منظمة أنقذوا الأطفال... مئة عام من الإنجازات والتحدي
كأول حركة مستقلة في الدفاع عن الأطفال استطاعت منظمة أنفذوا الأطفال خلال أكثر من 100 عام من تأسيسها أن تقدم الرعاية الصحية وفرص التعليم والحماية للأطفال
مركز الأخبار ـ ، ليصبح عنصراً فعالاً في المجتمع بعد أن كان ضحية للنزاعات والتهميش والإهمال.
تأسيسها
تأسست منظمة أنقذوا الأطفال والتي تسمى باسم "Sava the Children" في15نيسان/أبريل عام 1919، وهي منظمة بريطانية غير حكومية، وأول حركة مستقلة للدفاع عن الأطفال، مقرها الرئيسي في العاصمة البريطانية لندن.
جاءت فكرة إنشاء المنظمة من قبل الناشطة "أغلانتين جيب" وأختها الناشطة "دوروثي بكستون"، اللتان كانتا متأثرتان للغاية بمعاناة الأطفال حول العالم إبان الحرب العالمية الأولى.
أهداف المنظمة
تأسست في البداية لتخفيف مشكلة الجوع والفقر في المانيا والإمبراطورية النمساوية المجرية أثناء الحرب العالمية الأولى 1914ـ 1918.
ثم توسع نشاطها لتشمل أهدافها توفير حياة كريمة للأطفال وتوفير الرفاهية من خلال دعم فرص التعليم والاقتصاد والاهتمام بالصحة، وتقديم مساعدات طارئة للدول المنكوبة عند تعرضها للكوارث والحروب.
فروعها
لم يقتصر نشاط المنظمة في بريطانيا فقط إنما توسع ليشمل عدة مكاتب في ثمان وعشرين دولة.
كما أنها ضمت منظمات غير ربحية تقدم الدعم شامل للشركاء المحليين وعدد من الدول حول العالم تقدر بنحو 120 دولة تقريباً.
ومن أهم مكاتب المنظمة "مكتب نيويورك، وبروكسل، وجنيف". تسعى هذه المكاتب إلى التنسيق مع الأمم المتحدة في جهود الإغاثة، وإقرار سياسيات خاصة بدعم الطفل لمنحه كافة حقوقه التي تمثلت من خلال الإعلان العالمي لحقوق الطفل.
وتتماثل أهداف المنظمة مع مبادئ الإعلان العالمي لحقوق الطفل الذي نص في بنوده على: يتمتع جميع الأطفال بكافة الحقوق دون تمييز على اساس اللون أو الجنس أو العرق، وزرع روح التفاهم والتسامح والصداقة بينهم.
وتأمين الحماية المناسبة وتقديم التسهيلات المناسبة لنمو الأطفال جسدياً وروحياً وأخلاقياً، والاهتمام بالأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة .
وضمان حق الطفل بالحصول على الاسم والجنسية، وتوفير جو أسري يملأه الحب والتفاهم والحنان ليشعر الطفل بالأمن، وحمايته من مختلف أنواع الإهمال والتهميش والاستغلال.
وتوفير فرص التعليم للأطفال بشرط أن يكون إلزامي ومجاني.
أماكن نشاطاتها
تنشط المنظمة في الأماكن التي يعاني منها الأطفال آثر الحروب والنزعات والكوارث، ومن بينها السودان التي حذرت من تفاقم أوضاع اللاجئين فيها بعد اندلاع حرب أهلية بين السودان وجنوبه.
كما حذرت المنظمة من تفاقم المجاعة في الصومال بعد تجدد الاشتباكات واستمرار الجفاف الذي يضرب البلاد منذ سنوات.
وانتشرت نشاطاتها في تركيا ولبنان والأردن فيما يخص اللاجئين السوريين من خلال تأمين بعض الاحتياجات اليومية والمدرسية.
المساهمون في المنظمة
تعتمد المنظمة على المشاهير كالمغنية ألكزندرا بيرك ولاعب الكرة البريطاني فرانك لامبارد في الترويج لنشاطاتها كالحث على إنقاذ ثلاثة ملايين طفل من الموت وذلك بتوفير لقاحات خاصة لهم والتي تتطلب مبالغ مالية كبيرة.
النجاحات التي حققتها المنظمة خلال عام 2018
حققت المنظمة خلال مئة عام من تأسيسها في المناطق المنكوبة والمناطق التي يعاني فيها الأطفال من الحرمان الكثير من النجاحات في عدة مجالات ومنها:
في مجال الصحة
أصدرت منظمة إنقاذ الطفولة تقرير عالمي عن الوضع الصحي للأطفال الذين يتعرضون للموت بسبب انتشار الأمراض الخطيرة مثل الملاريا، والأطفال الذي يموتون أثناء الولاة، وكذلك سوء التغذية، فيوجد 5,4 مليون طفل يموتون لتلك الأسباب.
وأنقذت المنظمة في عام 2018 حوالي 28 مليون طفل من خلال التركيز على الصحة وتغذية الأمهات والأطفال.
في مجال التعليم
تضمن تقرير المنظمة في مجال التعليم وجود أكثر من 260 مليون طفل خارج المدارس و250 مليون طفل لا يستطيعون القراءة في العالم.
وساعدت المنظمة في عام 2018 حوالي 8 ملايين طفل في الحصول على فرص التعليم
الحماية من العنف
يتعرض الأطفال بشكل كبير للاعتداء البدني والعاطفي والاستغلال الجنسي والحرمان والإهمال. فاستطاعت المنظمة تقديم الحماية والدعم وتأمين بيئة مناسبة لـ 2,9 مليون طفل خلال 2018.
حالات الطوارئ
زادت في الآونة الأخيرة الكوارث الطبيعية وانتشار الصراعات والحروب في كافة المناطق، وتأثر 62 مليون شخص بأحداث الطقس في عام 2018، وفي عام 2017 شرد 31 مليون شخص نتيجة النزاعات.
واستجابت في عام 2018 لـ 113 حالة طوارئ في 58 دولة، وأنقذت 16 مليون شخص بينهم 9,3 مليون طفل، وقدمت المنظمة مساعدات فورية لصندوق الطوارئ للأطفال "GEF".
وأطلقت في تشرين الثاني/نوفمبر عام 2015 مباردة لدعم أطفال السويد، بتصميم هاتف مؤقت لهم يمكنهم التحدث من خلاله بلغتهم.
وبحسب تقرير منظمة أنقذوا الأطفال الصادر في 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، يعيش 426 مليون فرد دون سن 18 في مناطق تشهد نزاعات في عام 2019، ويعيش واحد من بين كل خمسة أطفال في مناطق نزاعات أو مناطق مجاورة لها. وتعد أفغانستان والعراق وسوريا ودول أفريقية مثل الكونغو ومالي ونيجريا أكثر الدول خطورة على الأطفال.
وشكل فيروس كورونا الذي ظهر في مدينة ووهان الصينية أواخر عام 2019 خطراً كبيراً على الأطفال، فبحسب تقرير لمنظمة أنقذوا الأطفال في عام 2020 يعاني 12 مليون طفل يعيشون ضمن مخيمات اللجوء حول العالم خطر كبير يشكله الفيروس على حياتهم.