نساء كونار مستمرات في مقاومتهن القيود التي تفرضها طالبان على النساء

أكدت هيله دالافر إحدى معلمات مدرسة الفتيات في منطقة ناري في ولاية كونار الأفغانية، أنهن ستناضلن وتقاومن القيود التي تفرضها طالبان على النساء من قمع وخاصة مواصلتهن تعلميهن.

بهاران لهيب

كابول ـ مع استعادة حركة طالبان السلطة في مختلف أنحاء أفغانستان، كان هجومها الأول على النساء بحرمانهن من العمل خارج المنزل ومواصلة تعليمهن، وإلزامهن الحجاب لكن في المقابل قاومت النساء وحاربن كل القيود التي فرضت عليهن.

تقع إحدى مدارس البنات في منطقة ناري بمقاطعة كونار في أفغانستان، ويضم الكادر التعليمي في المدرسة النساء فقط، ومنذ حوالي 11 عاماً وبجهود هؤلاء النساء، تم تحويل المدرسة إلى مدرسة ثانوية للبنات، حاولت المعلمات توفير أرضية تعليمية جيدة للفتيات.

تقول هيله دالافر "أنا من أوائل خريجي الصف الثاني عشر في هذه المدرسة، وبعد عامين من الجهد تمكنت من إكمال تعليمي العالي ولأنني تخرجت بتقدير جيد، أصبحت مُدرسة هنا وتوليت إدارة أحد أقسامها"، مضيفةً "عندما استعادت حركة طالبان السلطة، لم يُسمح للفتيات فوق الصف السادس بالذهاب إلى المدرسة كانت الحالة النفسية لهن تسوء يوماً بعد آخر، خاصةً بعد فرض قيود الحجاب الاجباري وارتفاع معدلات جرائم الشرف وغيرها الكثير من الأمور".

وأوضحت أنه "بعد فقدان الفتيات حقهن في التعليم قررنا أن نبدأ بالتدريس بشكل سري مرة أخرى للفتيات فوق الصف السادس، ونجحنا بذلك لمدة عام ولكن بسبب زيادة الدوريات لم يسمح لنا بالاستمرار، ومدرستنا أصبحت تحت سيطرتهم يدخلون المدرسة كل يوم بإنذار جديد، ونحاول الحفاظ على وجود مدرستنا قدر الإمكان، لكنهم يلفقون دائماً أعذاراً مختلفة لإغلاقها لكنهم لن ينجحوا".

وأضافت "حاولت مع زملائي خدمة الفتيات بأي ثمن، لذلك عملنا على جعل مبنى المدرسة والفصول الدراسية مكاناً يتمتع بجمال خاص ويشجع الطالبات على المواصلة"، مؤكدةً أنه "رغم كل القيود سنستمر في مقاومتنا كل القيود التي تفرضها طالبان".

وعن الصعوبات التي واجهتها عائلتها بعد عودة حركة طالبان قالت "لأن زوجي كان جندي قامت حركة طالبان باعتقاله لمدة 40 يوماً تقريباً، وفي كل مرة كنا نسأل عنه كانوا يقولون إنه ليس هنا، وفي إحدى المرات تأكدنا أنه داخل السجن وبعد دفع مبلغ من المال تم إخراجه من السجن"، مشيرةً إلى أن زوجها تعرض لكافة أشكال التعذيب وأصبح الآن يعاني من مشاكل عقلية، وهذا ما فاقم من معاناتها.