نساء عفرين تواجهن كافة السياسيات التي تسعى لإنكار وجودهن
أكدت نساء قرى ناحية شيراوا بمقاطعة عفرين في شمال وشرق سوريا، على تمسكهن بأرضهن وعدم التخلي عن مقاومتهن لمواجهة كافة السياسيات والاستهداف الذي يسعى لإنكار وجودهن.
روبارين بكر
الشهباء ـ ازدادت المصاعب الحياتية لأهالي عفرين خلال ست سنوات من النزوح القسري، وما يعترض طريقهم من عوائق تؤثر سلباً على واقعهم الاجتماعي، فمن جهة يواصل الاحتلال التركي قصفه العشوائي مع استمرار الحصار الذي فرضته حكومة دمشق.
يعتمد الوضع الاقتصادي في الشهباء بشكل مباشر على الثروة الحيوانية والزراعة واللتان تواجهان مصاعب جراء القصف والحصار المستمر، فالعشرات من المدنيين أُصيبوا أثناء عملهم في الأراضي أو تَعرُض الماشية للقصف الذي يُخلف أضراراً مادية تُخفض المستوى الاقتصادي في المنطقة.
ومن جانب آخر الحصار المُستمر على الشهباء الذي أحدث أزمة اقتصادية وغلاء في الأسعار حيث يتواجد الآن العديد من العوائل التي لا يتمكنون من تأمين قوتهم اليومي وذلك بسبب ارتفاع الأسعار وقلة المدخول الشهري لكل عائلة.
وتسبب القصف الأخير الذي استهدف مناطق شمال وشرق سوريا منذ تاريخ 4 تشرين الأول/أكتوبر، بأضرار مادية بممتلكات المدنيين في مقاطعة الشهباء وقرى ناحية شيراوا وشيران بمقاطعة عفرين المحتلة، وبتاريخ 24 تشرين الأول/أكتوبر أصيبت المواطنة سمر خالد الاحمد 22 عاماً من سكان قرية شيخ عيسى بناحية تل رفعت، وبتاريخ 20 من الشهر ذاته أصيبت فتاتان في قرية أقيبه أثناء عملهم بين الأراضي الزراعية وهم كل من شيماء طالب 19 عام، وفريدة بركات 23 عام وهي أم لطفلان، وفي 16 من شهر تشرين الأول/أكتوبر أصيب الطفل محمد قوشو من 3 سنوات بقرية برج القاص بشيراوا، وفي 23 تشرين الأول/أكتوبر استهدفت مُسيّرة تركية سيارة لمواطني قرية كلوتيه بناحية شيراوا مما أدى إلى وقوع أضرار مادية.
وعن الاوضاع الصعبة التي يعيشها الأهالي في الشهباء وشيراوا قالت فاطمة محمد من سكان قرى شيراوا بمقاطعة عفرين "نتعرض بشكل يومي ومستمر للقصف من قبل المحتل التركي والمرتزقة التابعة لهم، بهدف تهجيرنا من قريتنا، وتحقيق مشاريعهم الاحتلالية على أراضينا، نعتمد على الزراعة من أجل معيشتنا، وتركيا تستهدفنا حتى الأراضي، لكي تزرع الخوف بين قلوبنا".
وأشارت إلى أن الوضع في شيراوا والشهباء صعب جداً "نتعرض للقصف من قبل تركيا وفي الوقت نفسه فرضت حكومة دمشق علينا حصار فسياستهم واحدة، دولة تستهدف مقاومتنا عبر الهجمات، والأخرى تستهدف مقاومتنا عبر سياسة التجويع"، مضيفةً بأنهم صامدون أمام سياستهم ولن يتخلوا عن تلك المقاومة التي أصبحت خوفاً ورعباً يشعل في قلوب العدو.
وبدروها قالت شيماء طالب إحدى المصابات بقصف الاحتلال التركي على قرى شيراوا "عندما كنا نقوم بقطف الزيتون في قرية شيراوا كنا نرى المسيّرة التركية كيف تحلق، لتقوم بعدها بقصفنا، لأصيب أنا وامرأة كانت معي وتم نقلنا إلى المشفى".
واستنكرت صمت الدول والمنظمات الحقوقية والإنسانية حيال ما يتعرضون له من هجمات مستمرة وسياسات تهدف إلى إمحائهم والقضاء على مشروعهم الديمقراطي، داعيةً الجهات المعنية بضرورة وقف الهجمات، وإعادة الأمن إلى كافة المناطق، ومنهم ناحية شيراوا التي تتعرض بشكلٍ مستمر للقصف.
وأكدت أنهم متمسكون بقريتهم ولن يتخلوا عن مقاومتهم ونضالهم في وجه الاستهدافات التي تطالهم بهدف أخرجهم من قراهم.
ومن جانبها أوضحت كوثر مصطفى "كثفت تركيا من هجماتها ضدنا في الآونة الأخيرة مستخدمة كافة أسلحتها الثقيلة وطيرانها الحربي ومسيراتها"، مؤكدة كسابقتها رغم كل الهجمات إلا أنهم سيقاومون جنباً إلى جنب حتى تفشل جميع مُخططاتهم الاحتلالية.
وأوضحت "عندما تتعرض قريتنا للقصف نبقى في منازلنا ولا نخرج منها، ومع قدوم موسم الزيتون تستهدف تركيا مناطقنا بشكل مستمر، لهذا السبب العديد من الأهالي قاموا بقطف الزيتون قبل أوانه، وهذا الاستهداف يفاقم معاناتنا اليومية".
وعن الهجمات التركية أكدت كوثر مصطفى بأن تركيا تحاول عبر هجماتها توسيع مشروعها الاحتلالي على أراضي شمال وشرق سوريا "احتلال مناطق أخرى من أرضنا كما احتلت عفرين وغيرها من المناطق، ولكن المحتل لم يعلم أننا بإرادتنا وعزيمتنا سنصد كافة الهجمات ونفشل مشروع الاحتلال التركي على أرضنا".
لمعان بركات والتي تبلغ من العمر 70 عاماً وهي من عفرين أكدت صمودها وتمسكها بأرضها في وجه المحتل "لأن إرادتنا قوية يتم استهدافنا، ولأننا أصحاب الحق وأصحاب هذه الأرض يمارس ضدنا كافة السياسات، والقصف التركي لن يهزمنا، ولكن على العكس يزيدنا من العزيمة والإصرار بالبقاء على أرض أجدادنا وتمسكنا بها".
وطالبت بمحاسبة الاحتلال التركي على أفعاله وجرائمه "المحتل التركي لن يمتلك ضمير الإنسانية لذا يرتكب كل هذه المجازر بحقنا ويستهدفنا بشكل وحشي وهمجي، نحن الكبار في السن نعاني بشكل أكبر من القصف، لأننا نعاني الكثير من الأمراض، ولأننا متعلقين بشكل أكبر بأرضنا وقريتنا وأملاكنا، سنقاوم أمام الهجمات ولن نترك ديارنا للعدو".