نيروز آلوجي: تقييم المراحل الأولى لسرطان الثدي خطوة مهمة للعلاج

أكدت الدكتورة نيروز عبد الرحمن آلوجي أن تقييم المراحل الأولى لسرطان الثدي خطوة مهمة من أجل اتباع العلاج المناسب لكل مرحلة

ألماسة المخلف
الحسكة ـ .
يُعد سرطان الثدي من أكثر الأنواع السرطانية التي تصيب المرأة سواءً في الدول المتقدمة أو النامية، ويصيب أكثر من 2.1 مليون امرأة حول العالم سنوياً بحسب منظمة الصحة العالمية.
وحيال هذا الموضوع تحدثت لنا الدكتورة نيروز عبد الرحمن ألوجي من مدينة الحسكة شمال وشرق سوريا، عن سرطان الثدي وأنواعه وكيفية إجراء الفحوصات الأولية، وقالت أن هناك أكثر من 18 نوعاً من السرطان ولكن أكثر الأنواع شيوعاً هي السرطان الفصيصي وسرطان القنيوي والسرطان الالتهابي وداء باجيت، مشيرةً أن سرطان الثدي يأتي بالدرجة الثانية بعد سرطان الجلد، وهو مرض يصيب الرجال والنساء، ولكنه أكثر انتشار عند النساء. 
وغالباً ما تكون الكتل السرطانية الموجودة في منطقة الثدي من النوع الحميد ولا تهدد حياة المصابة، إلا إذا نمت تلك الكتل وتطورت مراحل نموها في هذه الحالة تكون المصابة أكثر عرضة لخطر النوع الخبيث من السرطان.
 
الفحوصات... ضمان للسلامة
نوهت نيروز آلوجي إلى ضرورة قيام المصابة بالفحص الذاتي وفق عدة خطوات باستخدام أصابع اليدين وتلمس ناحية الثدي بعكس عقارب الساعة؛ للتأكد من وجود أي كتلة، مضيفة إلى أن الماموجرام "تصوير الثدي الشعاعي" يدخل في المسح أي "الكشف المبكر" لمرض سرطان الثدي الذي يجرى للمصابة فوق الـ 30 عاماً، إذا كانت النتيجة أثناء إجراء الفحص في المرة الأولى سلبية يُعاد الفحص مرة أخرى بعد ثلاث سنوات، وحين إجراء ثلاث فحوصات بنتيجة سلبية يمكن الاطمئنان على سلامتها.
 
عوامل انتشاره وأعراضه
أوضحت نيروز آلوجي أن سنّ البلوغ المبكر، والزواج والإنجاب وانقطاع الطمث بسن متأخرة، إلى جانب السمنة وتلقي النساء للعلاجات الهرمونية لفترة طويلة تزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الثدي، إضافةً إلى الإشعاعات البيئية الملوثة والمواد الكيماوية والكحول.
وأشارت إلى أن لسرطان الثدي أعراض وعلامات عديدة تظهر على المصابة كتغير في لون وشكل الجلد وقساوته ويطلق عليه طبياً اسم "قشر البرتقال"، بالإضافة إلى تغيرات في الحلمة أو إفرازها مفرزات مصلية دموية.
وللحد من انتشار سرطان الثدي بينت بأنه يجب أن يكون دائماً هناك فحص ذاتي لمنطقة الثدي، والامتناع عن شرب الكحول والتدخين، وممارسة الرياضة، والحدّ من المعالجات الهرمونية بعد انقطاع الطمث، والحفاظ على نظام غذائي صحي متوازن ومناسب يرتكز على تناول المكسرات والفواكه والخضروات والحبوب والبقوليات واستخدام زيت الزيتون في الطعام.
 
