نساء أورمية تتعرضن للمضايقات في وسائل النقل العامة

تقول إحدى نساء مدينة أورمية بشرق كردستان إن معظم الذين يعارضون خلع الحجاب هم رجال يبحثون عن السلطة ولا يريدون أن تتحرر المرأة.

لارا جوهري

أورمية ـ بعد الانتفاضة الأخيرة، تتعرض النساء اللواتي ترفضن ارتداء الحجاب الإلزامي، ولا تلتزمن بالفصل بين الجنسين في وسائل النقل، للمضايقة من قبل الرجال الكارهين للنساء. 

داليا. خ إحدى الطالبات الكرديات اللواتي تقطنّ في أورمية، تقول "كنت أعود إلى المنزل من الجامعة مع صديقاتي وركبت حافلة المدينة. كان قسم النساء ممتلئاً جداً ولم يكن هناك مكان للجلوس. مساحة الحافلة تجعل النساء تصعدن وتنزلن من جانب ويدخل الرجال إلى قسم الرجال من الجانب الآخر. حتى بالنسبة للمدفوعات النقدية، يجب ألا تمر النساء من أمام الرجال وعليهن النزول أولاً".

وأضافت "لم يكن لدينا مكان للجلوس، لذلك جلسنا في أول مقعد للرجال، وفجأة جاء رجل عجوز إلى المحطة التالية وأخبرنا أن نغير مكاننا بنبرة مهينة. نظرت ورأيت أن هناك خمسة مقاعد فارغة، وطلبت منه أن يذهب ويجلس في مكان آخر، لكنه أهاننا مرة أخرى لعدم ارتدائنا الحجاب وعدم احترام مكانة الرجال والنساء، وقال لنا (سأجلس في مكانكِ، وسأضع أغراضي في مكان صديقتكِ)، وطلب من السائق بأن ينزلنا من الحافلة لأننا لم نكن نرتدي الحجاب لكن السائق تجاهله".

وأشارت إلى أن صديقتها تشجعت وقالت لهم أنه حتى لو أحضروا شرطة الأخلاق ومكافحة الشغب، فلن تغطين شعرهن ولن تغيرن مكانهن "لاحظت الحافلة بأكملها الجدل وسحب أحدهم يد الرجل العجوز ليجلس في مكان آخر. بعد ذلك، خلعت امرأتان حجابهما وجلستا بصف الرجال. لقد رأيت حقاً مقدار الشجاعة التي تستحق الثناء".

بدورها قالت رويا. م وهي إحدى سكان أورمية "أوقف رجل عجوز فتاة لم تكن كبيرة في السن. كان واضحاً جداً أن الحديث بينهما لم يكن يسير على ما يرام حتى رأيت أن الرجل كان يحاول وضع وشاح على رأس الفتاة، ولكن الأخيرة دفعته بيدها بعيداً، واشتد القتال بينهما".

وأضافت "في أورمية، معظم الذين يعارضون الحجاب هم رجال يبحثون عن السلطة ولا يمكنهم التسامح مع حرية المرأة. عندما كنت أرتدي الحجاب في أيام "الأربعاء الأبيض"، كان الناس في المدينة يعاملونني معاملة مروعة".

وأشارت إلى أنه سابقاً كانت التغطية في هذه المدينة حتى في الأعراس والحفلات ورغم تأثرها بالثقافة الأسرية، إلا أنها لا تزال محدودة للنساء، لافتةً إلى أنه بعد بداية الانتفاضة عندما اعتبر الحجاب شكلاً من أشكال العصيان المدني تغيرت الآراء في المجتمع لكن الكثير من الرجال لا يسمحون لزوجاتهم وبناتهم بخلع الحجاب.

وأوضحت أن مدينة أورمية ليست داعمة وآمنة للمرأة فحسب، ولا تزال النساء هناك تناضلن من أجل التخلص من الذهنية الذكورية، وولادة جيل جديد لا يقبل هذا القهر بأي شكل من الأشكال ويزداد هذا العصيان "لأن نضالنا هو أن نعيش، وفي النهاية يفسح الاضطهاد الطريق للحرية".