نازحات سوريات ولاجئات عراقيات: وقعنا ضحية لوحشية داعش

قالت نازحات سوريات ممن تعشن في مخيم الهول، أنهنَّ وقعنَّ ضحية لعقلية داعش، وطالبنَّ بالعودة إلى ديارهنَّ من أجل إعادة تأسيس حياتهنَّ وتأمين مستقبل أطفالهنَّ.

سوركول شيخو
الحسكة-  
مخيم الهول، من أخطر مخيمات النازحين في العالم، ويقع على بعد 45 كيلومتراً شرقي مدينة الحسكة. يضم المخيم أكثر من 60 ألفاً من اللاجئين العراقيين، والنازحين السوريين بالإضافة إلى عوائل داعش.
قبل مجيء عوائل داعش للإقامة في المخيم كانت أوضاع مخيم الهول مختلفة جداً. فقد توجهت المئات من العوائل السورية والعراقية، ممن نزحوا من مناطقهم جراء هجمات مرتزقة داعش منذ عام 2014 إلى مخيم الهول، وكانوا يعيشون حياتهم بشكل اعتيادي دون أن يضطر الناس إلى ارتداء النقاب الأسود.
بعد مجيء عوائل داعش إلى المخيم عملوا على نشر وفرض أفكارهم على اللاجئين والنازحين عبر الترهيب والقتل والذبح، وبالتالي تمكنوا من فرض سيطرتهم على المخيم. عبر هذه الأساليب والجرائم تمكنوا من فرض قوانينهم على المخيم. أما الذين لم يمتثلوا لقوانينهم وأوامرهم فكان مصيرهم القتل. ارتكبوا جرائم القتل في البداية بواسطة الأدوات الحادة، وفيما بعد استخدموا مسدسات كاتمة للصوت. العديد من العوائل وقعت ضحية عقلية داعش، عبر الإكراه والترهيب.
 
"نحن نادمون جداً ويتملكنا الخوف أثناء الليل"
نهيلة شرارة، امرأة عراقية الجنسية ومن عوائل داعش، تعيش في المخيم منذ حوالي العامين، تقول "لقد فررنا جراء الحرب ولجأنا إلى سوريا، قال لنا عناصر داعش أن مخيم الهول هو أكثر المخيمات أماناً، لذلك جئنا وعشنا هنا في المخيم. لم نكن نعلم ماذا سيحدث وإلى أين ستتجه الأوضاع. لقد وقعنا في مصيدة أفكار داعش ووحشيتهم. نحن نخشى كثيراً ونخاف من جرائم القتل، لذلك لا نستطيع أن نتحدث ونكشف كل الأمور. نحن نادمون جداً، وخلال ساعات الليل يتملكنا الخوف من جرائم القتل".
 
"أريد مواصلة حياتي بعيداً عن الرجال وعن الخوف"
فاطمة محمد نازحة من مدينة الرقة، وتعيش في المخيم أيضا منذ عامين، تحدثت عن طبيعة الأوضاع داخل المخيم بالقول إن "الوضع في المخيم سيء جداً، لا يمكن لمن يعيش خارج المخيم أن يتصور طبيعة الحياة هنا، ولكننا نعيش حالة من الخوف والرعب طوال الليل والنهار. منذ أن جاؤوا إلى المخيم انقلبت حياتنا رأساً على عقب. هل يرغب الإنسان أن ينتقل من العيش في المنازل إلى العيش في الخيم، بالتأكيد لا أحد يرغب بذلك، ولكننا نعيش هنا لأننا مجبرون. في هذا المخيم لا يوجد أي مستقبل لأطفالنا، لذلك فإنني أرغب بالخروج من المخيم، وأن أعود إلى دياري، لكي نتمكن من مواصلة حياتنا بشكل اعتيادي. الحياة في مخيم الهول لا تشبه الحياة في الخارج. لن أناشد أحداً بعد الآن، لأننا ناشدنا الوجهاء ولكن مناشداتنا ذهبت هباءً. يجب على وجهاء العشائر العمل على إخراجنا من هنا، أريد العودة إلى حياتي الطبيعية وأن أعيش بعيداً عن الظلم والخوف".
"لا أستطيع حماية أطفالي من الأمور السيئة"
عائشة المحمد من أهالي مدينة حلب، نزحت إلى مخيم الهول هرباً من القصف المتواصل بين قوات النظام والمجموعات المرتزقة. وحول الحياة في المخيم تقول "رغم أننا كنا نعيش تحت القصف، إلا أن أوضاعنا كانت أفضل مما هي عليه الآن. تحدث حوادث سرقة كثيرة في المخيم، ولا نستطيع أن نكشف عنها، لأننا لا نعرفهم. هناك أيضاً وضع الأطفال، أنا لا أستطيع أن أحمي أطفالي من الأمور السيئة. لأنهم لم يتلقوا التعليم بشكل جيد، كما لا يمكن تربية ورعاية الأطفال بالضرب، هذه مشكلة كبيرة سوف تؤثر على مستقبلهم. جميع قطاعات المخيم شهدت جرائم قتل، أنا أخاف كثيراً، لكن خوفي الأكبر هو على أطفالي. في هذا المخيم تعرض العديد من الناس الأبرياء للقتل أو يتم إلصاق التهم بهم. أرغب بالخروج من المخيم، مستقبل أطفالي يضيع في هذا المكان. وإذا خرجنا سوف نعمل على إعادة ترتيب أمورنا وتأسيس حياتنا".