نساء قرية الحديدي تعشن بساطة الحياة الريفية القديمة

قرية الحديدي إحدى القرى التي ما تزال محافظة على طابعها، فهي مثال على المجتمع الطبيعي لما تحمله من تفاصيل تحاكي بساطة الحياة والسمات القديمة للحياة الريفية

سيلفا الإبراهيم
منبج - ، وارتباطها بمياه نهر الفرات في الوقت الذي فقدت الكثير من القرى هذه الهوية.
سكان قرية الحديدي الواقعة على ضفاف نهر الفرات والتي تبعد بـ 40 كم جنوب شرق مدينة منبج في شمال وشرق سوريا، انتقلوا إليها بعد أن غمرت المياه قريتهم في عام 1974، وحافظت هذه القرية على طراز الحياة الريفية والسمات القديمة لها، فكل ما يلفت المارة من جانب القرية أنه ما تزال جميع بيوت القرية مبنية من الطوب ومطلية بالطين، كما يوجد أمام كل مجموعة من منازل القرية حوض ماء.   
 
 
رفعة الصياد إحدى المسنات في القرية في العقد الثامن من عمرها تقول عن الحياة في القرية "نعيش في قرية الحديدي منذ خمسون عاماً بعد أن غمرت المياه قريتنا، واعتمدنا في حياتنا ودخلنا اليومي على الزراعة"، مبينةً أن قلة الأمطار هذا العام أثرت عليهم بشكل كبير "هذا العام وبسبب قلة الأمطار لم تنجح الزراعة في القرية، فكل عام نزرع القطن والشعير والسمسم والقمح والخضروات بأنواعها". 
يجاورهم نهر الفرات وتقول رفعة الصياد عن أهمية ذلك "إننا محظوظين لأن نهر الفرات يمر من جانب قريتنا فنحن نعتمد على مياهه بشكل كبير للزراعة والشرب، فنهر الفرات يعتبر شريان للقرى التي بنيت على ضفافه، ولكن في الأشهر السابقة نقص منسوب مياه نهر الفرات الأمر الذي أثار مخاوفنا لكنه عاد لمستواه الطبيعي". 
 
 
أما فاطمة العلي (55) عاماً فقالت أن "أغلب سكان القرية أقرباء من عشيرة البوبنة"، وبينت أن جميع القرويين يعتمدون على الزراعة، إضافةً للصيد.
ولفتت إلى أن منازلهم المبنية من طوب اللبن والطين، جميعها بنيت بجهود نساء القرية، "نعيش كجزء من الطبيعية فحتى الطعام نطهوه على النار والحطب". 
 
 
سهام الصياد (32) عاماً قالت إنها ولدت في القرية، وبينت أن النساء اللواتي لا تجدن معيلاً تعملن بصيد السمك وبيعه، "سكان القرية لا يعملون خارجها ويكتفون بالزراعة وصيد السمك ولا يوجد فرق في العمل بين النساء والرجال". 
وتحافظ قرية الحديدي على علاقات جيدة مع القرى المجاورة "علاقاتنا جيدة مع قرية جب الكجلى فإحدى جداتنا منها".
وتتبع قرية الحديدي إدارياً إلى مجلس خط تل حوذان جنوب شرق مدينة منبج شمال شرق سوريا، وتعرف في المنطقة بأنها القرية الوحيدة التي حافظت على سماتها القديمة من بين جميع القرى.