من نازحة إلى مؤثرة في أماكن صنع القرار
مدينة منبج كانت آخر محطة لها في رحلة نزوحها، وكانت كذلك المنعطف الذي قررت فيه أن تمثل مدينتها.
سيلفا الإبراهيم
منبج ـ عاش الشعب السوري مأساة حقيقية سلبت منهم الأمان والاستقرار وحتى الأحلام، وتكاد تمزق مستقبلهم، لكن هناك العديد من النساء اللواتي لم تيأسن بل قررن الانتفاض، لتكن قدوة لأهالي مدنهن، وهاجر ناصيف النازحة من مدينة إدلب واحدة من هؤلاء النساء.
رحلة نزوح طويلة
هاجر ناصيف (30) عاماً، تأخذ مكانها في حزب سوريا المستقبل لمجلس إدلب في مكتب المرأة، قررت ألا تكون ضحية للحرب بل أن تسير في طريق تحقيق السلام.
تستذكر الأوضاع الصعبة التي عاشتها في إدلب والتي دفعتها للنزوح "تعرضت مدينتنا للكثير من الحروب ودارت فيها الكثير من المعارك بين قوات النظام وما تدعو نفسها بالمعارضة السورية، عدا الأزمة المعيشية التي حاصرت الشعب من غلاء جنوني في الأسعار وعدم توفر الخدمات أو فرص العمل، كما تم إيقاف العملية التعليمية".
وأضافت "عشنا حالة انعدام للأمان، وخلفت المعارك حالات خطف وقتل واعتداءات جنسية على النساء، بالمقابل لم يكن أي طرف يهتم إلا بالسيطرة على المدينة حتى لو لم يبقى منها إلا الركام".
تقول إن ما دفعهم لترك كل شيء هو انعدام الأمان والاستقرار الذي وصفته بـ "أسوأ ما قد يواجهه الإنسان"، مبينةً أنه "في عام 2013 توجهنا إلى مدينة عفرين، وبدأنا حياة جديدة وأسسنا منزلاً وأرسلنا ابنائنا إلى المدارس، لكن هذا أيضاً لم يدم طويلاً فتركيا عبثت بأمان عفرين وهجرت شعبها، وكنا من بين المهجرين الذين حزمنا امتعتنا وتوجهنا إلى تل رفعت، لكن تل رفعت لم يكن حالها أفضل من بقية المدن، فالنظام يعبث بأمنها بينما تقصفها تركيا بشكل مستمر".
مدينة منبج هي آخر محطة لهم، تقول إنهم توجهوا إليها في عام 2019 "ليس من السهل أن تقضي حياتك تتنقل من مكان إلى آخر وكلما بدأت بتأسيس نفسك تترك كل شيء خلفك، لكن رغم ذلك عندما توجهنا لمدينة منبج بدأنا من نقطة الصفر في تأسيس ذاتنا ومنزلنا وتسجيل أطفالنا في المدرسة".
الانخراط في العمل الحزبي
وعن انضمامها لحزب سوريا المستقبل والأهداف التي سعت لتحقيقها بينت أن "ما عانيته خلال حياتي من نزوح وحروب دفعني لأن أكون عضو في هذا الحزب الذي يأخذ من القاعدة الجماهيرية أساساً له، دون اقصاء أي مكون أو أي فئة من المجتمع مع ضمان حقوق كافة الشعوب في سوريا وحقوق المرأة في نضالها".
وأكدت أن عليها أن تكون فاعلة في الوقت الذي تقع فيه مدينتها تحت الاحتلال "تسيطر الفصائل المرتزقة على إدلب، ولا يوجد أمل لإنهاء هذا الوضع في الوقت القريب، لذلك قررت أن آخذ دوري بدلاً من الاستسلام، وخلال سنوات انضمامي منذ عام 2019 طورت نفسي من الناحية السياسية". مشيرةً إلى أن "حزب سوريا المستقبل ينطلق من القاعدة الجماهيرية لذا على كل فرد أن يكون بقدر المسؤولية الملقاة على عاتقه ليقود الشعب نحو تطلعاته". مشددةً على أن "المرأة باستطاعتها لعب هذا الدور حتى إن كانت نازحة وذلك إن امتلكت الإرادة".
مختتمة حديثها بالتأكيد على أن "حزب سوريا المستقبل احتوى شعب إدلب، فالحزب لجميع السوريين، فكل عضو يمثل شعبه ومدينته ومكونه".
ويسعى حزب سوريا المستقبل إلى افتتاح مكاتب له في كافة المدن السورية ليحوي جميع السوريين.