نازحات عفرين في مقاطعة الرقة تتطلعن إلى سوريا السلام
تعيش نازحات عفرين حالة من الترقب والأمل في العودة إلى ديارهن عقب بيان الإدارة الذاتية حيال إنهاء التعبئة العامة ووقف الاحتجاجات على سد تشرين.

نور الأحمد
الرقة ـ أكدت نازحات من عفرين المحتلة أن بيان الإدارة الذاتية الديمقراطية في إقليم شمال وشرق سوريا حول إنهاء التعبئة العامة ووقف الاحتجاجات على سد تشرين، خطوة نحو تطلعاتهن في العودة الأمنة إلى مدينتهن، متمنيات أن تسير سوريا نحو السلام والاستقرار.
في الخامس من أيار/مايو الجاري أصدرت الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا بياناً أعلنت فيه إنهاء التعبئة العامة ووقف الاحتجاجات على سد تشرين بعد مقاومة تاريخية لأهالي المنطقة التي استمرت لأكثر من مئة يوم، وبعد تحقيق المقاومة أهدافها يأمل نازحي ونازحات عفرين والشهباء بتغييرات حقيقية في سوريا ترسم مستقبل البلاد بإيجابية.
الممارسات الوحشية للاحتلال التركي بحق أهالي عفرين
وبعد احتلال عفرين من قبل الدولة التركية نزحت أراس شكري علي إلى مدينة الشهباء، ليعيد سيناريو النزوح مرة أخرى بقصدها مقاطعة الرقة، وقالت عن نزوحها "في عام 2018 شن الاحتلال التركي على مدينة عفرين هجوم وحشي، بالمقابل أبدينا كأهالي ونساء عفرين مقاومة كبيرة استمرت 58 يوماً، وقدمنا العديد من التضحيات من أجل منع الدولة التركية من احتلال عفرين، لكن قصفه الوحشي عبر الطائرات المسيرة والحربية أدى لارتكاب مجازر راحت ضحيتها عائلات بأكملها مما أجبرنا على النزوح القسري إلى مدينة الشهباء، وحتى هناك لم يتركنا وشأننا بل هاجمنا مرة ثانية ليعيد سيناريو النزوح مرة أخرى وقصدنا مقاطعة الرقة".
وعن مشاركتها في مناوبات سد تشرين بينت أنه "انضممت إلى الوفود التي اتجهت إلى سد تشرين لدعم قوات سوريا الديمقراطية ومنع الدولة التركية ومرتزقتها من احتلال السد، ولقد شاركنا كباراً وصغاراً ونساءً في الوقفات المنددة بالهجمات على السد، وكل هجوم يشنه الاحتلال علينا كنا نرد عليه بعقد حلقات الدبكة التي تظهر مدى مقاومتنا وتمسكنا بوطننا".
آمال العودة إلى عفرين وتحقيق السلام في سوريا
وأكدت أراس شكري علي أن "انتصار أهالي مناطق إقليم شمال وشرق سوريا في سد تشرين كانت نتيجة التضحيات التي قدمتها الأهالي"، مبينةً أنه "بات لدينا كنساء أهالي عفرين تطلعات نحو عودة قريبة إلى مدينتا وطرد المحتل ومرتزقته من كافة المناطق المحتلة وإنهاء الحروب الدموية وإحلال السلام وتحقيق الاستقرار في سوريا فيكفينا ماذقناه من نزوح".
رحلة النزوح والمعاناة التي تواجهها أهالي عفرين
وعن التحديات التي واجهوها أثناء النزوح أوضحت سهام سلامة أنه "أجبرنا على النزوح لمرتين كانت رحلة النزوح شبه مميتة حتى أثناء نزوحنا استهدفتنا صواريخ الاحتلال ومدافعه، وذقنا الويلات، ولازلنا نعاني من ظروف النزوح الصعبة، لكن رغم هذا كله صمدنا ولم نستسلم وسنقاوم حتى آخر رمق ونفس حتى نعود إلى مدينتنا ونحررها وننتصر ومقاومتنا هي ردنا على انتهاكات الاحتلال التركي ومرتزقته".
وعن مقاومة سد تشرين التي أبداها أهالي إقليم شمال وشرق سوريا قالت "أبدا الأهالي مقاومة كبيرة على سد تشرين تشبه مقاومتنا في عفرين من خلال توافدهم والمناوبات والوقفات الاحتجاجية على السد لأكثر من مئة يوم، فرغم القصف الهمجي المستمر ليلاً ونهاراً عبر المسيرات واستهداف المدنيين، إلا أن الأهالي قاوموا وثبتوا في وجه الطائرات ولم يهابوها بل زادتهم إصرار على البقاء والمقاومة أكثر، وأفشلوا مخططات العدوان التركي في سياسة التغيير الديمغرافي وتدمير المنطقة".
رسالة صمود وحماية الأراضي من هجمات الاحتلال التركي
وعن مشاركتها في مقاومة سد تشرين بينت أنه "شاركت في الوقفات الاحتجاجية على سد تشرين مرات عدة، لتكون رسالة للاحتلال التركي أننا نحن أهالي عفرين صامدون ونقاوم وكنساء خاصة نمتلك القوة ولن ينجح في كسر عزيمتنا وإرادتنا مهما فعل، وأعتز كثيراً أنني شاركت في حماية أرضنا من الاحتلال التركي".
ولفتت إلى القرار الأخير الذي أصدرته الإدارة الذاتية في إنهاء التعبئة العامة ووقف الاحتجاجات على سد تشرين بالقول أنه "قطفنا ثمار مقاومتنا والتضحيات التي قدمها الشهداء والشهيدات بالنصر العظيم الذي حققناه على سد تشرين وحماية المنطقة".
وأكدت سهام سلامة أنه "في كل خطوة لإنهاء الحرب يخلق لدينا بصيص من الأمل في العودة إلى مدينتا وإنهاء الحرب وإحلال السلام، لذا نطالب المجتمع الدولي والعالم أجمع أن يكون هناك اتفاقيات لضمان العودة الآمنة لنا".