نساء غزة تعشن ويلات الحرب في ظل حصار خانق وندرة المساعدات
تتفاقم معاناة المدنيين في قطاع غزة بسبب انقطاع الموارد الغذائية وتردي الأوضاع الاقتصادية وصعوبة الوصول للخدمات في ظل الحرب المستمرة بين القوات الإسرائيلية وحركة حماس.
نغم كراجة
غزة ـ الصراعات والحروب تلقي بتبعياتها الوخيمة على المدنيين العزل، ففي غزة يعاني السكان من غلاء الأسعار وقلة المواد الغذائية والإمدادات الحيوية في ظل الحرب المستمرة.
الحصار الخانق المفروض على قطاع غزة وانعدام الأمان وشح المساعدات الإنسانية زاد من سوء الأوضاع المعيشية للمدنيين التي كانت في الأصل متردية قبل الحرب، حيث أكدت ظريفة البلبيسي أن "آثار الحرب تظهر بوضوح على حياة النساء والفتيات في غزة حيث تواجهن صعوبة بالغة في تأمين احتياجاتهن الأساسية نظراً لتردي الأوضاع الاقتصادية وارتفاع أسعار السلع وعدم توفر الخدمات الضرورية مما يجعل وصولهن إلى تأمين أدنى مقومات المعيشة أكثر صعوبة وتعقيد".
وأضافت أن الانقطاع المتكرر للمساعدات الإنسانية يعرض المدنيين لخطر المجاعة ونقص التغذية وسوء الوضع الصحي للنساء والأطفال على وجه الخصوص "معاناتهن لا تقتصر على الجانب الاقتصادي فحسب، بل يزداد الوضع صعوبة بسبب الضغوطات النفسية التي تعصف بهن، هذه الحرب الطاحنة تدور بين قوى عسكرية عظمى والمدنيين العزل لقد زرعت اليأس والعوز في نفوس النساء والفتيات، وغلاء المعيشة وصعوبة التأقلم ليست مجرد كلمات في قاموس بل هي معاناة مضاعفة وصعوبات إضافية تزيد من الضغوطات اليومية عليهن".
وأكدت أنه لا يكاد يكون هناك طعام يشبع بطون الأطفال ولا مأوى يقي النساء من برد الشتاء القارس "تتباين المأكولات المعلبة واللحوم والدقيق بأسعارها الخيالية، الحياة في قطاع غزة تمر كالكابوس على المدنيين العزل بلا نهاية، فهي لم تقم على الأسلحة وحدها، بل جاءت محملة بقسوة ومرارة تعاظمت مع مرور الوقت، وضع النساء والفتيات لن يتحسن في قطاع غزة إلا بتحقيق العدالة والسلام، وتأمين حياة كريمة ولائقة بهن ولعوائلهن لذا يجب أن تكون الجهود متكاملة وجادة لوضع حد لهذه الأوضاع الصعبة التي تواجههن وضمان حقوقهن وكرامتهن كنساء أولاً وإنسان ثانياً يستحق حياة كريمة"، متسائلةً "أين الهتافات العالمية التي تناهض العنف بجميع أشكاله ضد المرأة ؟، مرت خمس أشهر والحرب مستمرة بلا انقطاع وكافة المواثيق الدولية التي كفلت حقوق النساء حبر على ورق".
وتعاني ظريفة البلبيسي من مشاكل صحية تفاقمت خلال الأشهر الأربعة الماضية بسبب سوء التغذية وقلة المتابعة الطبية وندرة الأدوية في المستشفيات العامة والعيادات الحكومية، وتقول "كنت اعتمد نظام غذائي يتماشى مع مرضى السكري والضغط لكن الأوضاع الصعبة التي نعانيها ألقت بي نحو التهلكة فلم أتمكن من إجراء أي فحوصات طبية لذلك اضطررت لتناول أطعمة غير مسموح لي بتناولها، وهذا الأمر قد يعرض حياتي للخطر وهذا حال آلاف المرضى في غزة"، منوهةً أن ما يزيد عن 35% من مرضى السكري والضغط قد لاقوا حتفهم نتيجة انعدام الرعاية والمتابعة الصحية وسوء التغذية وندرة الأدوية .
وناشدت المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والحقوقية العمل على تقديم المساعدات اللازمة للمدنيين العزل وتحسين ظروفهم المعيشية وتوفير خدمات الدعم النفسي والاجتماعي للنساء والفتيات لضمان حمايتهن وسلامتهن باعتبارهن معيلات لأسرهن وأكثر الفئات تضرراً في هذه الحرب، مطالبةً بضرورة إيجاد حلول جذرية مستدامة تضمن وقفاً لإطلاق النار إلى جانب فك الحصار عن القطاع وإدخال المساعدات الغذائية والطبية، للتغلب على الأزمة الإنسانية.