'نوروز يوم السلام والحرية وإرث ثقافي'

"نوروز يوم السلام والحرية وهو إرث ثقافي"، هذا ما قالته النساء الكرديات في مدينة كوباني، خلال تحضيراتهن للاحتفال بهذا اليوم

دلال رمضان

كوباني ـ "نوروز يوم السلام والحرية وهو إرث ثقافي"، هذا ما قالته النساء الكرديات في مدينة كوباني، خلال تحضيراتهن للاحتفال بهذا اليوم، إذ يعتبر الكرد أن عيد النوروز مناسبة "مقدسة"، يظهرون فيها ثقافتهم وحضارتهم، وتحافظ النساء على هذا الإرث من خلال المواظبة على ارتداء الملابس الفلكلورية، بألوان الربيع.   

تم إدراج النوروز على لائحة التراث العالمي اليونسكو عام 2009، فمع اطلالة فصل الربيع يتم التحضير لاستقبال عيد النوروز "رأس السنة الكردية"، والتي تعني باللغة العربية اليوم الجديد أو النهار الجديد، في دلالة على بداية جديدة. وليس الكرد وحدهم من يحتفل به بل إن جميع الشعوب الآرية في المنطقة، تقيم الاحتفالات الـ 21 من آذار/مارس.

ويتم الاحتفال بعيد النوروز من خلال إشعال النيران عشية يوم العيد فوق التلال وفي الأماكن العامة، وفي صباح يوم 21 آذار/مارس يتجمع الناس من الكبير إلى الصغير في الطبيعة مرتدين زيهم الفلكلوري والمزركش بألوان زاهية وجميلة.

 

الاحتفال بنوروز قبل ثورة 19 تموز وبعدها

كان الاحتفال بعيد النوروز ممنوعاً في سوريا حتى عام 1988من قبل الأنظمة التي حكمت البلاد، حيث كان يقتصر الاحتفال بهذا اليوم في القرى النائية خوفاً من بطش الأجهزة الأمنية، ولكن في عام 1986 بعد استشهاد الشاب، سليمان محمد أمين آدي، برصاص الحرس الجمهوري أثناء توجهه مع عدد من الشبّان الكرد إلى القصر الجمهوري للاحتجاج بعد منعهم من الاحتفال بالعيد، صدر مرسوم رئاسي رقم (104) اعتبر فيه يوم 21 آذار/مارس عطلة رسمية تحت مُسمى (عيد الأم)، علماً أن سوريا كانت تحتفل بعيد الأم يوم 13 أيار/مايو من كل عام.

اما بعد ثورة 19 تموز/يوليو 2012، أصبح الاحتفال بعيد النوروز يأخذ طابعاً جماهيرياً ويشارك بالاحتفال كافة مكونات شمال وشرق سوريا.

 

الزي الكردي والألوان البراقة تميز عيد النوروز

لا بد لكل امرأة ورجل وطفل أن يمتلك زياً كردياً لهذه المناسبة، حيث يتميز زي المرأة الكردية بألوانه الزاهية، والتي تتألف في هيئتها الاعتيادية من دشداشة طويلة تغطي في الغالب أخمص القدمين، ذات كمين طويلين يرتبطان بذيلين مخروطيين طويلين، مع وضع الإكسسوار، ولا سيّما على منطقة الخصر يسمى "كمبر".

وعن كيفية التحضير لهذه المناسبة واستقبال هذا اليوم من قبل نساء مدينة كوباني في شمال وشرق سوريا تقول فاطمة محمد "نستعد للاحتفال بالنوروز من خلال شراء الملابس الفلكلورية ذات الألوان البراقة وخياطتها، وإعداد أنواع مفضلة من الأطعمة، ونتشارك جميعاً في هذا العمل"، مشيرةً إلى أن هذا اليوم مقدس لدى جميع الكرد في مدينة كوباني "ننتظر بفارغ الصبر هذا اليوم لأنه يوم مقدس بالنسبة لنا وهو يوم قومي وتاريخي يرمز إلى السلام والحرية".

وفي ختام حديثها قالت فاطمة محمد "أتمنى أن يكون نوروز 2022 يوماً للحرية والسلام ويوم لتحرير أجزاء كردستان الأربعة، ويوماً لحرية المرأة والتخلص من الفكر الرجعي وكذلك تحرير القائد عبد الله اوجلان جسدياً"، داعيةً لإنهاء الحرب في جميع مناطق شمال وشرق سوريا والعيش بسلام.

فيما قالت جميلة محمد من بلدة شيران التابعة لمدينة كوباني "تفصلنا أيام قليلة عن الاحتفال بعيد النوروز، لذلك اتينا اليوم إلى المدينة من أجل شراء أقمشة خاصة بهذه المناسبة وخياطتها والتي تمثل ثقافتنا".

وبينت أن ما يميز هذا اليوم هو الاحتفال بالملابس التراثية التقليدية والألوان الزاهية والبراقة "قديماً كنا نحتفل بعيد نوروز بشكل سري، أما اليوم نحتفل فيه بكل حرية وأمان ولم نعد نهاب شيء"، مضيفةً أن النوروز هو يوم قومي لجميع الكرد في العالم ويعتبر يوماً مقدساً والاحتفال به واجب على كل كردي لأنه إرث الكرد. متمنيةً أن يتحرر القائد عبد الله اوجلان من سجنه في ايمرالي ويحتفل بنوروز القادم بينهم.