكتلة وجلسات من المعاناة التي استمرت لعدة أشهر متواصلة.

ولفتت إلى أن المريضة تكون بحالة نفسية سيئة وتعامل معاملة غير لائقة من قبل الطاقم الطبي الذي لا يراعي وضعها، مشيرة إلى أنه بعد إنهاء جلسات العلاج تحتاج المريضة لبعض الفيتامينات إلا أنها لا تجدها أيضاً وتضطر لشرائها على نفقتها الخاصة الأمر الذي يشكل أزمة للنساء محدودات الدخل اللواتي ربما لا تستطعن شرائها، لذلك ستحاول هي المساعدة.

 

 

بينت ايمان سليم، إحدى المستفيدات من المبادرة أنها سعيدة بتجربة "رحلة روح" كونها لأول مرة تجد من يهتم بمريضات السرطان في قطاع غزة، ففي ظل نقص العلاج وعدم توافره في المشافي يصبح توفير الدعم النفسي مجرد رفاهية، مشيرة إلى أن المبادرة حولت رحلة العلاج للقدس والسفر لما يقارب 7 ساعات وأكثر إلى رحلة اكتشاف عبر تأمل جمال المدينة وعدم ترك الأفكار السلبية تسيطر عليها.

وأوضحت أن العلاج بالداخل ليس بالأمر الجيد فقد يكون التصريح ليوم واحد فتعاني المريضة من طول المسافة التي تقطعها ومن ثم تتلقى جلستها دون راحة ولو لساعة على الأقل، لافتة أن غالبية المريضات ينقطع علاجهن سواء في البداية أو المنتصف وتضطر للانتظار حتى أربعة أشهر لاستكماله وتحتمل المضاعفات التي قد تنتج، فيما قد تفقد المريضة حياتها وهي تنتظر العلاج ولا يأتي.

وقالت إن العلاج قد لا يتوافر في وزارت الصحة لكنه يكون حكراً في بعض المؤسسات التي تستغل المريضات لعقد الجلسات والورشات وحضورهن بشكل إلزامي، لتلقي معلومات من مدربة قرأت بعض الكلمات عن المرض، متسائلة كيف يتواجد لدى تلك المؤسسات ما لم تستطع وزارة الصحة توفيره ولماذا لا يتم الاستعانة بالمريضات لعرض تجربتهن الشخصية التي ستكون أصدق وأنفع.

إضافة لذلك الاستغلال توضع المريضات بغرف ضيقة، مشيرة أن وزارة الصحة لم تختار مكان ملائم فالمشفى يبعد عن مركز المدينة عدة أمتار وكأنهم لا يلون تلك المريضات أي أهمية، موجهة حديثها لمريضات السرطان أنهن الأقوى والأفضل ويستطعن التحمل لإنهاء فترة العلاج بسلام وشحذ همة بعضهن البعض على أمل استجابة الحملة لأهدافها في دعم المريضات ودعم ما يماثلها في دول أخرى.