نضال المرأة الأفغانية ومقاومتها مستمرة مهما عصفت بها الرياح
على الرغم من الكم الهائل من الجرائم المستمرة التي ترتكبها طالبان في أفغانستان، لم تتوقف المرأة الأفغانية عن المقاومة والنضال، وهي على علم تام بأن السجن والتعذيب والإهانة مصيرها، في سبيل فضح الهوية الحقيقة لطالبان.
بهاران لهيب
أفغانستان ـ مع وصول طالبان إلى سدة الحكم في أفغانستان، كان أول هجوم وانتهاك لها على النساء والفتيات، حيث حرمن من حقهن في العمل والتعليم وتعرضن للكثير من التمييز والتهميش.
منذ استيلاء طالبان على الحكم في أفغانستان في 15 آب/أغسطس عام 2021، حرمت الفتيات اللواتي اجتزن الصف السادس من الالتحاق بالمدارس، كما أغلقت أبواب الجامعات والدورات التعليمية، وأعلنت إلزامية الحجاب عليهن، كما مُنعن من العمل خارج المنزل، وتعرضت جميع الصحفيات للتهديد في حالة ظهرن في وسائل الإعلام دون تغطية وجوههن.
وفي كل يوم تطرح طالبان قانوناً جديد تعبر من خلاله عن كرهها للنساء، فالمؤسسة التي ترأسها امرأة أجبرت على التنحي لتعيين رجل بدلاً عنها، بالإضافة لانتشار ظاهرة الزواج القسري والعنف الأسري وجرائم القتل، والوصم الاجتماعي، وقد وصل الزواج القسري في صفوف المراهقات ذروته، ومن ناحية أخرى تفشي الفقر والبطالة بشكل ملحوظ.
وفي أقرب مثال على انتهاكات طالبان ضد النساء، فقد قامت في الأشهر القليلة الماضية باعتقال نساء وفتيات بذريعة عدم الالتزام بقواعد الحجاب، حيث توفي عدد منهن تحت التعذيب كما تعرضن للتحرش الجنسي، ليتم إطلاق سراح من بقي منهن على قيد الحياة لكن بعد دفع مبالغ مالية، وفي حادثة أخرى تم جلد العديد من النساء والرجال علناً تحت مسمى الجريمة الأخلاقية، هذا في حين انكشفت الفضائح الأخلاقية لكبار المسؤولين في طالبان وليس فقط أنهم لم يجلدوا، بل أنهم ما زالوا في مناصبهم.
وعلى الرغم من الفضائح الكثير التي امتلئ بها سجل طالبان إلا أن أمريكا والدول الغربية سلمتها أفغانستان على دفعتين، والآن تحاول تمهيد الطريق لشرعيتها العالمية من خلال إرسال مليارات الدولارات لداعميها.
جرائمها المستمرة وانتهاكاتها لم تكن كافية لإيقاف المرأة الأفغانية عن المقاومة والنضال لنيل حقوقها، بالرغم من أنها على دراية بأن السجن والتعذيب والشتائم والإهانة مصيرها، حيث أُجبرت النساء في السجون على الاعتراف بتهم لا تمت للواقع بأي صلة، وحصلن على وعود بإطلاق سراحهن لكن بشرط عدم فضح سلوك طالبان في السجون، لكنهن وبدون خوف كشفن عن جرائم التعذيب التي ألحقت بالنساء أمراض نفسية وجسدية.
وأجرت الناشطة في مجال حقوق المرأة ظريفة يعقوبي وعشرات النساء المفرج عنهن مقابلات مع وسائل الإعلام المحلية قلن فيها "لقد تعرضنا للتعذيب من وقت لآخر، لقد تناوب عناصرها على جلدنا في أماكن متفرقة من أجسادنا لا يمكننها إظهارها لوسائل الإعلام".
وعلى الرغم من التخويف والترهيب إلا أن النساء تجمعن في منازلهن على شكل مجموعات مؤلفة من أربعة أو خمسة أشخاص في معظم الولايات، للتعبير عن رفضهن لسلوك طالبان والاعتراف الدولي بحكومتها ومواقف الأمم المتحدة المنحازة لجرائمها، وعلى الرغم من أن ست نساء متظاهرات حُصرن واعتقلن من قبل طالبان إلا أنهن ما زلن مستمرات.
والعديد من النساء اللاتي أجبرن على مغادرة البلاد حفاظاً على حياتهن وعوائلهن إلى دول مجاورة أو غربية، بدأن بمسيرات كبيرة، منهن الناشطة في مجال حقوق المرأة تامنا زرياب بارياني التي أضربت عن الطعام للضغط على حكومات الدول الغربية لوقف دعم طالبان.