نساء آمد جاهزات لنوروز: هذه المقاومة لن تنتهي

يعتبر يوم 21 آذار/مارس عيد النوروز، يوماً مهماً بالنسبة لشعوب الشرق الأوسط، أما بالنسبة للشعب الكردي يعتبر يوم نوروز رمزاً للمقاومة والنضال

نساء آمد اللواتي شاركن بكل حماس بعيد النوروز في الفترة التي كان محظوراً فيها الاحتفال، أكدن أنهن ستتواجدن في الساحات والميادين مثل كل عام بحماسٍ وإصرارٍ كبيرين بقولهن "لن تنتهي هذه المقاومة والنضال طالما لدينا إيمان عميق".

مدينة مامد أوغلو

آمد ـ يعتبر يوم 21 آذار/مارس عيد النوروز، يوماً مهماً بالنسبة لشعوب الشرق الأوسط، أما بالنسبة للشعب الكردي يعتبر يوم نوروز رمزاً للمقاومة والنضال، ويتم الاحتفال به في العديد من المناطق.

وشهدت احتفالات النوروز التي طالت ملايين الناس رغم المحظورات والعقبات، وإرتكاب العديد من المجازر عبر التاريخ بحق الشعب الذي يحتفل به. قُتل واعتُقل العديد من الأشخاص خلال عيد نوروز الذي تم الاحتفال به في التسعينيات في مراكز مثل جزيرة ونصيبين وشرناخ وآمد.

 

أصيب واعتقل العشرات

في آمد أصيب 10 أشخاص بينهم طفلان، أثناء احتفالات نوروز التي تم حظرها آخر مرة في عام 2012. تدخلت الشرطة في المناطق التي أقيمت فيها الاحتفالات بخراطيم المياه والغاز المسيل للدموع، وتم اعتقال عشرات الأشخاص، معظمهم من الأطفال، ورغم الحظر والترهيب، تجمع الأهالي في مناطق متفرقة من المدينة وأشعلوا نيران نوروز. قالت النساء أنهن لن ينسين ذلك اليوم حتى بعد مرور عشر سنوات، وأنهن سيحتفلن بعيد النوروز رغم الحظر. وذكرن أنهن أشعلن شعلة نوروز رغم وجود الشرطة حولهن، وقلن أن "الاحتفالات استمرت حتى منتصف الليل في المدينة".

"ألقوا عمامتي إلى النار"

سلطان ألتان إحدى النساء اللواتي كن في الساحات خلال احتفالات نوروز 2012 قالت "بالرغم من كثرة عدد الشرطة، الناس لم تبالي بل خرجوا من كل شارع وتجمعوا على الطرق وفي الساحات بالشاحنات والجرارات ومشياً على الأقدام".

وأضافت "حينها كان على رأسي شال أو "كفية" لونها أصفر، وأحمر، وأخضر، سحبتها الشرطة مني وأثناء إعادة سحبها من أيديهم ألقوا بها في النار وأحرقوها. بعد أن ألقوا شالي في النار، أخذت الشال من ظهري ووضعته على رأسي. كنا نسير هنا من حي إلى آخر، ومن شارع إلى آخر. كانوا يضربون ويقتلون شبابنا والكثير من الناس تعرضوا للضرب والاعتقال، لم يبقى شيء ولم يفعلوه في ذلك اليوم".

 

"أطفالنا كانوا يعودون إلى المنزل ولونهم أسود قاتم"

أشارت سلطانة ألتان إلى أن عيد نوروز الذي يتم الاحتفال به الآن لا يوجد فيها حماس كما كان حينها، وأنها ستشارك في عيد النوروز هذا العام وكذلك كل عام "قديماً كان أطفالنا يعودون إلى المنزل بلونٍ أسود قاتم لأنهم كانوا يلعبون بنار النوروز، طالما لدينا إيمان فلن تنتهي هذه المقاومة".

وأكدت "عيدنا مرة واحدة في السنة، وقدومه يجلب لنا السعادة، سنذهب هذا العام إلى الساحات للأحتفال بنوروز على الرغم من أننا أحرار وتغيرت أوضاعنا عن السابق، لكنه لا يزال غير حماسي كما كان. أهنئ جميع الشعوب على هذا النوروز البهيج والمسالم. ليشاركوا جميع أفراد شعبنا ويقضون وقتاً ممتعاً".

"احتفلنا على الرغم من الحظر" 

قالت خاليسه أبلاي، إحدى الشاهدات على ما حدث في ذلك اليوم، أنها جاءت إلى وسط المدينة سيراً على الأقدام واحتفلت بعيد نوروز بحماس كبير "كان هناك حظر لكن الناس أشعلوا النيران رغم ذلك، كنا نذهب إلى نوروز بحماس وشوق كبيرين، لقد كان نوروز رائعاً للغاية وقد استمتعنا كثيراً. وحضره الكثير من الناس. رغم أننا كنا محاطين بعدد كبير من رجال الشرطة، لكننا لم نخاف على الإطلاق. جاء الجميع إلى الميدان من شارع واحد. جاء بعضهم بجرارات، وبعضهم جاء بشاحنات، لكنني أتيت إلى وسط المدينة سيراً على الأقدام. كان هذا هو النوروز القديم. كان ممنوعاً كان صعباً، لكنهم كانوا يحتفلون".

 

"الناس كانت بالمرصاد أمام كل المحظورات"

خاليسه أبلاي قالت "كما كان قبل عشر سنوات من هذا العام أيضاً سنقوم بإحتفالات النوروز وسنذهب إلى مكان الاحتفال مشياً على الأقدام، كما كنا نفعل منذ ثلاثين عاماً وسنضيئ نفس الشعلة".

واختتمت حديثها بالقول "على الرغم من أنه الآن مسموح بذلك، ولكن قبل عشر سنوات وفي تلك الفترة كان أجمل. رغم صعوبة الأمر والإضطهاد والتشديد كان الناس يأتون إلى الميدان ولم يكن يُسمح لهم بإشعال النيران، ولا القيام بالاحتفالات، وكانت السلطة تبذل ما بوسعها لمنع الاحتفاليات وإخماد شعلتنا، لكن الحشود كانت مجتمعة والناس لم تكن تبالي لأي حاجز أو عائق. كانوا يستمتعون يرقصون دبكات متفرقة. الناس لم تكن خائفة واحتفلوا بعيد نوروز منذ 30 عاماً، سأكون في نفس المكان هذا العام".

https://www.youtube.com/watch?v=yhy1OMTGwU4&t=6s