نساء بازيان اخترن الصمت حيال العنف

بسبب عدم وجود منظمات نسائية في مدينة بازيان بإقليم كردستان، فإن النساء اللواتي تتعرضن للعنف تفضلن الصمت

نوهت النساء في مدينة بازيان بإقليم كردستان إلى أن الافتقار إلى المنظمات النسائية في بازيان أدى إلى زيادة العنف ضد المرأة، وأنهن يخشين الذهاب إلى أي مكان آخر لتقديم الشكاوى.
 
ترزة طه
السليمانية ـ . هناك الكثير من النساء لا تتجرأن على التحدث عن العنف الذي تتعرضن له بسبب خوفهن من أزواجهن أو آبائهن أو أبنائهن. قالت إحدى النساء اللواتي تعرضن للعنف "دعوني وشأني، لقد ضربني زوجي حتى ازرقت عيناي، لقد زالت آثار الضرب الآن، الأفضل أن لا يزرق الجانب الآخر".
 
"لن تعرف حالتي ما لم تأتي إلى منزلي"
تبدأ فاطمة محمود (45) عاماً، حديثها بإيراد المثل الشعبي القائل "لن تعرف حالتي ما لم تأتي إلى منزلي. هناك الكثير من العنف، أعرف بعض الرجال الذين لا يسمحون لزوجاتهم بالخروج من المنزل لشراء الملابس والأدوات المنزلية. نحن بحاجة إلى تغيير العقلية التي تقول بأن النساء يجب أن يكن في فقط منزلهن".
 
"هناك الكثير من الرجال لا يحترمون المرأة"
شيخان محمد صالح (37) عاماً، تحدثت أيضاً عن العنف ضد المرأة "هناك هامش معين من الحرية، ولكن يوجد عنف أيضاً، وكثير من الرجال لا يحترمون المرأة. لهذا السبب يجب أن تكون المرأة يقظة، ويجب تعليم الأطفال على مبادئ المساواة من قبل الأمهات والآباء والمعلمين".
 
"العنف منتشر في الأماكن التي لا توجد فيها منظمات نسائية"
وشددت أمينة أحمد (75) عاماً، على ضرورة وجود منظمات نسائية، "وجود المنظمات النسائية يؤدي إلى انتشار الوعي. لا توجد منظمات نسائية في هذه المدينة، لكن توجد منظمات نسائية في مدن أخرى، وبالتالي يقل العنف ضد المرأة في تلك المدن".
 
"اثنتان من كل ثلاث نساء ضحايا للعنف في الواقع"
الناشطة النسائية نشميل إبراهيم نوهت إلى أن امرأتين من كل ثلاث نساء تتعرضن للعنف، "تهيمن العقلية الذكورية على ثلثي المجتمع، لذلك تتعرض اثنتان من كل ثلاث نساء للعنف. يستخدم الرجال جميع أنواع العنف ضد النساء، ليس فقط الضرب ولكن يتم منعهن أيضاً من السفر إلى الخارج. يسعون بكل السبل لترسيخ سلطتهم على النساء، لذلك يجب ألا ننظر إلى العنف فقط من ناحية العنف الجسدي، بل إن جوانبه النفسية والحياتية أكثر خطورة".
انضمت نشميل إبراهيم إلى تنظيم النساء في الاتحاد الوطني الكردستاني عام 1983، ولا زالت تناضل على مختلف الصعد. وعن العنف ضد النساء تقول "بعد الأزمة لم تعد هناك أي منظمة نسائية، ولا توجد وحدة نسائية، ما يخلق فراغاً في موضوع التوعية. لقد وصلت إلى قناعة أن حقوق النساء كانت أفضل في السابق، كانت النساء والرجال يعملون سوية وبشكل أفضل من الآن. لم يكن أحد يريد أي شيء في ذلك الوقت، ولكن الآن انعكست الأوضاع".
 
"التعليم والتدريب يمكن أن يحدثا فرقاً"
فيما قالت الناشطة النسائية في الناحية سيفر ستار أن مستويات العنف تختلف من عائلة إلى أخرى، "كلام الناس يعتبر بمثابة سلطة في المنطقة، هناك دائماً خشية وخوف من كلامهم، على سبيل المثال عندما عدت من منزل صديقتي إلى منزلي في الساعة الـ 8 مساءً، قال الناس أنها كانت في الخارج حتى الساعة الثانية بعد منتصف الليل. لقد صدمت من هذه الأساليب. تُجبر الطالبات على ترك المدرسة والزواج من شخص لا يعرفنه. عندما تكون الفتاة غير سعيدة ولا توافق على الزواج، تقرر الأسرة قتلها. لا تحضر النساء أي اجتماعات لذا فإن الحصول على تعليم جيد سوف يساهم في توعيتهن في هذه الناحية".
تتبع مدينة بازيان لمدينة السليمانية وتقع جنوب غرب السليمانية تحيط بها الجبال من كافة الجهات، وبحسب البيانات الرسمية بحلول عام 2020 بلغ عدد سكان هذه المدينة أكثر من 50 ألفاً وتعتبر من أهم المناطق الصناعية في إقليم كردستان، حيث توجد فيها 30 بالمائة من المنشآت والمعامل.