مكتب المرأة في الهيئة الوطنية العربية يعمل للوصول لمجتمع متكامل

إيجاد حل جذري لملف التّعليم والموقوفين، وضرورة تفعيل دور النساء العربيات في كافة المجالات، وربط النّاس بإدارة المنطقة

رهف يوسف  
قامشلوـ ، والوصول لمجتمع متكامل، أهداف يعمل عليها مكتب المرأة في الهيئة الوطنية العربية بشمال وشرق سوريا. 
إنَّ النساء العربيات هنّ الأكثر انغلاقاً، ودمجهنّ في مجال العمل صعب، نظراً لأنهنّ عشنّ تحت وطأة الأحكام والأعراف العشائريّة في المنطقة، وتأثرنّ بها، حتى أصبحنّ يطبقنها على بعضهنّ البعض. 
تقول العضو في مكتب المرأة العربية وصايف محمد الدَّندح، عن سبب تأسيس الهيئة الوطنيَّة العربيّة في عام 2011، "أردنا الوصول لتّعايش مُشترك وتحقيق السلام بين الجّميع على اختلاف أديانهم وقومياتهم".   
وعن أهم الفعاليات التي شاركوا فيها، بينت "قمنا بالحملات التّوعويّة، وشاركنا بالحوارات كالتي تتمحور حول محاربة الإرهاب، والتّطرف، إضافة لمجموعة الأنشطة التي تُعنى بالطّفل وحقوق الإنسان عبر (جمعية حدود الانسانيّة)".
وعملت الهيئة على تعليم كيفية التّعامل مع الألغام في الأراضي الزّراعيّة والمدارس، عبر تنظيم دورة تدريبية أعطاها وفد من مكتب المرأة بالتعاون مع منظمة upp بتاريخ 12 آب/أغسطس 2018، إضافة للعديد من الفعاليات التي ترتبط بمناهضة العنف ضد المرأة والاحتفال بيومها العالمي ودعم اللاجئين في المخيمات في كل عام.
وحول أبرز الصّعوبات، قالت إن "الجّماعات الإرهابيّة المُتطرفة كانت تتمركز في الأرياف العربيّة على امتداد مناطق شرق الفرات، مما أعاق وصولنا إلى النّاس".
ولعل أصعب المعوقات تتمثل بعدم وجود حل جذري لملف التّعليم والموقوفين، حسبما بينت. وأكملت "العادات والتّقاليد الباليّة من أصعب الأمور التي ما تزال تواجهنا، فهي تكبت حرية المرأة، وتحول دون أن يكون لها بصمة في المجتمع، بالرغم من أنها أساس الحياة".
وأضافت "بعد التّحرير، أصبح التّنقل بين القرى والانخراط في المجتمع أكثر سهولة، وبهذا بدأنا النّشاطات التّوعويّة الهادفة". وبالنسبة للخدمات المقدمة للأهالي قالت "كنا وما نزال صلة الوصل بين النّاس والقائمين على إدارة المنطقة، لنلبي احتياجاتهم الخّدمية والانسانيّة كافة".
"النّجاح هو التّواجد داخل الأزمة وخارجها" هذا ما وصفت به تقدم العمل، فهي ترى أنهم تركوا بصمة مميزة في كافة المجالات، "لا ندعم المكون العربي فقط، بل خدماتنا موجهة لجميع مكونات المنطقة".
ويقع المركز الرّئيسي للهيئة في قامشلو، وتتفرع عنه مكاتب عدة كـ "مكتب المرأة العربيّة، وحماية الطّفولة، والشّهداء، والعشائر، ومكتب جمعية حدود الإنسانية وغيرها"، ولهم فرع في كل من تل كوجر والقحطانية، "تُشارك هذه المكاتب بحسب اختصاصاتها في النّشاطات والفعاليات بشمال وشرق سوريا". وأعطت مثالاً على ذلك مشاركة مكتب الشّباب في القضايا المتعلقة بالشباب فقط. 
"مشاركة النساء العربيات في كافة المجالات، أمر ضروري"، هذه الرّسالة التي يحاول مكتب المرأة إيصالها عبر المُحاضرات والنّدوات، وتفعيل عمل المرأة ضمن المكاتب، حتى وصلت اليوم لنسب كبيرة، كما قالت.
ولم يتوقف استهداف المرأة العربية حتى بعد أن فُعلت الكوتا ضمن مؤسسات الإدارة الذّاتيّة، ففي 22 كانون الثّاني/يناير 2021، عُثر على جثتي كل من نائبة الرّئيسة المشتركة لمجلس بلدة تل الشاير هند الخضير والرّئيسة المشتركة للبلدة سعدة الهرماس من بلدة الدّشيشة في الحسكة، وفي 24 كانون الثّاني/يناير 2021 تبنى هذه الجريمة تنظيم داعش.  
وتؤكد وصايف محمد الدّندح، أن الوصول لمجتمع متكامل تُمارس فيه كل فئة دورها بإيجابية، هو الغاية التي تسعى لها الهيئة الوطنية العربية، "نريد تأمين حياة سليمة، وكريمة لأبنائنا، بإعطائهم حقوقهم وحثهم على القيام بواجباتهم".