مرحلة الصراعات الشرق الأوسطية بحاجة لنضال النساء

أكدت منسيقة تجمع نساء زنوبيا على أنه لا يمكن إنهاء الصراعات القائمة في الشرق الأوسط بدون إشراك المرأة وهو ما يتطلب نضالاً وخوض تحديات من شأنها أن تجعل JIN JIYAN AZADî شعار العصر.

سيلفا الإبراهيم

منبج ـ تزداد الصراعات في الشرق الأوسط يوماً بعد يوم لتتعمق أزمتها أكثر، فقد جعلت أطماع القوة المهيمنة هذه المنطقة مركزاً للحرب العالمية الثالثة ليتم فيها تصفية الحسابات على حساب قتل وإبادة شعوب المنطقة التي تكون ضحيتها الأولى المرأة والطفل المغيبين تماماً عن التغطية الإعلامية.

تقول منسقية تجمع نساء زنوبيا رقية محمد أن المرأة والطفل هم من يدفعون ثمن هذه الحرب رغم أنهم أكثر الفئات الداعين للسلام وليس لهم علاقة لهذه الحرب، مؤكدةً على أن المرأة تملك طاقة قادرة لاجتياز كل هذه المراحل الصعبة لتغير موقعها من ضحية لصانعة سلام وصاحبة قرار فيما يخص مصير مجتمعها وأرضها "تأتي هذه الخطوات بتوحيد قوة وإرادة المرأة في تجاوز الجغرافية وجعل هويتها الجنسية كامرأة أبدى من أي هوية أخرى، لتستطيع بذلك تغير الواقع".

وأوضحت أن المرأة في لبنان وفلسطين وإقليم شمال وشرق سوريا وإيران تشترك بالمأساة نفسها "لو استطعنا كنساء أن نوحد جهودنا ونصبح قوة واحدة ونملك القدرة على صنع السلام بعيداً عن الحدود الجغرافية التي تفصلنا فهناك هوية نسائية تجمعنا"، مذكرةً بتجارب النساء اللاتي أزدهر نضالهن من تحت ركام الحروب والإبادة "النساء في إيران وشرق كردستان صنعن ثورة JIN JIYAN AZADî واكتسبن بثورتهن التي انطلقت إثر مقتل الشابة جينا أميني تضامناً عالمياً".

وأضافت "حتى الإيزديات في شنكال اللاتي تعرضن للإبادة على يد داعش وخطفن وتم بيعهن في أسواق النخاسة وتعرضن للاغتصاب وتم تزويجهن قسراً من المرتزقة وجعل منهن سلعة، نراهن اليوم بنضالهن أصبحن رائدات في مجتمعهن وانخرطن في المجال السياسي وصنعن بانخراطهن في المجال العسكري منظومة دفاعية تحميهن من أي هجوم او إبادة من الممكن أن يتعرضن له".

وتابعت "وكذلك النساء بإقليم شمال وشرق سوريا عشن الويلات على يد داعش فهناك من رجمن وقتلن ولكنهن اليوم يلعبن دورهن في القوات العسكرية ويخضن السياسة ويخدمن مجتمعهن"، لافتةً إلى أن هذه نماذج للنساء اللواتي ناهضن أنظمة رجعية وخضن نضالاً ليغيرن المعادلة وليتحولن من ضحايا حروب إلى صانعات سلام.

وأفادت أن "جغرافية الشرق الأوسط باتت تتمحور فيها الحرب العالمية الثالثة حيث تحولت إلى ساحة صراعات فكرية وسياسية ومذهبية وساحة لتصفية الحسابات بين القوى المهيمنة في العالم على حساب شعوب المنطقة"، لافتةً إلى أن العديد من الدول تشهد هذه الصراعات من بينها غزة ولبنان وإقليم شمال وشرق سوريا وإيران.

وحول الهدف من تلك الصراعات تقول "إنهم يسعون لتغيير الجغرافية والفكر ومحو الثقافات وتحقيق إستراتيجية على حساب اضطهاد الشعوب وإبادتها، فالحرب التي تستهدف شعوب إقليم شمال وشرق سوريا تعتبر إبادة ترتكب أمام مرأى العالم ولكن هناك تغيب للتغطية الإعلامية العالمية".

وأكدت على أن تركيا من بين الدول التي تسعى لتغيير ديموغرافية وجغرافية المنطقة، عبر فرض اللغة والعملة في المناطق التي تحتلها بإقليم شمال وشرق سوريا وضمها لأراضيها.

وأشارت إلى أن "نتيجة هذه الصراعات، تتعرض النساء والأطفال للقتل والتهجير والتجويع، إن واقع النساء المأساوي مغيب عن الرأي العام، فهن تعانين بصمت في ظل ما تعشنه في مخيمات النزوح وهو ما يؤثر على صحتهن الجسدية والنفسية".

وأكدت رقية محمد على ضرورة خوض النساء للنضال في المرحلة التي يمر فيها الشرق الأوسط من صراعات دموية " لا يمكن إنهاء الصراعات القائمة في الشرق الأوسط على يد الرجل فقط لأن الحل سيكون جزئيا وباشراك المرأة سيكون الحل جذرياً، لذا نحن أمام تحديات كبيرة في ظل هذه الصراعات، فبوعي المرأة وثقافتها قادرين على أن نصنع السلام وأن نكون قدوة لكافة النساء العالم".

وشددت في ختام حديثها على أنه "بعد الميراث الذي خلفه نضال المرأة لا يجب أن نتراجع خطوة إلى الخلف، على العكس يجب أن نخطو خطوات إلى الأمام في درب ثورتنا وأن نحطم جدران العبودية والسلطة الذكورية، لنمضي قدماً نحو تحقيق السلام والأمان للمنطقة، ولنجعل من القرن الواحد والعشرون قرن حرية المرأة وJIN JIYAN AZADî شعار العصر".