مصريات تتضامن مع غزة وتطالبن بتحرك دولي لوقف إطلاق النار
سيطرت حالة من الاحباط على المتابعين للمشهد المأساوي داخل الفلسطيني، فيما حاول الكثيرون تقديم الدعم المعنوي والمادي للمتضررين/ات من الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس.
أسماء فتحي
القاهرة ـ مع استمرار الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، وتجاوز عدد القتلى 11 ألف شخص جلهم من النساء والأطفال، وإصابة ما لا يقل عن 28 ألف شخص، باتت التساؤلات حول وقف إطلاق النار في مقدمة النقاشات والتظاهرات التضامنية حول العالم.
انطلقت على ضوء ما يحدث من هجمات على قطاع غزة من قبل إسرائيل منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، العديد من الحملات الداعمة للقضية الفلسطينية والمنددة بالهجمات الأخيرة من قبل مؤسسات المجتمع المدني الحقوقية، ناهيك عن البيانات المطالبة بوقف ما يحدث من مجازر ترتكب بحق الأهالي في غزة، خاصة بعد استهداف المستشفيات والمرافق العامة التي تحتمي بها النساء والأطفال.
وكان لنساء مصر رسائل تضامن مع الشعب الفلسطيني وتصدر وقف إطلاق النار مطالبهن، معتبرات أنها أولى الحلول الممكنة لإيقاف نزيف الدماء لما يحمله من تداعيات كارثية بحق الإنسانية، فضلاً عن ضرورة التكاتف الدولي لمناقشة ما ترتكبه إسرائيل من جرائم داخل القطاع.
ووصفن مشاهد القصف والقتل من صور ومقاطع فيديو نشرت مؤخراً على مواقع التواصل الاجتماعي، بأنها الأقسى منذ بدء الصراع في البلاد، ولاقت تعاطفاً كبيراً لما تحتويه من مشاهد دموية يرثى لها، وسط الموقف الدولي الذي اعتبرنه مخذلاً.
وعبرت مسؤولة التفاوض بمؤسسة قضايا المرأة المصرية إيمان محمد عن استيائها من عدم القدرة على تقديم الدعم المباشر للأهالي في الداخل الفلسطيني، مشيرةً إلى أنه لا يوجد دعم مباشر يمكن تقديمه للمواطنين، إلا من خلال منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، فضلاً عن تقديم الدعم العيني عبر المؤسسات المعنية التي ترسل مساعدات طبية.
وأوضحت أن مؤسسة قضايا المرأة المصرية شجبت ما يحدث في غزة ونددت بما يتعرض له الأهالي والذي تجاوز الحدود الإنسانية، خاصة خلال الفترة التي منعت فيها وصول المساعدات للمصابين والأسر التي تعاني من قطع أبرز مقومات الحياة ألا وهو الماء بالإضافة إلى الكهرباء والانترنت لمنع نشر ما يحدث في القطاع.
وأشارت إلى أن هناك قبول ضمني من قطاع كبير بما يحدث من انتهاكات في الداخل الفلسطيني، مؤكدة على ضرورة التكاتف من أجل إنقاذ الأبرياء في غزة، لافتةً إلى أن هناك حالة عامة من الإحباط سيطرت على أغلب المهتمين بالقضية وعلى رأسهم النساء.
العجز وقلة الحيلة يعتليان المشهد
فيما اعتبرت أم كلثوم البدوي أن المشهد في غزة مؤثر للغاية وبات مسيطر على جميع مناحي الحياة "لم يعد بأيدينا سوى الدعاء لقلة حيلتنا وعجزنا عن التأثير وتغيير مجرى الأحداث"، مؤكدة أن الأزمات مصيرها الزوال لا محالة، واعتبرته كابوساً سينتهي وينال كل ذي حق ما يستحق.
وأشارت إلى أن المشاهد التي تظهر الأطفال والجرحى والقتلى تحاصرها ولا تستطع الهدوء بسببها، وأنها تكتب وتنشر عبر منصات التواصل الاجتماعي قدر الإمكان في محاولة منها للتعبير عن غضبها تجاه تلك المشاهد المروعة والمنتهكة لحقوق الإنسان، مشددةً على ضرورة التكاتف الدولي لدعم أهالي غزة لكونه أحد أهم المؤثرات الممكنة من أجل وقف إطلاق النار.
وأكدت الكاتبة الصحفية فاطمة الدالي على أن ما يحدث في غزة عبارة عن مأساة كبيرة لكون المستهدفين بالأساس هم النساء والأطفال وهو أمر مؤلم ويحول دون القدرة على التعايش معه أو التغاضي عن حدوثه، فضلاً عما يرتكب من جرائم حرب باستهداف البنى التحتية المتمثلة بضرب المستشفيات التي تعد ملاذ المصابين، مما يجعل العالم أمام جريمة تنال من الإنسانية لا تقبل التشكيك أو التبرير.
وشددت كسابقاتها على ضرورة التكاتف مع أهالي غزة، مشيرةً إلى أن الدعم بات واجب على الجميع كلما أمكن، وعن تزييف الأحداث هناك اعتبرت أن لوسائل الإعلام دور كبير في تصويب الادعاءات الكاذبة التي تبث على المنصات المختلفة ويروج لها.