'قرية المرأة حياة مختلفة مبنية على أساس ديمقراطي يمنح المرأة حريتها'
بنت الإدارة الذاتية بشمال وشرق سوريا قرية المرأة التي حملت اسم "Jin War"، بالتزامن مع اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة.
شيرين محمد
قامشلو ـ تواجه الأرامل والمطلقات في شمال وشرق سوريا العديد من المشكلات في حياتهن اليومية، أبرزها تحكم المجتمع بحياتهن، لذا بنت الإدارة الذاتية قرية خاصة لهن ليعشن بأمن وسلام.
بدأ بناء القرية في ريف الدرباسية بمدينة الحسكة في شمال وشرق سوريا منذ 10آذار/مارس عام 2017، وحول إنشاء القرية ونضال النساء ضد جميع أشكال العنف قالت العضو في إدارة قرية المرأة هيفي جوان أن "حياة القرية ليست مثل الحياة في الخارج، ومستقبل هؤلاء النساء داخل القرية مبني على أساس ديمقراطي، فقرية المرأة والتي تعرف باسم قرية Jin War تعتبر من إنجازات المرأة في مجال الحياة والنضال ضد العنف، وتعتبر القرية مكاناً يمكن للمرأة أن تعيش فيه حياتها بحريتها".
وأضافت "تعمل جميع النساء في القرية دون الحاجة لوجود الرجال معهن، والوقوف أمام كل أشكال العنف لخلق حياة تسودها المساواة والاحترام والمعرفة والعمل المشترك، وتواصل نساء القرية حياتهن بطريقة تنظيمية وتعليمية، وربما لم تكن قرية المرأة الأولى في الشرق الأوسط لكنها أول قرية في شمال وشرق سوريا بنيت بيد النساء"، مشيرةً إلى أن "النساء تتخذن قراراتهن بشأن حياتهن ومشاريعهن المستقبلية داخل القرية لوحدهن، وعند دخول القرية نرى كل النساء تعملن معاً بشكل مشترك في الزراعة، والاعتناء بالقرية من كافة النواحي، وتأمين الخبز وكل شيء لأنفسهن".
وعن اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة قالت هيفي جوان "عندما يتم الحديث عن العنف، تتبادر النساء دائماً إلى الذهن بسبب معاناتهن التي عشنها من قبل المجتمع والذهنية الذكورية السلطوية، ولا يمكننا أن ننكر تضحيات المرأة تجاه العنف الذي مورس بحقها، والتي لم تتوقف عن المطالبة بحقوقها، لأن الثورات السابقة التي وقفت ضد النظام كانت كلها فارغة لأن دور المرأة لم يكن مشمولاً، ولم يبدأ على أساس سليم لأن النساء لم تتمكن من تطوير أنفسهن، ونحن في شمال وشرق سوريا نريد أن نظهر كيف وقفت النساء ضد جميع الأعمال مثل القتل، والاستهداف، والاحتلال، والهجرة، اذ قمن ببناء ثورة خاصة بهن، لذا يجب ألا يعتبر 25 نوفمبر مجرد يوم فقط بل أنه بمثابة تاريخ للنساء، لأنه يقوي من إرادتهن الحرة أمام جميع الصعوبات التي تعيق طريقهن".
وأوضحت "في السنوات الماضية فقد الكثير من الناس أقاربهم بسبب الحروب والهجمات على المنطقة، وخاصة النساء اللواتي فقدن أزواجهن ازداد العنف بحقهن، وفي تلك الحالة كان لا بد أن نتحد معاً ونعزز أنفسنا تدريجياً"، مؤكدةً أن التنظيم النسائي رسخ نفسه وحقق نجاحاً كبيراً مع بداية الثورة، وتم إطلاق مشروع بناء قرية النساء "ساعدت النساء بعضهن البعض في بناء قريتهن، فحياة قرية المرأة لا تشبه الحياة في الخارج، لأن كل امرأة تكافح في عملها وتقضي أيامها في العمل من وقت استيقاظها حتى المساء، ولا توجد هيمنة وعبودية وجهل في القرية، ويتلقى أطفال القرية تعليمهم المدرسي على أساس ديمقراطي، وتحمي نساء القرية أنفسهن وتحصلن على تعليمهن".
وعن أوضاع المرأة في القرية قالت "عندما جاءت النساء لأول مرة إلى القرية لم تتوقعن أن يعشن هكذا، فمعظمهن لديهن تاريخ طويل مع العنف، لكن المهم هو أنهن كن قادرات على الرد على العنف إلى هذا الحد، فالقرية أحد الانجازات التي بفضلها تعيش النساء في أمن وسلام، كما أن ضمان مستقبل هؤلاء النساء على أساس ديمقراطي مهم للغاية لأنه إذا لم تكن المرأة منظمة فلن تكون قادرة على مواجهة صعوبات هذه الحياة، وقرية المرأة هي مجال خاص بالمرأة وباب قريتنا مفتوح لجميع النساء، لتتحدن بقوتهن ولا تستسلمن للذهنية الذكورية، أو العنف".
ودعت هيفي جوان في ختام حديثها جميع النساء إلى محاربة العنف الممارس ضدهن وأن تؤمن بقوتهن "يمكن لكل امرأة أن تقود المجتمع، فمصيرنا بأيدينا يجب أن نقف أمام كل قوة تريد كسر المرأة، لتعيش المرأة حياتها بحرية".