نساء الفرات: سنجعل من كافة أيامنا الثامن من آذار

بنضالها وكفاحها حولت المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا وعلى خطى أيدولوجية تحرير المرأة، كافة أيامها إلى يوم الثامن من آذار.

نورشان عبدي

كوباني ـ أكدت نساء مقاطعة الفرات بإقليم شمال وشرق سوريا على استمرار نضالهن وكفاحهن لوضع حد للذهنية الذكورية والأنظمة الرأسمالية والعقلية العشائرية، وبفكرهن الحر وثورة المرأة استطعن تحويل كافة أيامهن ليوم المرأة العالمي.

يوم المرأة العالمي المصادف 8 آذار/مارس هو اليوم الذي تحتفل به النساء في العديد من الدول حول العالم، حيث أعلنت عام 1857مجموعة من النساء العاملات في مدينة نيويورك الأمريكية الإضراب عن العمل لتحسين ظروف العمل وقد تم حرق 129 عاملة، وشكل ذلك الإضراب شرارة انطلقت منها ثورة النساء المطالبة بالعدالة والمساواة، لذلك أقرت الأمم المتحدة في 16 من آذار/مارس عام 1977 أن الثامن من آذار يوم المرأة العالمي.

ونساء إقليم شمال وشرق وسوريا كغيرهن من السناء انتفضن في وجه الأنظمة الرأسمالية والسلطوية والذهنية الذكورية الرجعية لنيل حقوقهن والوصول للمساواة والعدالة، فكانت ثورة التاسع عشر من تموز/يوليو عام 2012 وليدة النضال والكفاح، وتجددن مطالبهن في يوم المرأة العالمي لكافة النساء المضطهدات والمهمشات، وبمناسبة اقتراب يوم المرأة العالمي تحدثت عدد من نساء كوباني بمقاطعة الفرات عن أهمية هذا اليوم بالنسبة لهن وكيف حاربن الذهنية الذكورية.

 

"الثامن من آذار يوماً للمطالبة بالحقوق والمساواة"

حول أهمية اليوم العالمي للمرأة وحقيقته الرئاسة المشتركة لحركة المجتمع الديمقراطي بمقاطعة الفرات هدلة حسن "بمناسبة يوم الثامن من آذار اتقدم بالتهاني لكافة العاملات والكادحات في جميع أنحاء العالم، فيوم هام بالنسبة لكل امرأة كادحة ومناضلة من أجل وجودها وهوتيها، يوم المرأة العالمي أقر نتيجة حرق 129 امرأة فقط لأنهن طالبن بحقوقهن والمساواة في الأجور، ومنذ اليوم الأول الذي أُقر فيه يوم المرأة العالمي حتى يومنا هذا اتخذت النساء على مستوى العالم ميراث يوم الثامن من آذار يوماً للمقاومة والنضال والمطالبة بالحقوق"، موضحةً أن النساء عبر التاريخ فرضت عليهن الظلم والعبودية "الذهنية الذكورية والعقلية الرجعية لن تستطيع فرض سيطرتها على المرأة للتراجع عن المطالبة بحقوقها، إلا أنها رغم كل المكائد والعراقيل قاومت وناضلت حتى فرضت دون خوف وبكل ثقة على العالم أجمع يوم المرأة العالمي".

وعن دور المرأة في محاربة الأنظمة السلطوية والعقلية المجتمعية العشائرية قالت "بالفكر النضالي الحر تحارب المرأة في الشرق الأوسط عموماً وإقليم شمال وشرق سوريا خصوصاً العقلية الذكورية التي سلبتها حقوقها وجردتها من كيانها، والميراث الذي خلفته النساء اللواتي حُرقن في المعمل اليوم النساء تحاربن هذه العقلية بهدف القضاء عليها والوصول لأهدافهن"، مضيفةً أن "المرأة في مجتمعنا حاربت وقدمت الكثير من التضحيات حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم، فقد سعت لتصحيح فكر عائلتها ثم مجتمعها وبعدها الفكر العشائري، والنضال الذي تخوضه المرأة في مجتمعات الشرق الأوسط لم يكن بهذه السهولة، وعندما نتحدث عن نضال النساء فأول ما يرد إلى الأذهان ما حققته النساء بإقليم شمال وشرق سوريا، لقد انتصرت ثورة المرأة على الظلم والعبودية، النساء تشغلن مختلف المناصب في كافة المؤسسات وأثبتتن ريادتهن".

 

"النضال ضد الذهنية الذكورية مستمر"

من جانبها قالت عضوة مكتب المرأة في حركة المجتمع الديمقراطي في مدينة كوباني بيريفان جمعة عن نضال النساء ومقاومتهن "بمنجزات ثورتها تناضل المرأة بإقليم شمال وشرق سوريا في كل يوم تطالب بحقوقها وهويتها ونضالها لن ينحصر في إطار يوم واحد فقط ولكن جميع أيامنا ستكون للنضال والمقاومة والمطالبة بالحرية"، مضيفةً أن أهمية ومعنى يوم المرأة العالمي "يوم للنضال والمقاومة اليوم الذي أعلنت فيه المرأة رفضها للعبودية والظلم والتهميش، وحققت جزء كبير من العدالة والمساواة، حصلت على كل ذلك بشق الأنفس لذلك يجب على النساء متابعة مسيرة الكفاح والنضال للمحافظة مكاسب هذا اليوم".

وأكدت أن "الأنظمة السلطوية والذهنية الأبوية حاربت المرأة وسلبتها أبسط حقوقها حتى بعد إعلان اليوم العالمي للمرأة، لكن مع انتشار فكر القائد أوجلان وانطلاق ثورة التاسع عشر من تموز استعادت كل ما سلب منها اليوم هي صاحبة قرار ورأي واستطاعت أثبات ذاتها على الصعيد السياسي والاجتماعية والعسكري والاقتصادي، لذلك في كل عام نجدد العهد على الاستمرار بالنضال والمحافظة على مكاسب اليوم العالمي للمرأة وثورتنا".

 

"القائد أوجلان بفكره أعطى معنى آخر ليوم 8 آذار"

عن رسالة النساء وشعارهن لاستقبال اليوم العالمي للمرأة لهذا العام أوضحت الإدارة في حركة الهلال الذهبي في مقاطعة الفرات وحيدة سليمان "هذا اليوم يحمل في طياته أهمية كبرى بالنسبة لنساء إقليم شمال وشرق سوريا، ففي كل عام نستقبل هذا اليوم بشعار مختلف وبروح نضالية تكبر عام تلو الآخر، والمرأة الكردية تستقبل يوم المرأة العالمي بزيها التقليدي وصوتها المطالب بالحرية، ففي هذا العام سنستقبل يوم الثامن من ذار بشعار "المرأة الحياة الحرية" هذا الشعار الذي أصبح شعار كافة النساء في مختلف دول العالم".

وأضافت "هذا اليوم أقر بعد مطالبة النساء العاملات بالمساواة في فضاءات العمل سواء من حيث الساعات أو الأجر، كما أن القائد أوجلان بفكره الحر وفلسفته قدم في يوم 8 آذار للمرأة علم الجنولوجيا ومبادئ تحرير المرأة وبذلك أضفى لهذا اليوم معنى آخر ليكون يوماً للنضال والمقاومة والمطالبة بالمساواة الحرية".