نساء ريف دير الزور تحولن قصب الزل إلى أدوات تراثية
تجمع نساء ريف دير الزور الشرقي قصب الزل الذي يعد أحد معالم التراث الشعبي للمناطق المحيطة بالفرات من على أطراف النهر لصناعة أدوات تراثية.
زينب خليف
دير الزور ـ تحول نساء ريف دير الزور بشمال وشرق سوريا قصب الزل إلى أدوات تراثية وأشكال منوعة، بالإضافة إلى أن هذه المهنة تشكل مصدر رزق لهن.
لقصب الزل استخدامات عديدة منها صنع السلال، بالإضافة إلى استخدامها لسقف الحظائر والمعروشات المنزلية والمنازل الطينية لكي ترفع الطين عن الأعمدة، كذلك يوضع على أطراف المنزل بدلاً من الجدران.
ولا تزال العديد من نساء ريف دير الزور تزاولن مهنة صناعة قصب الزل، فهي مهنة متوارثة من جداتهن، ويعتبر قصب الزل من أهم معالم التراث الشعبي ولا يزال إلى الآن حاضراً في الكثير من مناطق شمال وشرق سوريا.
وتعتبر مهنة حياكة قصب الزل مصدر رزق للعديد من الأسر، وحول هذا قالت سلاله الحمد وهي من أهالي بلدة موازن بريف دير الزور الشرقي "تعلمت هذه المهنة من جدتي وأمي، واليوم هي مصدر رزقي، أقوم بجمع أعواد الزل من على ضفاف نهر الفرات والوديان القريبة، لكن قصب الزل الموجود هذا العام ليس من النوع الجيد بسبب قلة المياه، والحرائق التي اندلعت سابقاً".
وعن طريق حياكة قصب الزل قالت "نزيل الطبقة الخراجية، وننصب عمودين نفصل بينهما مسافة مترين ونصف تقريباً، ونبدئ بالحياكة نلف الخيوط على حجر حيث يكون الحجر على كلا الجانبيين وبشكل متقابل على الأعمدة، ومن ثم نقوم بتعليقها على البراميل، وبهذه الطريقة نستمر بالحياكة حتى ننتهي بشكل كامل".
وأضافت "أحيك ما يقارب أربع إلى خمس أمتار في اليوم الواحد، وهكذا حتى انتهي من صناعتها حيث تبقى يومين متتاليين لإنهائها، ويوجد لقصب الزل نوعين أحدهما يسمى صمان وهو متوفر فقط في فصل الشتاء، ويكون صلب وغير قابل للكسر بسهولة، أما النوع الثاني فيكون فارغاً من الداخل وخفيف جداً".
وأشارت إلى أن المردود المادي قليل جداً "أقوم ببيع حصير الزل من خمس إلى ست آلاف ليرة، بالإضافة إلى التعب والصعوبات التي تواجهنا في جمع الزل فنتعرض لجروح كثيرة في أيدينا، لكنني مجبرة على هذا العمل بسبب الظروف المعيشية الصعبة".