نساء منبج تؤكدن رفضهن لمشروع تركيا وتحذرن من نتائجه
تداعيات كثيرة يتخوف منها أهالي مدينة منبج حول بناء المستوطنات التركية في المناطق المحتلة بشمال وشرق سوريا.
سيلفا الإبراهيم
منبج ـ "بناء المستوطنات في المناطق المحتلة في الوقت الذي يعيش فيه سكانها نازحين في مخيمات ومدارس ليس إلا سياسية لا إنسانية تهدف لتغيير ديمغرافية المنطقة، وضرب النسيج الاجتماعي السوري" هذا ما أكدته نساء مدينة منبج، في شمال وشرق سوريا.
لاقى المشروع التركي لبناء المستوطنات وترحيل مليون لاجئ سوري إليها رفضاً واسعاً من قبل الشعب السوري سواء النازحين الذي شملهم قرار الترحيل أو أهالي شمال وشرق سوريا والمهجرين الذين يقبعون في المخيمات والمدارس، محذرين من تداعيات كارثية ستحلق بشعوب المنطقة على المدى القريب والبعيد.
تقول فوزا إبراهيم أن لا أحد يعطي منزله أو أرضه بإرادته، متسائلةً "كيف يمكن سلب ممتلكات أشخاص لتقديمها لأناس آخرين". مؤكدةً أنه "إذ كانت نية تركيا الخير للسوريين فلتعد كل لاجئ إلى منزله وأرضه وألا تسرق أرض أحد لتقدمها من أجل تحقيق مصالحها في تغيير التركيبة السكانية".
وأضافت "نريد الأمان لقد سئمنا وتعبنا من الحروب، وعلى تركيا ترك مناطقنا، وعلى جميع الأطراف الخارجية ترك سوريا، فطالما استمر تدخلهم لن تحل الأزمة ولن يعم الأمان".
أما سورية الحمود فلفتت إلى أن "ما تقوم بها تركيا لا يرضى به أي إنسان، وعلى كل سوري العودة إلى مدينته، وألا يقبل أن يكون جزءاً من مشروع تركيا في ضرب الشعب السوري ببعضه". مؤكدةً أن "ما تقوم به تركيا سيثير الفتنة بين أبناء الشعب السوري".
وشددت على أن الأحقاد ستجد طريقها إلى قلوب الذين هجروا وستكون هناك حروب أهلية في المستقبل إذا ما نجحت تركيا في تطبيق مشروعها على أرض الواقع خاصة في ظل الصمت الدولي "النازحين تركوا منازلهم بسبب الانتهاكات التركية والمرتزقة، إنهم يعيشون معاناة حقيقية في الخيم والمدارس، وهذا سيؤثر على النسيج الاجتماعي، لذلك على السوريين في تركيا رفض العودة وألا يقبلوا في زيادة معاناة أبناء بلدهم".
كذلك استنكرت عائشة العمر تهديدات الاحتلال التركي المستمرة بالاجتياح واستكمال عمليتها العسكرية لاقتطاع المزيد من الأراضي السورية، مؤكدةً أن منبج ترحب بالجميع لكن لا يمكن سرقة أرض من شخص وتقديمها لآخر تحت اسم عودة طوعية.
وأكدت على ما قالته سابقتها بأن الحل هو بيد السوريين اللاجئين في تركيا وعليهم رفض خطط تركيا "على كل مواطن سوري مغترب أن يعود إلى أرضه ومنزله"، مطالبةً بخروج تركيا من المناطق المحتلة.
ووصفت تركيا بالجار السيء قائلةً إن تاريخها مليء بالتجاوزات والاعتداءات على دول الجوار وشعوب المنطقة "تاريخ تركيا مليء بانتهاكات حقوق الإنسان والتعدي على الشعوب، كرد وعرب مسلمين ومسيحيين، وهي تقطع المياه عن أهالي الحسكة في انتهاك سافر لحقوق الإنسان".
حسنة عمر هي نازحة مدينة عفرين المحتلة، وقد عاشت مرارة النزوح حيث تقول "شعبنا يعيش في خيم لا تقي حر صيف ولا برد شتاء، بينما تقوم تركيا بقطع أشجار الزيتون وتعمل على توطين سكان في مناطق ليست مناطقهم الأصلية".
وأكدت أن "شعوب المنطقة لن تستسلم لخطط تركيا، لقد قدمنا الكثير من الشهداء وسنقدم المزيد حتى تتحرر، فتركيا تسعى لاحتلال كافة الأرضي السورية لو استطاعت، وليس فقط مناطقنا لذلك علينا أن نتحد". مطالبةً المجتمع الدولي بالتحرك وإنصاف السوريين.
وهو ما أكدت عليه النازحة من مدينة الخفسة حميدة شيخ عبد الله "المخططات التركية في المنطقة مرفوضة بالنسبة لجميع السورين، لكن العديد منهم لا يملكون الحرية للتعبير عن رفضهم"، مشيرةً إلى أن خطة إعادة مليون لاجئ هي جزء من مخطط احتلال المنطقة.
وفي مطلع أيار/مايو الفائت أعلن الرئيس التركي أردوغان عن بناء مستوطنات في المناطق المحتلة (عفرين، إدلب، الباب، اعزاز، رأس العين/سري كاني، وتل أبيض/كري سبي) لترحيل مليون لاجئ سوري متواجد في تركيا إليها.