مقاومة كوباني... 'النساء لعبن دوراً محورياً في هزيمة داعش'
شكلت مقاومة كوباني منعطفاً مهماً في هزيمة إرهاب داعش في سوريا وأصبح تحرير مدينة كوباني بشمال وشرق سوريا منبع الأمل للعالم.
نورشان عبدي
كوباني ـ أكدت عضو مجلس المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي في مقاطعة كوباني بشمال وشرق سوريا سارا خليل أن المرأة في مقاومة كوباني لعبت دوراً محورياً، والنساء أثبتن للعالم بأن المرأة الكردية صاحبة إرادة وقوة.
يصادف 15 أيلول/سبتمبر الذكرى السنوية الثامنة لهجوم مرتزقة داعش على مقاطعة كوباني وقراها والتي كانت في عام 2014. وشهدت المدينة معارك عنيفة ومقاومة ونتيجة لنضال مقاتلي/ات وحدات حماية الشعب ـ المرأة تعرض مرتزقة داعش لهزيمة نكراء.
كوباني أملاً للشعوب
في الذكرى الثامنة لهجمات داعش على مقاطعة كوباني تشهد اليوم كافة مناطق شمال وشرق سوريا ومن ضمنها مقاطعة كوباني هجمات وتهديدات جديدة من قبل الاحتلال التركي ومرتزقته، كما تؤكد سارا خليل عضو مجلس المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي التي شاركت في المقاومة.
وبينت أن "الهجمات التي طالت مدينة كوباني في عام 2014 من قبل داعش وداعمه الاحتلال التركي كانت عنيفة ووحشية قابلتها مقاومة كبيرة من أهالي كوباني وعزيمة وإصرار على المواجهة".
وعادت سارا خليل بذاكرتها إلى حال المدينة عندما كان النظام السوري متواجداً فيها، مستذكرةً الحقوق التي حرم منها الكرد في المدينة وبطبيعة الحال الحقوق التي حرمت منها النساء في جميع أنحاء سوريا وليس فقط في كوباني.
وبينت أن تأسيس الإدارة الذاتية بعدما آلت إليه أوضاع البلاد التي انزلقت في حرب مستمرة حتى اليوم كان ضرورة لحماية أهالي المنطقة، وتحرير النساء من خلال التعريف بحقوق الشعوب والمرأة وقضاياها، من خلال مشروع الأمة الديمقراطية، لكن هذا المشروع الذي وصفته بالديمقراطي شكل خطراً على القوى الإقليمية والدولية، وكانت الدولة التركية وما تزال من أبرز المعادين لهذا المشروع.
جميع الشهود على هجمات داعش على مدينة كوباني في عام 2014 أكدوا على أن الاحتلال التركي له يد في هذا الهجوم، وهذا ما أكدته سارا خليل أيضاً "أدخل الاحتلال التركي مرتزقة داعش عبر الحدود إلى مدنية كوباني. فالدولة التركية لها عداء تاريخي مع الشعب الكردي، ولها أهداف توسعية واضحة".
وحول مشاركتها في المقاومة بينت سارا خليل أن "الهجمات بدأت من القرى التابعة لكوباني، ووصلت المدينة، ومع تلك الهجمات بدأ الأهالي بالنزوح من منازلهم جراء الهجمات العنيفة والوحشية"، مشيرةً إلى أن المدنيين رفضوا في البداية النزوح لكن الهجمات كانت أكبر من قدرتهم على التحمل "فقد الكثير منهم حياته خاصةً في القرى التي طالتها الهجمات في البداية، وقصد المدنيين الشريط الحدودي مع شمال كردستان وكان للأهالي هناك دور كبير في مساعدة النازحين".
النساء تحمين الحدود
لا يشار كثيراً لدور المدنيين وخاصة النساء اللواتي قصدن الشريط الحدودي لحماية مقاطعة كوباني وتحمل القذائف لتصبحن حائط صد للهجمات وسوراً يحمي المقاطعة من تدفق المرتزقة، لكن سارا خليل تؤكد على أهمية هذا الدور في تقليل خسائر القوات المدافعة ومنع إدخال معدات وأعداد كبيرة من المرتزقة لتحسم المعركة في النهاية لصالح الشعوب "هؤلاء الأهالي خلال بقائهم على الشريط الحدود كانوا يحمون الحدود ويمنعون دخول مرتزقة داعش بالرغم تحملهم الكثير من الخوف والمعاناة في ظل سقوط القذائف على مسافات قريبة".
النساء أيضاً شاركن في العمل اللوجيستي والتمريض والطبابة وحماية المنازل "كنت عضو في مؤتمر ستار وشاركت مع نحو 10 نساء في طهي الطعام للمقاتلين/ات، كما اهتمينا بالجرحى، ونظمنا الأهالي على الشريط الحدودي وأسسنا حينها كومينات مؤقتة".
"كوباني حاربت الإرهاب"
وأوضحت سارا خليل أن حضور المرأة كان واضحاً في مقاومة كوباني، مشيرةً إلى أن "بفضل القوات العسكرية والنساء، أصبحت مقاومة كوباني مثالاً يحتذى به في هزيمة الإرهاب"، معتبرةً أن هزيمة داعش هي هزيمة للاحتلال التركي أيضاً "انتقلت الحرب من الوكيل إلى الأصيل، فمنذ تحرير كوباني بدأ الاحتلال التركي بهجومه المباشر على المنطقة".
كما أن الحرب الخاصة أسلوب آخر لا يقل خطورة، يتم العمل عليه بشكل موازي للحرب العسكرية، ويستهدف قيم المجتمع في شمال وشرق سوريا "يحاول الاحتلال التركي إفشال مشروعنا التحرري، وزعزعة أمن واستقرار المنطقة، ولذلك لا يتوانى عن استخدام أبشع الطرق ومختلف السبل لتحقيق مصالحه وإنجاح أهدافه".
وأكدت أن "كوباني حاربت الإرهاب الذي هدد العالم لذلك على المجتمع الدولي اتخاذ موقف حاسم وجاد من اعتداءات الاحتلال التركي"، مشددةً على أن "داعش يشكل خطراً على العالم والاحتلال التركي يسعى جاهداً لإعادة إحياءه".
الهجمات التركية تهدد مكتسبات النساء
وبينت سارا خليل أن هجمات الاحتلال التركي تهدد المكتسبات التي تحققت للمنطقة وللنساء "الاحتلال التركي يستهدف المرأة بشكل خاص لذلك علينا تنظيم أنفسنا وأن نقاوم حربه العسكرية والخاصة على حد سواء لكيلا تخسر المرأة تلك الإدارة والهوية التي تحققت بفضل النصر".
وأشارت إلى فضل فلسفة التحرر التي قدمها القائد عبد الله أوجلان للنساء ومساهمته في تعريف المرأة بهوتيها وحقيقتها ودورها في المجتمع "نساء شمال وشرق سوريا من كل المكونات استطعن من خلال تطبيق مشروع القائد أوجلان الحصول على حريتهن وهن مستمرات في طريق المقاومة والنضال".