نازحات تقدمن خيامهن لمتضرري الزلزال في إدلب
في خضم الكارثة التي تسبب بها الزلزال، نساء نازحات تقدمن خيامهن للمتضررين في مبادرة إنسانية جعلت المنظمات الدولية تعيد النظر في دورها الإغاثي.
هديل العمر
إدلب ـ أصبح تأمين السكن بعد كارثة الزلزال المدمر من الاحتياجات الملحة بالنسبة للناجين الذين فقدوا منازلهم، الأمر الذي دفع الكثير من النازحات المقيمات في مخيمات إدلب لتقديم خيامهن لمتضرري الزلزال.
لم تتوانى رهام الحاج حميدي البالغة من العمر 44 عاماً عن تقديم خيمتها التي تملكها في مخيمات مدينة حارم لمتضرري الزلزال، وحول هذا الموضوع تقول "كان الذعر سيد الموقف والأطفال يبكون ويركضون مع أهاليهم وسط الظلام والمطر، فكان من واجبي أن أستقبلهم في خيمتي بعد أن غادرتها وذهبت إلى خيمة أخي الواقعة على مقربة مني".
وعلى الرغم من مضي أكثر من شهر على كارثة الزلزال، مازالت رهام الحاج حميدي تستقبل العديد من العوائل المتضررة التي لم تفلح في إيجاد مأوى لها حتى الآن "قدمت المساعدة للعديد من العوائل، على الرغم من ضعف إمكانياتي وعدم امتلاكي سوى هذه الخيمة، إلا أنها تستقبل الكثير من الأهالي الآن".
كما ساهمت زهرة الحلواني البالغة من العمر 36 عاماً بتقديم عدة خيام تملكها ضمن مخيمات مدينة سلقين، للنساء المتضررات من الزلزال وأبنائهن بعد أن ضاقت بهن السبل ولم تجدن مكاناً يؤويهن.
وأوضحت أنها كانت تستخدم هذه الخيام في مشروعها التعليمي، لكنها اضطرت للاستغناء عنها من أجل إيواء العوائل المتضررة والتي لم تجد حتى هذه اللحظة مكان تقطن فيه.
من جانبها ترى فريال الأحمر ذات 28 عاماً وهي إحدى متضرري الزلزال الذين لجأوا إلى الخيام التي قدمتها النازحات المقيمات في مخيمات إدلب، أن "ما تفعله النساء عمل نبيل لا يمكن تجاهله، فرغم إمكانياتهن المحدودة فهن تعملن على تقديم المساعدة كلاً حسب قدرتها وإمكانياتها، وما وجدناه في مبادرتهن هذه جدير بالتقدير".
ولفتت إلى أنها لا تزال حتى اللحظة مع أطفالها الثلاثة في ضيافة إحدى النازحات داخل خيمتها، إلى أن تحصل على واحدة بعد وعود كثيرة حصلت عليها من عدد من موظفي المنظمات الإغاثية.