نساء الرقة تؤكدن أن النصر سيكون حليف كل انتفاضة تدعو إلى الحرية والديمقراطية
في ظل الحراك الشعبي المستمر في السويداء السورية منذ نحو شهرين أعربت نساء شمال وشرق سوريا عن تضامنهن مؤكدات أن تأسيس نظام ديمقراطي قائم على أخوة الشعوب هو الحل لجميع الأزمات السورية.
يسرى الأحمد
الرقة ـ أكدت نائبة الرئاسة المشتركة لهيئة المرأة بشمال وشرق سوريا روكن ملا إبراهيم، أن المشاركة الواسعة للنساء في الاحتجاجات هي دليل على أن النساء كسرن حاجز الخوف وبدأن المطالبة بحقوقهن المهضومة منذ أعوام.
بعد مضي 11عاماً على الحراك الشعبي الذي بدأه الشعب السوري، والذي أخمد بقمع النظام البعثي له بأساليب غير إنسانية بحق الشعب، وتدخل الدول الخارجية ذات المصالح الرأس مالية من خلال بث أطراف معادية مؤيدة لتشكيل تنظيمات إرهابية، بدأ أهالي السويداء وبمشاركة نسائية واسعة حراكهم الشعبي مرة أخرى، ونظموا احتجاجات تطالب بـ "إسقاط النظام ومحاكمة الرئيس السوري بشار الأسد وتحقيق العدالة والمساواة وتحسين الوضع المعيشي وإحراز تغيرات سياسية في كافة المناطق السورية، وذلك وفقا لقرار الدولي 2254"،
وحول ذلك قالت نائبة الرئاسة المشتركة لهيئة المرأة بشمال وشرق سوريا روكن ملا إبراهيم إن "تدخل الدول الخارجية وممارسات الحكومة اللاإنسانية، اخمدت نار الأزمة السورية التي بدأت منذ 12 عاماً وأصبحت في حالة من الركود، مما زاد الوضع أكثر تعقيداً وتأزماً، ولتصنع أزمات أخرى من تهجير وفقر وحرب".
وأوضحت "بدأ أهالي السويداء ودرعا والبعض من مناطق الداخل السوري الاحتجاجات الشعبية مرة أخرى نتيجة الضغوطات التي يعانون منها وتدهور الوضع الاقتصادي المتردي وافتقاره إلى أبسط الخدمات والمتطلبات، هذه الأسباب دفعتهم للخروج إلى ساحات الكرامة والمقاومة مرة أخرى لتشعل الجمرات من تحت الرماد، منادين مجدداً بصوت واحد إن مطالبهم لم يجنى ثمار منها ولا واحد بالمئة بل ركدت بمكانها ولم يأبه لها أحد منذ بدء الازمة السورية، لكن هذه المرة اختلفت مطالبهم وباتت بشعارات جديدة ألا هي تطبيق نظام الإدارة الذاتية في سوريا، بعد أن آمن الشعب بأنه الحل الوحيد والسلمي للازمة السورية".
وأضافت "إذا ما تم مقارنة الوضع بين المناطق فسنرى أن هناك أمن وسلام واستقرار في المناطق التي تم تطبيق مشروع الأمة الديمقراطية وأخوة الشعوب فيه، حيث جمع تحت رايته جميع المكونات والأديان ومنحها حق ممارسة عادتها وتقاليدها وثقافتها على غرار الأنظمة البعثية التي حظرت ممارسة طقوسهم وعلى رأسهم المكون الكردي الذي منعه من التحدث بلغته الأم".
وبينت أنه "من خلال المظاهرات والاحتجاجات يطالب المحتجين بتطبيق مشروع الأمة الديمقراطية وأخوة الشعوب وخير دليل على ذلك ما حملته لافتتهم التي طالبوا من خلالها بتحرير الأراضي المحتلة، ورفعهم لصور الشهيدة هفرين خلف، وتضامنهم مع انتفاضة الشعب في إيران من خلال رفعهم لصورة جينا أميني ورفع شعار Jin jiyan azad الذي وصل صداها إلى جميع أنحاء العالم، مؤكدين على أن قضية المرأة ستنتصر بإرادة المرأة القوية والمقاومة وفكرها الحر، فحرية المرأة تعني حرية الشعوب".
وأكدت على ضرورة تلاحم جميع مكونات الشعب السوري "نحن كنساء ثورة روج آفا نؤكد أن النصر سيكون حليف كل انتفاضة تدعو إلى الحرية والديمقراطية، فكل امرأة خرجت إلى ساحات الاحتجاجات عليها التحلي بالصبر والفكر الحر والوعي والنهج الديمقراطي الذي اتبعته المرأة في شمال وشرق سوريا على غرار الدول الأخرى التي تتبع الذهنية الذكورية وتعمل على تهميش دور المرأة وحقوقها".
وأشارت إلى أن نساء السويداء ودرعا أثبتن قوتهن وشجاعتهن بخروجهن إلى الساحات ورفع أصواتهن المطالبة بالحرية والحياة الكريمة، لإيصالها للعالم أجمع "نحنا هنا ندعمهن ونساندهن لمواكبة النضال والرفع من وتيرة المقاومة وحثهن على الاستمرار وعدم التراجع عن المطالبة بحقوقهن حتى تحقيقها، ولا يسمحوا لأي طرف بالتدخل في احتجاجاتهم وإخماد ثورتهم وإعادة سيناريو الأزمة التي بدأت في عام 2011، والذي كان ثمنه تضحيات كبيرة من قبل الشعب".