'قرار لا إنساني من منظمة تدعي الإنسانية'
قرارٌ جائر لا إنساني من منظمة تدعي الإنسانية ينذر بكوارث عظيمة، هذا الوصف الذي أطلقته مُهجرات عفرين بشمال وشرق سوريا، على القرار الأخير لمنظمة اليونيسف لتخفيض منسوب المياه المقدمة للأهالي
فريدة زادة
الشَّهباء ـ .
كانت منظمة اليونيسيف العالمية منذ فترة نزوح أهالي عفرين للشهباء إلى ما قبل تاريخ 11 تموز/يوليو الجاري، تزود خزانات المياه المنتشرة في عموم قرى ونواحي ومخيمات مقاطعة الشهباء، وناحية شيراوا في عفرين بكمية قدرها 2400 متر مكعب يومياً، إلا أنه وبشكلٍ مفاجئ تعمدت المنظمة تخفيض نسبة المياه إلى 1000 متر مكعب فقط.
وتعتبر مياه هذه الخزانات الواردة من المنظمة المصدر الوحيد للمياه الصَّالحة للشرب في وقتٍ تواجه فيها مقاطعة الشهباء الحصار من قبل النظام السوري، وضعف في مخزون المياه الجوفية وجفاف في الآبار خلال الصَّيف، وحرم هذا القرار المفاجئ الذي أصدرته، 38 قرية وثلاثة نواحي في مقاطعة الشهباء ومخيم العودة في ناحية شيراوا التي يقطنها الآلاف من المهجرين وأهالي المنطقة، من المياه.
قالت المُهجرة فاطمة محمد والتي تقطن الآن في قرية تل قراح "توجهت كعادتي إلى خزان المياه لأخذ حاجتي اليومية، إلا أنني لم أجد فيه أي قطرة".
وعبرت عن استيائها بقرار منظمة اليّونيسيف بتخفيض كمية المياه "إنه جائر وخارج عن نطاق القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية، جاء في وقت يحتاج فيه المهجرين للدعم في ظل الحصار الخانق للنظام السَّوري، وهجمات الاحتلال التَّركي".
وأشارت إلى أن مياه الآبار غير صالحة للشرب وملوثة، متسائلة فيما إذا كانت منظمة اليّونيسيف تحاول تعطيش الأهالي "الكهرباء معدومة والخبز والأدوية صعبة التَّوفير، إلا أن الحاجة إلى المياه مُلحة ولا سيما في ظل الحر الشَّديد وانتشار الأمراض".
أما المُهجرة خديجة رشو تبين أن اليونيسيف تقدم المياه لمهجري عفرين منذ أربع أعوام، ولكنها في الآونة الأخيرة قلصت منسوبها، مما ينذر بكارثة في حال استمرار ذلك.
وترى أن عمل المنظمة يخلو من القانونية والإنسانية "هي تدعي أنها تقدم المساعدات الإنسانية، ولكنها لا تساند المهجرين، ونحن منهم حتى تحرير أرضنا وعودتنا سالمين".
بينما تؤكد عضو بلدية الشَّعب في ناحية فافين بالشهباء سميرة محمد، أن معاناة أزمة شح المياه في الشَّهباء مستمرة "المنطقة منكوبة والخدمات فيها قليلة، وكبلديات وإدارة محلية نحاول تقديم الخدمات للمهجرين من جميع الجوانب، إلا أن المياه قليلة هذا العام خاصةً أن الآبار قد جفت، ولا نملك مورد مائي".
وتتكون المنطقة التي تحتاج للمورد المائي من ثلاث نواحي وأكثر من 30 قرية، جميعها تحرم من المياه النّظيفة والصَّالحة جراء الخطوة الأخيرة بتقليل نسبة المياه، كما قالت.
وتضيف "تدعي منظمة اليونيسف العالمية بأنها لا تملك الميزانية في تقديم المياه للمهجرين الذين يعانون من الحروب على مدار سنوات"، محذرة المنظمات العالمية أن اتخاذ هكذا قرارات من شأنه أن يؤدي لمعاناة الأهالي.
وناشدت سميرة محمد بمساعدة المهجرين، "اليوم خُفض منسوب المياه للنصف وغداً قد يقطع بالكامل، ويمكن حل هذه المشكلة في حال استمرار انقطاع المياه، باستخدام الكلور في المياه حتى تصبح صالحة للشرب، إلى أن هذا يعود بالعديد من النتائج السلبية على صحة الأهالي".