طرق التشخيص
أوضحت نيروز آلوجي بأنه هناك عدة طرق يتم من خلالها الكشف عن الورم السرطاني لمنطقة الثدي، فمراجعة العيادة الطبية لإجراء فحوصات أولية بشكل روتيني هي أولى الطرق؛ من خلال تحسس منطقة الثدي وتحت الإبط؛ للتأكد من وجود أي عقد في المنقطة. يتبعها التصوير الشعاعي بالماموجرام، إلى جانب جهاز الإيكو والتصوير الذي يميز بين الكتلة والكيس. وتتضمن الطرق أيضاً الخزعة المجسمة بالإبرة لتشخيص الكتلة ومعرفة حجمها.
يأتي التصوير بالرنين المغناطيسي MRI كمساعد في تشخيص السرطان المنتشر والبحث عن الأعضاء التي انتقل إليها الورم السرطاني.
وبينت أنه من الضروري تقييم مراحل المرض منذ البداية من أجل اتباع العلاج المناسب لكل مرحلة، مشيرةً إلى أن التقييم المرحلي معتمد على حجم الورم، ومدى انتقاله للعقد اللمفاوية، وانتشاره إلى كافة أنحاء الجسم.
وشرحت لنا الدكتورة نيروز آلوجي التقييم المرحلي لسرطان الثدي الذي ينقسم إلى أربعة مراحل، فالبداية تكون من الصفر وهو ما يعرف باسم سرطان الأقنية حيث تكون فيه الكتلة السرطانية متموضعة في القنوات اللبنية ولا ينتقل إلى الأنسجة المحيطة، وتبدأ المرحلة الأولى بتشكل الكتلة السرطانية الذي يكون قد بلغ حجمها 2 سنتيمتر، في هذه المرحلة لا ينتشر السرطان في أي موقع آخر من الجسم، أما المرحلة الثانية يتراوح حجم الورم ما بين 2 إلى 5 سنتيمتر، حيث تتأثر العقد اللمفاوية الموجودة تحت الإبطين أو كليهما بالسرطان، ويتراوح حجم الورم في المرحلة الثالثة ما بين 2 إلى 5 سنتيمتر ولكنه ينتشر ليصل إلى الجلد الذي يغطي الثدي والغدد اللمفاوية القريبة، ويكون سرطان الثدي غازي أو نقيلي في المرحلة الأخيرة ويكون الورم قد انتشر خارج المنطقة الأصلية التي تشكل فيها.
وأكدت أن علاج مرض سرطان الثدي يعتمد على المرحلة العمرية ومدى انتشاره، والذي يتم عبر الأشعة أو بالجلسات الكيماوية الهرمونية أو بالعمل الجراحي لاستئصال الكتلة السرطانية، بشكل جزئي أو كلي، مع تجريف العقد اللمفاوية بحسب حجم الكتلة الموجودة في جسم المصابة. 
وفيما يخص الإصابة بسرطان الثدي أثناء فترة الحمل أوضحت أن التطور السريري لا يختلف بين الحامل والغير الحامل، لكن الاختلاف يكمن في العلاج بحسب رغبة المصابة ودرجة الورم. "إذا كان الورم موضعي غير منتشر في المراحل الأولى من الحمل، حينها يمكن استئصال الورم بعملية جراحية مع المعالجة الشعاعية، كما أن الجنين يتعرض للإجهاض في هذه الحالة، بينما إذا كان الورم في المراحل الأخيرة من الحمل يكون العلاج بسيط جداً ونسبة الخطورة ضئيلة بحيث يمكن إنقاذ حياة الجنين، حينها يمكن استئصال الورم وتأجيل المعالجة الشعاعية، حيث يتم نصحها بالمحافظة على الحمل ويتم تأجيل العلاج، حرصاً على رغبتها بحدوث الإنجاب"، منوهةً إلى أنه يتم إيقاف الإرضاع ما بعد الولادة إذا كانت هناك معالجة كيماوية.
واختتمت الدكتورة نيروز عبد الرحمن آلوجي حديثها بالتأكيد على ضرورة تأهيل المريضة المصابة بسرطان الثدي نفسياً أثناء فترة المعالجة وبعدها؛ نظراً للوضع الذي تعيشه وفقدانها جزء من جسدها.
والجدير بالذكر أن شهر تشرين الأول/أكتوبر من كل عام يعد شهراً عالمياً حددته منظمة الصحة العالمية منذ عام 2006 للتوعية بسرطان الثدي في كافة دول العالم متخذاً اللون الوردي أو الزهري شعاراً له، ويهدف إلى رفع مستوى الوعي العام بالمرض ومسبباته، وأكثر الفئات عرضة للإصابة به، وطرق الوقاية منه، وأهمية إجراء الفحوصات المبكرة لاكتشاف التغيرات الغير طبيعية في أنسجة الثدي.